استأنف المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية اعمال دورته الثالثة والتسعين في العاصمة البحرينية أمس لاستكمال الاعداد والتحضير للدورة الخامسة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والتي تستضيفها مملكة البحرين غدا الاثنين. ويرأس وفد المملكة الى الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية. واعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة في كلمة موجزة افتتح بها الاجتماع ان «السوق الخليجية المشتركة وتزايد العمالة الوافدة والاتحاد النقدي والبطاقة الذكية» الموحدة ستكون على رأس الموضوعات التي سيبحثها وزراء الخارجية الخليجيون. واضاف ان الاجتماع سيناقش ايضا «تطورات الاوضاع السياسية الاقليمية والدولية». واعلن اثر ذلك عن بدء الجلسة المغلقة لوزراء الخارجية. يبرز الخلاف البحريني السعودي حول توقيع المنامة اتفاقية تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة في ايلول/سبتمبر الماضي اضافة الى انعكاسات الوضع السياسي والامني في العراق على المنطقة، على اعمال القمة الخليجية التي تتطرق ايضا الى قضايا امنية وسياسية واقتصادية مختلفة بينها بالخصوص الارهاب والشرق الاوسط والاندماج الاقتصادي الخليجي. وكان وزراء المالية والاقتصاد الخليجيون احالوا عقب اجتماعهم السبت الخلاف القائم حول توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع واشنطن الى اجتماع وزراء الخارجية. واشار وزير المالية والاقتصاد البحريني عبد الله سيف الى «مقترحات وخيارات» ستعرض على وزراء الخارجية بهذا الخصوص دون ان يوضح طبيعتها. وكان مسؤول خليجي اكد السبت لوكالة فرانس برس ان السعودية «اكتفت بتسجيل تحفظ» على توجه باقي شركائها في المجلس الى توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع الولاياتالمتحدة. وعلاوة على البحرين التي وقعت اتفاق تجارة حرة مع واشنطن فان كلا من الكويت والامارات وسلطنة عمان قطعت اشواطا متفاوتة في التفاوض مع الولاياتالمتحدة لتوقيع اتفاقيات مماثلة. وكان المجلس الوزاري استهل دورته الحاليه بعقد اجتماع يوم الثلاثاء السابع من شهر ديسمبر الحالي وبحث العديد من الموضوعات المهمة المتعلقة بمستقبل مسيرة المجلس وتعزيز التنسيق والتعاون والتكامل بين الدول الاعضاء في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والامنية والعسكرية وصولا الى تحقيق المواطنة الخليجية المنشودة. ويستكمل وزراء الخارجية بحث القضايا والموضوعات التي ستطرح امام اصحاب الجلاله والسمو قادة دول المجلس في دورتهم المقبلة. وكان الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطيه قد أوضح قبل بدء اجتماعات الدورة الحالية للمجلس الوزاري ان المجلس سيناقش في دورته التحضيرية العديد من الموضوعات التي تهم وتعزز مسيرة المجلس في مختلف المجالات بينها توصيات اللجان الوزارية المختلفة والوقوف على اخر ماتم في انجازه فيما يتعلق بالمشاريع المستقبلية الكبيرة كخطوات تنفيذ السوق الخليجية المشتركة والبرنامج الزمني للاتحاد النقدي واصدار العملة الموحدة لدول المجلس وقانون العلامات التجارية لدول المجلس وقانون التنظيم الصناعي لدول المجلس اضافة الى النظر في العلاقات بين دول المجلس والدول والمجموعات الاقتصادية الدولية. واضاف «أن المجلس الوزاري سينظر في العديد من المذكرات المرفوعة من الامانة العامة والخاصة بتوصيات اللجان الوزارية بينها مد الحماية التأمينية لمواطني دول المجلس العاملين خارج دولهم في اية دولة عضو في القطاعين العام والخاص وكذلك مايتعلق بالمعايير والمقاييس البيئية الموحدة في دول المجلس ومرافق استقبال مياه التوازن ومخلفات السفن اضافة الى مرئيات الهيئة الاستشارية المتعلقة بدور القطاع الخاص في تعزيز التواصل بين ابناء دول مجلس التعاون ومعوقات التبادل التجاري بين دول المجلس وقضايا الشباب ووسائل رعايتهم». واشار الى ان المجلس الوزاري سيركز على المواضيع السياسية والامنية اذ سيناقش موضوع مكافحة الارهاب ومستجدات قضية احتلال ايران للجزر الثلاثة التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة (طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى) والعلاقات مع ايران اضافة الى مستجدات الاوضاع في العراق والقضية الفلسطينية وتطورات مسيرة السلام في الشرق الاوسط. وازدانت العاصمة البحرينية التي تشهد طقسا باردا وصافيا، بالورود واعلام البحرين والسعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان التي تشكل مجلس التعاون الخليجي لاستقبال القادة الخليجيين. وبالتوازي مع ذلك لوحظ تشديد نسبي للاجراءات الامنية في المنامة حيث انتشر جنود وعناصر شرطة مسلحون في اهم تقاطعات الطرق التي تعبر منها الوفود المشاركة في القمة كما اعلن عن غلق بعض الشوارع الاثنين امام حركة المرور لمناسبة القمة. في الاثناء بدا الشارع البحريني غير مبال كثيرا باجتماع القمة الخليجية وينصب اهتمامه في المقابل على انتصار فريق البحرين لكرة القدم الجمعة على السعودية ضمن تصفيات كاس الخليج في الدوحة.