تفككت الأسرة في ظروف سريعة معقدة بعدما فقدت الأب والأم في لحظات خاطفة وبقي الاطفال الخمسة تئن جراحاتهم ويختلفون على كل شيء تنتابهم صراعات وويلات الحادث المخيف يتسلل الظلام في وضح النهار الى وجوههم البريئة تجلجل اصواتهم والناس تخفي مدامعها من هول المصاب هذه رواية جديدة بطلها شاب لم يتجاوز السابعة عشر من عمره اصر الا ان يكون قائدا لسيارة والده الجيب وانطلق بسرعة طائرة يجوب شوارع ابها تجاوز كل القوانين والاخلاق وصيحات الناس وعيون المرور والارصفة فاجأ الاسرة الممتلئة بالنظارة والحب واللباس الزاهي داخل سيارتهم الى حيث يذهبون اصطدمت سيارة المغامر الجيب بسيارتهم فجعلها كعصف مأكول هرعت الناس وخاب كل رجاء لانقاذ الأب والأم وتلملم الاطفال بين حالات غيبوبة وبين صرخات مفجعة انها قصة اكثر حزن لمن وقف عليها وشاهد فصولها هكذا اخطاء الاسرة في التفريط بسيارتهم وترك الاطفال يمارسون لعبة الموت بين الحديد والنار لا يفرقون بين الموت والعذاب والحياة ان كل المسؤولية والوزر يتحملها الأب والأم فخلال دقائق احدث الشاب المتهور شرخاً في حياة المجتمع ودمر اسرة كاملة هكذا جنون القيادة لمن لا تأبه قلوبهم بالموت كيف ستكون حياة البقية الباقية من بقايا الاموات والمعاقين انها قصص اشبه بالخيال في حوادث الطرق لم يكتفوا بالموت وصوره المخيفة والاصابات الخطيرة والمتوسطة ودون ذلك واكثر من ذلك يجب ان نحاسب انفسنا ويجب على الدولة تكثيف اجهزة المرور السيار وتطبيق الجزاءات الجديدة على المتهورين من السائقين وعلى الاباء المفرطين لقد زادت الحوادث وارتفعت حصيلة الموتى والمصابين والمعاقين ونحن حقيقة امام حرب مختلفة يقودها اغلب الاحيان ابناؤنا وسط الطرقات كفى قتل وعنف ايها الاباء اتقوا الحوادث فانتم مفاتيحها سبعة الاف قتيل وعشرات الالاف بين معاق ومصاب فضلاً عن المشاكل الاجتماعية الناجمة من تشتت الاسرة ايها الاباء والامن والمرور انقذوا ارواح الناس واجعلوا من الحزم اداة فاعلة ومتى ما كان النظام محاطاً بسياج لا يخترق ولا يختزل سيتغير في الامر شيء ولعل الله يحدث بعد ذلك امراً.