أعلن المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو عن قائمته الخاصة لأفضل الأفلام التي صدرت منذ مطلع القرن الحادي والعشرين، في خطوة أثارت تفاعلًا واسعًا داخل الأوساط السينمائية، نظراً لما يمتلكه من تأثير نقدي كبير ورؤية إبداعية تُعد مرجعًا لعشاق السينما وصنّاعها على حد سواء. وجاء الإعلان ضمن حوار موسّع تناول فيه المخرج الأعمال التي يرى أنها شكّلت علامات فارقة في صناعة السينما خلال العقدين الماضيين، وأسهمت في إعادة رسم حدود الأنواع السينمائية وتطوير لغتها البصرية والسردية. تصدّر فيلم Black Hawk Down للمخرج ريدلي سكوت قائمة تارانتينو، معتبرًا إياه العمل الأكمل ضمن الإنتاج السينمائي الحديث. وأوضح أنّ الفيلم يمثّل نموذجًا متقدّمًا في الإخراج الحربي، ويجسّد قدرة عالية في إدارة الفوضى البصرية وتوجيه مشاهد الحركة بكثافة وصرامة. ووفق تارانتينو، فإن هذا العمل يشكّل معيارًا مهمًا لتقييم تطوّر الفيلم الحربي في العصر الحديث. شملت قائمة تارانتينو أفلامًا من مدارس واتجاهات سينمائية متعددة، بدءًا من الأنيميشن في Toy Story 3، الذي وصفه ب "التجربة العاطفية الكاملة"، وصولًا إلى السينما الهادئة القائمة على التفاصيل الدقيقة كما في Lost in Translation. ويرى تارانتينو أن هذه الأعمال تستمد قوتها من قدرتها على توسيع نطاق التجارب الإنسانية، سواء عبر السرد البسيط أو المعالجة البصرية المبتكرة. كما ضمت القائمة فيلم Dunkirk لكريستوفر نولان، الذي عده تارانتينو من أبرز التجارب السمعية والبصرية في العقدين الأخيرين، نظرًا لما يقدمه من معالجة جديدة للزمن داخل البنية الدرامية. أما There Will Be Blood للمخرج بول توماس أندرسون فقد أثنى عليه بوصفه أحد أهم الأفلام الأميركية المعاصرة، رغم انتقاده لأداء أحد أبطاله، مشيرًا إلى أن قوة الفيلم في بنائه الدرامي وقدرته على تحقيق حضور بصري كثيف. وفي السياق ذاته، اعتبر المخرج فيلم Zodiac لديفيد فينشر من أفضل أعمال التحقيقات والإثارة، وذلك بفضل اعتماده على التفاصيل الدقيقة والوتيرة المتصاعدة التي تبقي المشاهد في حالة ترقّب دائمة. واحتفى كذلك بفيلم Mad Max: Fury Road لجورج ميلر، واصفًا إياه بأنه "إعادة تعريف جذرية لفيلم الأكشن" بفضل لغته البصرية الحادة وإيقاعه المستمر. وتقدّم قائمة تارانتينو فيلم Shaun of the Dead كأحد أبرز الأعمال التي تمزج بين الرعب والكوميديا بمهارة لافتة، مشيدًا بقدرة المخرج إدغار رايت على خلق توازن فريد بين النوعين. كما أدرج فيلم Midnight in Paris ضمن اختياراته، اعترافًا بقيمة العمل في الاحتفاء بالخيال والذاكرة الثقافية. أشار تارانتينو إلى أن المراكز العشرة الأولى في قائمته تقف على أرضية ثابتة، بينما تظل بقية المراكز قابلة للتغيير تبعًا لإعادة المشاهدة واكتشاف أفلام جديدة. وأوضح أنّ هذه القائمة تأتي في سياق مشروع نقدي يعمل عليه، يهدف إلى تقديم رؤية شاملة للسينما في القرن الحادي والعشرين. تبرز قائمة تارانتينو بوصفها قراءة شخصية معمّقة لمشهد سينمائي واسع ومتغير، وتعكس تركيزًا على الأفلام التي نجحت في دفع حدود الفن السينمائي نحو آفاق جديدة. وبين الأكشن والدراما والأنيميشن، تضع هذه القائمة تصورًا واضحًا لما يعتبره المخرج أحد أبرز صناع السينما المعاصرة أعمالًا مؤثرة وراسخة في الذاكرة البصرية للقرن الجديد.