عندما يُذكر اسم خالد القروني، تتجه الذاكرة فورًا إلى واحد من أبرز المدربين السعوديين الذين تركوا بصمة عميقة في تاريخ الكرة المحلية والعربية، ليس بالنتائج فقط، بل بالرؤية الفنية والشخصية القيادية التي جعلت منه نموذجًا فريدًا في عالم التدريب، إنه المدرب الذي أثبت أن الاحتراف لا يرتبط بجنسية، وأن الفكر العالمي يمكن أن يصنعه مدرب وطني يمتلك الطموح والشغف والعقلية الاحترافية. لم يصل خالد القروني إلى مكانته الحالية صدفة، بل نتيجة سنوات طويلة من العمل المتواصل، بدأها من الفئات السنية وتدرج فيها حتى أصبح اسمًا حاضرًا على منصات البطولات وقائمة خيارات أكبر الأندية، تميز القروني بقدرته على صناعة فريق متماسك مهما كانت الإمكانات، وهي ميزة نادرًا ما توجد إلا لدى المدربين الكبار. يمتلك القروني أسلوبًا يجمع بين المدرسة الأوروبية في التنظيم والصرامة، والمدرسة اللاتينية في الاستحواذ والإبداع، ما يجعله مدربًا قادرًا على التكيف مع طبيعة أي فريق، هو ليس مدربًا يعتمد على طريقة واحدة؛ بل على فلسفة متجددة أساسها فهم أدواته، توظيف اللاعبين بالشكل الأمثل، وتحليل التفاصيل الدقيقة داخل المباراة. من يعرف خالد القروني يدرك أن هدوءه خارج الملعب يخفي شخصية قيادية صارمة داخله. لا يرفع صوته كثيرًا، لكنه يفرض هيبته باحترامه للاعبين وبوضوح أفكاره، هذه الصفات جعلته قريبًا من اللاعبين، وقادرًا على استخراج أفضل ما لديهم، وهي ميزة لا يمتلكها إلا المدربون الكبار. خالد القروني ليس مجرد مدرب عابر في تاريخ كرة القدم السعودية؛ بل هو اسمٌ أثبت أن المدرب الوطني قادر على الوصول إلى العالمية بفكره، وعمله، ونتائجه، هو أحد الرموز التي تُقدّر، وأحد النماذج التي أن تُحتذى، ومدرب بحجم بصمته... نستطيع بكل ثقة أن نقول عنه: خالد القروني... مدرب عالمي. حقق إنجازات كبيرة مدرباً، وصيف كأس ولي العهد مع الرياض عام 1998م، الصعود بنادي الوحدة للدوري الممتاز 2003م، الصعود بنادي الحزم للدوري الممتاز 2005 م، تحقيق لقب الدوري السعودي مع الاتحاد عام 2003م، تحقيق لقب السوبر السعودي المصري مع الاتحاد عام 2003 م، الوصول إلى كأس العالم للشباب مع المنتخب السعودي عام 2011م. بدأ مشواره التدريبي مع نادي الرياض عام 1992، وعاد ليتسلم قيادة الفريق الأول عام 1998م، وكان الفريق يقبع آنذاك في قاع الترتيب واقترب من الهبوط، إلا أن القروني تمكن من النجاح في المهمة وقاد الرياض للبقاء ضمن الدوري السعودي الممتاز بنتائج مميزة، منها الفوز على النصر والاتحاد بأربعة أهداف، والفوز على التعاون قبل جولتين من النهاية لتأكيد بقاء الفريق في الدوري قاد القروني عدة أندية سعودية بارزة، أبرزها: النصر، الرياض، الرائد، الحزم، الطائي، الوحدة، القادسية، الاتحاد، الشباب، والمنتخبات الوطنية بكل الفئات.