دعا مختص في البيئة إلى ضرورة رفع الوعي المجتمعي بشأن مخاطر تراكم النفايات الإلكترونية داخل المنازل، في ظل تنامي استخدامها في المملكة بشكل غير مسبوق، وما يرتبط بذلك من تهديدات صحية وبيئية مباشرة وغير مباشرة. وأوضح المهندس البيئي د. خالد الوابل أن المملكة تُنتج سنويا كميات ضخمة من النفايات الإلكترونية تُقدّر بنحو 620 ألف طن وفق دراسات حديثة منشورة (المصدر: دراسة علمية منشورة في ScienceDirect 2024)، فيما يبلغ متوسط ما ينتجه الفرد السعودي 13.2 كجم سنوياً من الأجهزة الإلكترونية التالفة (المصدر: المراقب الإقليمي للنفايات الإلكترونية – برنامج الأممالمتحدة 2021). ورغم ذلك، ما يزال معدل إعادة تدوير تلك الأجهزة دون الطموح. وأضاف الوابل أن الأجهزة الإلكترونية المهملة تحتوي على مواد عالية السمية مثل الرصاص والزئبق والليثيوم، والتي قد تتسرب إلى الهواء والتربة والمياه، مسببة أضرارا بالغة للإنسان والحيوان والنظام البيئي، مبينا أن حوادث انفجار بطاريات الأجهزة التالفة داخل المنازل في ازدياد بسبب التخزين غير الآمن. وأشار إلى أن تراكم هذه النفايات "يشكّل قنبلة موقوتة داخل البيوت"، مؤكدا أهمية التخلص منها عبر قنوات رسمية معتمدة، تضمن إعادة تدويرها أو تفكيكها بطرق تحافظ على سلامة المجتمع والموارد الطبيعية. وأكد الوابل أن المملكة، من خلال جهود رؤية 2030، تعمل على تطوير الاقتصاد الدائري للنفايات عبر برامج مثل المركز الوطني لإدارة النفايات (مَوان)، الذي يدعم مبادرات الجمع والمعالجة، وصولا إلى رفع نسبة التدوير وتقليل الطمر، ما يسهم في تقليص التلوث وتوفير فرص اقتصادية من خلال استخلاص المعادن الثمينة من الأجهزة القديمة مثل الذهب والنحاس والفضة. وأوضح بقوله: "قبل التخلص من أي جهاز إلكتروني، يجب مسح كامل البيانات الشخصية والصور للحفاظ على الخصوصية، ثم إيصال الجهاز إلى مراكز التجميع المعتمدة أو الشركات المعنية بإعادة التدوير. وختم بدعوة الأسر للاستفادة من أجهزتها الإلكترونية غير المستخدمة سواء عبر إعادة بيعها أو التبرع بها للجهات الخيرية، وعدم تركها تتكدس في الغرف والمخازن، حفاظا على الصحة العامة والبيئة للأجيال القادمة.