الحوار الجانبي مع الطبيب والزميل الكاتب محمد القويز غني بالتفاصيل لأن الحديث معه ينقلك وبسرعة لتفاصيل أنت تحتاج إليها ربما لأن القويز طبيب وتهمه التفاصيل كثيراً ويعتمد على الملاحظة المعمقة والحدس اللافت اللذين يقومان على حقائق علمية.. ففي إحدى المرات كنت معه في حوار عن الإسعافات فقال: لو كان لي من الأمر شيئاً لأنشأت بمدينة الرياض (4) مراكز أو مستشفيات متخصصة في حالات الإسعاف تعالج إصابات الحوادث والحالات الطارئة فقط؛ لأن نسبة عالية من الوفيات والإعاقات - بعد أمر الله - بسبب الحوادث والتباطؤ والتراخي في سرعة معالجتها وقت وقوع الحادث" انتهت فكرة د. محمد القويز وأتمنى أنه طرحها في أحد مقالاته بزاويته في جريدة "الرياض" البيت العربي. والمتابع للشأن المحلي خلال الأسبوعين الماضيين يجد أن هناك قضايا ساخنة بين الهلال الأحمر السعودي، ووزارة الصحة، والمستشفيات الخاصة، فقد تعرض بعض الحالات إلى بتر الساق بسبب تأخر في إسعاف الحالة، وعدم وجود الطبيب أو الجراح المناسب، وحالة أخرى بقيت في أحد المستشفيات لأكثر من أسبوع من دون علاج، وتهربت المستشفيات عن استقبالها، كما أن الهلال الأحمر السعودي قالها صراحة إنه يمشط شوارع المدن بالحالة الإسعافية وأبواب المستشفيات مغلقة إمام سيارات الهلال الأحمر. أنا هنا لا أتحدث عن حالة خاصة أو نادرة، بل عن أمر أصبح شائعاً، فالمستشفيات لا تستقبل، ووزارة الصحة لا تملك إلا إرسال التعاميم، وبالمقابل مزيد من الإسعافات والغيبوبة والتشوهات. لماذا لا ينظر في طرح الدكتور محمد القويز ويتم إنشاء مستشفيات متخصصة في حوادث المرور والإسعافات الأولية فالساعة الذهبية التي يحتاجها المريض لا تعني شياً لدى وزارة الصحة، وإدارات المستشفيات تدير ظهرها لسيارات الهلال الأحمر، ونداءات الأهالي وأصواتهم المبحوحة لا تلقى مجيباً. وجود مستشفيات أو مراكز متخصصة بالجراحة والإسعافات توزع على مداخل مدينة الرياض وفي الاتجاهات الأربع على الدائري لا تخدم فقط مدينة الرياض؛ بل تخدم محافظات المدينة ضواحيها وأريافها للحالات الطارئة وتخفف الضغط على مستشفياتها: المركزي، والجامعي، والعسكري، والحرس، وقوى الأمن، والتخصصي، ومدينة الملك فهد الطبية؛ لتتفرغ هذه المستشفيات داخل المدينة للعلاج والتأهيل والوقاية والخدمة الطبية عالية الجودة، وتصبح مراكز الإسعافات والإصابات مستشفيات متخصصة في الجراحة والإسعاف. التأخر في تنفيذ مستشفيات متخصصة في حوادث المرور والإصابات سيزيد من الوفيات لا سمح الله وحالات الإعاقة والتشوهات وضياع المليارات التي ستكون ثمناً للتأهيل والرعاية الصحية.