منذ سنوات طويلة وجماهير النصر تطالب بالتغيير في إدارة ناديها، ودعمت كل شخصية ترى فيها القدرة على الخروج من الهواية إلى عالم الاحتراف الحقيقي الذي تقوده الأموال الكبيرة الجالبة للنجوم، والمساعدة على مقارعة أندية الملايين التي بنت فرقها على مدى سنوات، والفوز بأبرز الصفقات المحلية والأجنبية، واستقطاب الأجهزة الفنية العالمية التي تختصر الزمن، وحين جاءت الإدارة الجديدة برئاسة الأمير فيصل بن تركي التي تجد دعما منقطع النظير من الجميع، كونه الوحيد الذي وقف وقفة صادقة مع النادي منذ سنوات طويلة، نظير دعمه المستمر لكل الإدارات التي تعاقبت؛ فكانت الآمال كبيرة في أن يخرج النصر من زمن التبعية، والاعتماد على رؤساء الأندية المنافسة في توفير مكافآت فوز لا تتجاوز ستين ألف ريال، إلى الاستقلالية التامة، وضخ الملايين في الخزينة (الصفراء)، فجاء أفضل المدربين، وتم التعاقد مع لاعبين محليين وأجانب أسهموا في تغيير صورة الفريق إلى درجة مرضية قياسا بعمل تركز في فترة تسجيل واحدة، وخلال أشهر عدة. ولا يمكن لإدارة النصر وهي تقضي عامها الأول أن تعتقد أنَ طريقها سيكون مفروشا بالورود، أو أن ّ كل من يعمل مع هذه الإدارة سيجد الدعم المعنوي، والتقدير المطلوب، والمعاملة المنطقية التي تمنح العاملين الفرصة لتقديم ما لديهم، وليكون الحكم على العمل الفني والإداري في الوقت المناسب. وليس ظهور التسجيل الصوتي للاعب الوسط القادم من الشباب يوسف الموينع وهجومه اللاذع، وإساءاته لمدير الفريق سلمان القريني إلا صورة من مؤامرة تحاك ضدَّ النصر يقودها من يريد لهذا النادي أن يستمر ضعيفا وضيعا، لا لشيء؛ سوى أنَّ هذا الإداري المتميز المثالي لم يتجاوب مع دعوات نشر الأسرار التي اؤتمن عليها؛ فكان ضحيتها وهو الذي يعمل بإخلاص منقطع النظير في خدمة ناديه، وهو الذي من حقه مجازاة المتميز ومعاقبة كل متخاذل يرفض اللعب والانضمام للمجموعة لمجرد وضعه على دكَّة البدلاء!!. باختصار فوائد ظهور مؤامرة التسجيل الصوتي أكبر من مساوئها فقد كشفت القناع، وباتت الإدارة مطالبة بمواصلة رحلة التطوير، والوقوف في وجه المشوِّشين. دعم رئيس النصر للمدرب جورج داسيلفا بإعلان استمراره حتى نهاية الموسم، ثم دفاعه عن سلمان القريني ستمنح الاستقرار الفني 960 الذي يحتاجه النصر. محاولات اللاعب تحريض زملائه ضدَّ القريني للعمل على إسقاطه انكشفت في الوقت المناسب. تثبيت ثلاثة لاعبين أقدامهم في الفريق مؤشر ممتاز نحو نجاح الخطوات التطويرية عند التقييم النهائي. ربما لم تظهر بصمات داسيلفا سريعا كما حدث مع الأرجنتيني باوزا؛ لكنه يسير بالنصر بشكل جيد، وإعادة تقيمه لأوضاع الفريق في الفترة الشتوية؛ خصوصا اللاعبين الأجانب الذين تم التعاقد معهم قبل وصوله يوحي بمستقبل أفضل للنصر.