قُتِل عشرة أشخاص جرّاء ضربة بطائرة مسيّرة على سوق مزدحمة في ولاية شمال دارفور السودانية، على ما أفاد مسعفون لم يذكروا الجهة التي نفذت الهجوم. ويأتي الهجوم في وقت اشتدت المعارك في مناطق سودانية أخرى، ما دفع إلى إجلاء العاملين في مجال الإغاثة الأحد من مدينة كادوقلي الجنوبية المحاصرة والتي تعاني المجاعة. وأسفرت الحرب المتواصلة في السودان منذ 15 أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت بنزوح نحو 12 مليونا، وأدت إلى "أسوأ أزمة إنسانية" في العالم بحسب الأممالمتحدة. وأوضح مجلس غرف طوارئ شمال دارفور، وهو إحدى مئات المجموعات التطوعية التي تنسق المساعدات في السودان، إن ضربة بطائرة مسيّرة "استهدفت السبت سوق الحارة بمحلية المالحة". ولم يشر المجلس إلى الجهة التي نفّذت الهجوم، موضحا أنه أدى إلى "وقوع حريق جزئي في المحال التجارية وخسائر مادية كبيرة". ولم يصدر تعليق فوري من الجيش السوداني أو من قوات الدعم السريع. وتتركز الحرب راهنا في جنوب كردفان، وتصاعدت حدة الاشتباكات في كادوقلي، عاصمة الولاية، حيث أسفر هجوم بمسيّرة الأسبوع الفائت عن مقتل ثمانية أشخاص أثناء محاولتهم الفرار من المدينة الخاضعة لسيطرة الجيش. وقال مصدر في منظمة إنسانية تعمل في كادوقلي الأحد إن المنظمات الإنسانية "أجلت جميع عامليها" من المدينة بسبب الأوضاع الأمنية. وجاء الإجلاء عقب قرار الأممالمتحدة نقل مركزها اللوجستي من كادوقلي، بحسب المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لكنه لم يشر إلى الوجهة التي نُقل إليها العاملون. وتحاصر الدعم السريع وحلفاؤها كادوقلي ومدينة الدلنج المجاورة منذ اندلاع الحرب. وأعلنت قوات الدعم السريع الأسبوع المنصرم سيطرتها على منطقة برنو، وهي خط دفاعي رئيسي على الطريق الذي يربط كادوقلي بالدلنج. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" الأحد إن مرض الحصبة ينتشر في ثلاث من الولايات الأربع في دارفور. وأوضحت في بيان أن "مرض الحصبة الذي يمكن الوقاية منه ينتشر في وسط دارفور وجنوبها وغربها". وأضافت "منذ سبتمبر 2025، عالجت الفرق التابعة للمنظمة أكثر من 1300 حالة. إن التأخير في نقل للقاحات والموافقات والتنسيق من جانب السلطات والشركاء الرئيسين، كلها عوامل تترك الأطفال من دون حماية". من جهته قدّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعداد من هم بحاجة لمساعدات غذائية وغيرها في السودان ب(33) مليون شخص. وأكدت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي ليني كينزلي، أن السودان يشهد حاليًا أكبر أزمة نزوح في العالم، مع وجود نحو (10) ملايين نازح داخل البلاد، إضافة إلى ملايين آخرين لجؤوا إلى دول مجاورة، مثل تشادوجنوب السودان، وقد اضطرت بعض الأسر إلى النزوح لأكثر من مرة، في محاولات متكررة للبحث عن الأمان والغذاء. وأضافت كينزلي أن العديد من العائلات تسعى للعودة إلى مناطق دمرها الصراع، مثل الخرطوم، رغم أن البنية التحتية والخدمات الأساسية لا تزال متضررة بشكل بالغ، مؤكدة أن الموارد تعاني شحًا كبيرًا. وأشارت إلى أن الاحتياجات الإنسانية في السودان واسعة ومتنوعة وتختلف من منطقة إلى أخرى، غير أن الحقيقة الثابتة هي أن جميع من أجبروا على النزوح بسبب الحرب، وكذلك من يحاولون العودة بعد توقف القتال، يواجهون حاجة ماسة وملحة إلى الدعم. وذكرت المتحدثة أنه في أعقاب موجة العنف الأخيرة في مدينة الفاشر، اضطر عدد متزايد من السكان للفرار، وهم لا يحملون معهم سوى الملابس التي يرتدونها، وقد وصل هؤلاء لمناطق أكثر أمانًا وهم يعانون من الجوع والإنهاك النفسي. ونوهت بأن برنامج الأغذية العالمي قام بتوسيع عملياته بشكل كبير، حيث بات يصل إلى أكثر من 4 ملايين شخص شهريًا، أي ما يعادل ضعف عدد المستفيدين مقارنة بالعام الماضي، لافتة الانتباه إلى أن البرنامج نجح في وقف المجاعة في 9 مناطق.