كثير من المدربين العالميين مرُّوا على فريق النصر الغائب منذ سنوات طويلة عن البطولات الكبرى، وعلى الرغم من تغيير المدارس التدريبية، والأسماء الرنانة التي حضرت؛ إلا أن النتائج السلبية سيطرت على الأجواء (الصفراء)، وعندما جاء الأرجنتيني باوزا الموسم الماضي وضحت بصماته سريعا في الجانب الدفاعي؛ في وقت كان الهجوم معه ظل عقيما. ومع المدرب الأورجواني الحالي جورج داسيلفا انعكست الأمور فارتفعت نسبة التسجيل؛ لكن الدفاعات النصراوية تعيش اليوم أسوأ أوضاعها، داسيلفا. .المدرب الشهير أمضى أشهرا عدة مع الفريق، ومعه تحسن الأداء عن ذي قبل؛ إلا أن النتائج لم تكن مرضية حلَّ ضيفا على «دنيا الرياضة» وفتح قلبه متحدثا عن قصته مع النصر التي بدأت في معسكر برشلونة، وكيف درَّب فريقا لم يخترْ عناصره، وكيف واجه انتقادات صحفية قبل أنْ يبدأ؛ وتطرق لفريقه بصراحة متناهية عبر الحوار التالي. **كيف ترى عملك مع النصر، وهل أنت راض عما تحقق على الأقل في الوقت الراهن، وبعد مضي خمسة أشهر على توليك المهمة؟. - العمل مع الفريق لم يكن سهلا؛ فمجموعة اللاعبين المتواجدين (محليين، وأجانب) لم يكونوا من اختياري، وتمَّ تشكيلهم قبل وصولي، وجدت نقاط ضعف في الفريق، ولاعبين أمضوا دورتهم، وهناك لاعبون في طور التصاعد مثل زيلعي، وسعود حمود، والقرني. ** ما الذي يحتاجه النصر في المرحلة المقبلة؟. - حاولنا في الجهاز الفني إحداث تغييرات، وسدّ النقص، ونحن بحاجة لأربعة أو خمسة لاعبين كبار من الصف الأول، وتحدثت مع الإدارة حول هذا وهي متفهمة تماما، وهي عملت، وستعمل على تقوية الفريق، ونحن نعمل بطريقة احترافية، وأقدر رغبة الجماهير، لكنها يجب أن تصبر. **انتقادات كثيرة وجهت ل داسيلفا تركزت حول سوء النتائج، وعدم الاعتماد على عناصر شابة ربما أدَّت بصورة أفضل ممن يمثلون الفريق اليوم؟. - أنا لا أفهم ما يريده الصحفيون، أنا أقرأ ما يكتبون، أو أسمع ما يقولون، وتفاجأت بأن منهم من ينتقدني شخصيا، وأنا في بداية عملي في معسكر برشلونة؛ رغم أنني لم أختر الفريق، ولا حتى المباريات الودية، التي تمت وفق برنامج أعدَّه المدرب السابق، وحاولت أن أجد مستوى أفضل للتجارب الودية هناك بحكم علاقاتي الطيبة في إسبانيا؛ لكن الكرة هناك محترفة، وبرامجها تجهز قبل ستة أشهر، وتفاجأت بتيار صحفي موجَّه ضدَّ طريقتنا؛ هدفه إعاقة عملي، أو ربما له آراء مسبقة تجاه نادي النصر، ومن الصعب أن تعمل وهناك من ينتقد قبل أن تبدأ!!. **مع المدرب السابق باوزا كان الفريق قوياً دفاعيا، وضعيفاً هجوميا، وتحت إشرافك الفريق يسجل أكثر لكن أحواله الدفاعية غير جيدة. ما تعليقك؟. - هذه حقيقة. أنا أعترف بهذا الشيء، ولكل مدرب طريقته، باوزا أعرفه شخصيا؛ كان مدافعا، وأنا مهاجم، وربما لذلك تأثير ما؛ لكن مقارنة مع الفريق السنة الماضية تمَّ تدعيم منطقة وسط الميدان والهجوم بالتعاقد مع فيغاروا، والسهلاوي، والكوري لي شون، والزيلعي، وسعود حمود، مع عودة الحارثي، ودفاعيا وصل عبدالغني وصدِّيق، وطلبنا تعزيزات في الدفاع نأمل الحصول عليها في الفترة المقبلة. **رغم تحسن أداء النصر هجوميا عن السنة الماضية إلا أن إهدار الفرص السهلة تظل علامة بارزة أدت لفقدان الكثير من النقاط. - هذا صحيح وهو يعود لفقدان التركيز، وأخطاء فردية، وتعامل غير مثالي مع ركلات زاوية عدة، وأنا أتحمل المسؤولية تجاهها، وهدفي دائما أن أجعل اللاعبين يفكرون في مرمى الخصم أكثر من تفكيرهم في مرماهم، والنصر فريق كبير، ولهذا يجب أن يخاطر، ونحاول أن يتماسك الدفاع دون أن ننسى مرمى الخصوم. **هل طالبتك إدارة النصر بتحقيق بطولة هذا الموسم؟. - لا؛ لكن أي مدرب له طموح، وسأسعى لإحراز لقب، ولدينا إمكانيات، وفرص متاحة، ويهمني أن أحرز بطولة من أجل الجماهير، وهذه الإدارة المميزة التي وضعت ثقتها في إمكاناتي، وعملت باحترافية عالية جدا، وتدرك حجم المشاكل الموجودة، وكلنا متفقون على أن الوقت، والعمل كفيل بأن يجعل النصر قريبا من مستويات الفرق الكبيرة، والعمل بشكل جدي سيوصلنا لما نريد خلال ثلاث سنوات. **ألا تعتقد أن إشرافك على الفريق الأولمبي أفقدك التركيز، والخسارتان من الهلال والوطني هما اللتان جلبتا لك المشاكل؟. - هذا صحيح، وتحدثت مع الإدارة حول الموضوع، ويبدو لي أن الاشتغال مع الفريقين يحدًّ من المردود، والمشكلة أن بطولات السعودية تجبرك أن تعمل مع الفريقين؛ فكأس فيصل يجب أن تعمل مع عدد من الكبار إضافة للاعبين الشباب، ومن الصعب تنظيم الوقت. **كسب شباب النصر بطولة كأس الاتحاد. كيف رأيت الفريق، وهل سنرى قريبا وجوها شابة في الفريق الأول؟. - أنا سعيد جدا بهذا الفريق، الذي استحق البطولة، وهناك عدد منهم يملك إمكانات كبيرة، ومن المهم أن يعتاد اللاعبون الشباب على روح الفوز، ومدرب فريق الشباب جاء معنا من الأورجواي وأحضرناه حتى يكون هناك تنسيق في العمل، ورؤية كروية موحدة مع الفريق الأول، وتعمدنا عدم إشراك لاعبين شباب؛ لأننا كنا نريدهم أن يعملوا مع أمثالهم، ولا نخرجهم بين فينة وأخرى، وأمام الوطني مان في الاحتياط المتواجدون فقط، ولم يكن هناك آخرون؛ وفضلنا أن يلعبوا نصف نهائي كأس الاتحاد لدرجة الشباب لكي نمنحهم فرصة الفوز ليكونوا أبطالا. **وهل هذا برأيك سبب كاف لعدم الاستعانة بمدافعين من الفريق الشاب كأسامة عاشور، والسفياني، طالما اقتنعت بضعف الدفاع، ورأيت أن هناك لاعبين أكملوا دورتهم؟. - لا يمكن أن أبرِّر للجمهور كل يوم ماذا أفعل، ولمَ اتخذت قراراتي؛ لكننا كنا نعطي الأولوية لفريق الشباب، ومن الممكن أن أتكلم وقتها مع المدرب وأطالبه بعدم إشراكهم في نصف النهائي، وأضمهم للفريق الأول. **هل ستحصل أسماء شابة على فرصتها مستقبلا؟. - بالتأكيد. اتفقنا مع الإدارة أن نزجَّ بعدد من الشباب في كأس الأمير فيصل قدر المستطاع؛ مع حرصنا بعدم التأثير السلبي على الفريق الشاب. **جماهير النصر الواعية لا تفكر ببطولة؛ بقدر حرصها على تطور ملموس لأداء الفريق ومشاهدة مواهب جديدة. - هذا الفريق لم أشكله أنا كما ذكرت لك، بل وجدت فيه لاعبين محددين، وتكلمت مع الإدارة، وهم يعلمون بأن هناك مجموعة من اللاعبين يجب أن لا يستمروا، وأنا أثق في عدم استمرارهم. **هل تجد الدعم المطلوب من إدارة النصر. - نتواصل بشكل يومي مع الإدارة، وأنا أشكر رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي على دعمه الكبير، وهو يعلم حقيقة النواقص الموجودة، ومراكزها ومدى أهمية تدعيمها، وآمل أن أهدي لقباً له ولجماهير النصر، التي تستحق الفرح، وأنا والإدارة لدينا طريقة تفكير وتسيير متشابهة فيما يخصُّ اللاعبين، وطريقة العمل، وأتمنى أن أجد ردَّة فعل إيجابية من اللاعبين؛ فنحن نطرق أسلوبا جديدا، وثمن التغيير ربما يكون تعرضك لنتائج غير مرضية أحيانا. نبدأ في تغيير اللاعبين الشباب، والاعتماد على من لديهم رؤية أخرى، ونعمل على تغيير العقلية الاحترافية للاعب؛ والذي من شأنه تلقائيا أن يغير من شكل الفريق، وهذا عمل تكاملي يحتاج وقتا طويلا لن يتحقق بين ليلة وضحاها، ومشكلتي هذا الموسم أنني وصلت وكان لدي هؤلاء اللاعبين وكان يجب أن أجد حلولا من ضمن هؤلاء. شخَّصت أن هناك لاعبين لا يمكن أن يلعبوا، ولكن يجب أن نلعب مباريات، وأن نشرك لاعب أو اثنين. الحارثي **كيف ترى مستوى الكرة السعودية؟ - لديكم لاعبون مميزون، وفرق كبيرة بدليل ما قدمه الاتحاد وحققه على الصعيد الآسيوي كانوا في مستوى جيد جدا، ويلعبون بتقنية عالية، والبطولات السعودية كبيرة. **وما أبرز ملاحظاتك حول الكرة السعودية؟. - الفرق الذي لاحظته هو أن الوصول إلى ما تريد هنا يجب أن يقابله وجود عقليات محترفة حقيقية؛ وحين جئت للرياض لم أجد لاعبين ملتزمين كما كنت أشاهد في بلدي الأورجواي، وهذا مهم في كرة القدم. ** ماهي أبرز العقبات التي تواجه مديراً فنياً لفريق سعودي؟. - نعاني من البنية الكروية؛ ففي النصر لدينا ثلاثة استحقاقات في آن واحد (الدوري، وبطولة الخليج، وكأس الأمير فيصل)؛ ففي الدوري نلعب بالمحترفين، الذين لم يخوضوا مباراة منذ شهر تقريبا، وكأس الأمير فيصل لا يمكن أن يشارك فيه الأجانب، ويسمح بمشاركة خمسة لاعبين كبار، ومن الصعب بناء على هذا أ ن نحافظ على الانسجام، والأداء الثابت المطلوب، ومواصلة العمل كما نريد، وخلال ثلاثة أشهر لعبنا فقط خمس مباريات في الدوري. ** وماذا عن اللاعبين؟. - اللاعبون يجب أن يفهموا أن كرة القدم هي حرفة تدرُّ الكثير من المال، وفي الوقت ذاته تتطلب جهدا مضاعفا؛ ففي التدريب نحن معتادون على العمل حصتين تدريبيتين في اليوم كل ثلاثة أيام في الأسبوع، وفي بلدي لدينا أهداف كروية وطموح مختلف بأن يصل مثلا لأوربا، ويحسن وضعه المادي، وهنا الصعوبة في أن تصل للنقطة الحساسة لدى اللاعب، التي من خلالها تنطلق؛ فاللاعب ليس مهمته أن يتدرب بل كيف يعيش ويأكل، وأمور كثيرة، وأنا أتحدث عن النصر وربما كان الوضع مماثلا في الفرق الأخرى. **وكيف نعالج هذه الأمور؟. - أنا متأكد من أنَّ مدربين كباراً مرّوا على الكرة السعودية واجهوا المشاكل ذاتها، وأظنُّّ أنَّّ كل شيء يتعلق بعقلية اللاعب، وبالطموح ودائما أقول للاعبين؛ وخصوصا الشباب أن يضعوا لأنفسهم أهدافا فهم يمتهنون مهنة جميلة جدا؛ فلا يفكروا فقط بالمال وإن كان مهما؛ بل الشهرة وخدمة أنديتهم ومنتخباتهم، والوصول لكأس العالم، والاحتراف الخارجي، وعليهم أن يعملوا يوميا لتحقيق هذا الطموح، وهذا الهدف لا يمكن أن أحققه أنا وحدي بل جهود مشتركة من الاتحاد السعودي، والمدارس، ومدربي الفرق السنية ، ولك أن تعرف أنّ هناك لاعبين يتغيبون خمسة أيام، ولا أحد يعرف سبب غيابهم، ولا يحسُّون بأنفسهم، وهذه أمور كانت بالنسبة لي مفاجأة كبيرة؛ لاعتيادي على التعامل مع لاعبين يحبُّون الكرة، ولعب المباريات، واللاعب المحترف لا يمكن أن يتهرب من التدريبات. **هل يمكن للاعب السعودي أن يحترف في الخارج، وهل لعدم تحقًّق ذلك دور في المشاكل التي تطرقت لها؟. - جميل أن يحترف اللاعب السعودي في الخارج، وهناك لاعبون مميزون بإمكانهم ذلك؛ فالاحتكاك بالمحترفين مهم وثماره مؤكدة، ونقلهم تجاربهم للشباب هنا فوائده كبيرة، وعدم خروج اللاعب من بلده يحدًّ من تطوره، وحسين عبدالغني مثلا لاعب كبير واحترف في أوربا، واللاعبون هنا بعيدون عن التصرفات الاحترافية. **وماذا عن تقنية اللاعب السعودي، ومدى قدرته على تنفيذ ما يطلبه المدربون؟. - اللاعب السعودي يمتلك الموهبة، والمهارة، وطوال التاريخ الكروي هنا مرَّ مدربون كبار، وأظنَّ أنَّ المشكلة فقط في العقلية الاحترافية، بدليل وصول الاتحاد لنهائي دوري آسيا، وكذلك منتخب البحرين، الذي كان قريبا من كأس العالم، وأقصى السعودية؛ على الرغم من أنه أقل منه إمكانات فنية. **لماذا خسر الاتحاد نهائي دوري أبطال آسيا أمام بوهانج الكوري؟. - من الصعب أن نطلق حكما ونحن بعيدون عن الفريق؛ لكن أظنَّ أنها الثقة الزائدة، ولاعبو بوهانج أدَّوا بروح أخرى، وكانوا يقاتلون على كل كرة، وأعتقد أنَّ الاتحاد هو الأفضل فنيا. داسيلفا كلمة أخيرة اللغة تحدًّ كثيرا من التواصل مع الجمهور؛ أتمنى أن تعرف جماهير النصر طريقة تفكيري، أعلم أنَّ عليَّ دين كبير لجمهور النصر، وأقول لهم هذا عمل يحتاج لوقت، مدربون كُثُر جاؤوا والنتائج لم تتغير، وحان الوقت للعمل بشكل جدي ومحترف، وعلى المدى الطويل سترون النتائج. أشكرك عبدالله على الفرصة التي منحتني إياها كي أعبِّر عما يجول في خاطري. مهاجموا الفريق أراحوني كثيراً - داسيلفا قال إن أحمد الدوخي لاعب يملك خبرة دولية، ومن شأنه أن يضيف الكثير للفريق. - كان حذرا في طرح رأي مباشر حول مستويات اللاعبين الأجانب؛ مؤكدا أن الإدارة تعرف رأيه جيدا، وأن الأجانب يجب أن يصنعوا الفارق في الفريق. - ونحن نقيم مردودهم وسنقرر بهدوء من يستمر ومن يبقى. مباراة الوطني عقدت حظوظ الفريق في كأس فيصل لكن النصر لديه الإمكانات للتأهل. - طالب بعدم الاستعجال على المدافع عبدالله القرني، الذي أشاد بإمكاناته، وأهمية الاعتماد عليه في الوقت المناسب لمصلحته ومصلحة النصر. - أبدى استغرابه من وجود لاعبين ليس لديهم رغبة في لعب الكرة.كشف عن قناعته وإعجابه بهداف الفريق السهلاوي وبالحارثي وريان ما يجعله لا يفكر بطلب التعاقد مع هداف أجنبي في الفترة الثانية. - أكد تعمده تناوب إخراج اللاعبين الأجانب في مباريات بطولة الخليج. - وصف كأس الخليج بأنها فرصة كبيرة لفوز النصر بلقبها. الزيلعي قام بدور فيغاروا كان يلعب في الطرف ثم الوسط هو لاعب يملك إمكانيات كبيرة جدا وأعرفه في الأرجنتين؛ لكن لا ننسى التغيير فهو اعتاد العمل بطريقة مختلفة وتأثر بالتغيير الاجتماعي والعائلي والتقاليد والأجواء وانضمامه لفريق في طور التشكيل ووضعه سيتطور مستقبلا، ولم أشركه في مباراة الخور خليجيا لأن النظام يسمح بثلاثة أجانب فقط، ولا بد من الاستغناء عن واحد، وكان الزيلعي قادرا على دور الأرجنتيني والزيلعي لاعب كبير، وأحب هذه النوعية من اللاعبين يملك إمكانيات جيدة، وينتظره مستقبل، وأمامه الكثير ليتعلمه.
