الأطفال ينامون تحت المطر دون ملابس مناسبة بلا مأوى وبخيام ممزقة متهالكة استقبل المواطنون في مدن ومخيمات قطاع غزة موسم الشتاء والأمطار التي تزيد من معاناة المواطنين خاصة الأطفال وكبار السن، ووفقا للإحصائيات الدولية فإن أكثر من 282 ألف منزل في غزة دمر أو تضرر خلال حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تواصلت على مدار عامين، والتي أجبرت عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية على العيش في خيام مع دخول فصل الشتاء والأمطار وانهيار البنية التحتية وانقطاع كامل للكهرباء وعدم توفر وسائل التدفئة، مما ترك الكثير من المواطنين مشردين دون مأوى. وبات أهالي قطاع غزة يعيشون وسط الدمار والركام، حيث تعيش أعداد كبيرة من العائلات في خيام مع حلول فصل الشتاء، وغالبا في ظل مساحة محدودة تفتقر إلى الخصوصية والخدمات الأساسية، وفي منطقة خانيونس جنوب القطاع تهدد الأمطار بإغراق أكثر من 900 ألف نازح، في ظل أوضاع إنسانية قاسية ودمار واسع خلفته حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع. ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، ما زال النازحون الفلسطينيون يعيشون ظروفا إنسانية كارثية في ظل نقص توفر مقومات الحياة وصعوبة الوصول إلى الأساسيات بعدما حولتهم الحرب إلى فقراء، حيث اقتلعت الرياح العاتية وأغرقت مياه الأمطار عشرات الآلاف من خيام النازحين، ما أدى إلى وقوع خسائر مادية في مقتنيات النازحين القليلة أصلا، والتي لم تعد صالحة للإقامة، ويعاني القطاع من نقص الخيام وعدم توفرها حيث يحتاج الأهالي في قطاع غزة إلى نصب خيام وإقامة مراكز إيواء مؤقتة لحمايتهم من الأمطار الغزيرة كبديل عن منازلهم التي دمرها الاحتلال . ويرى مراقبون أن حل هذه المعاناة يتطلب رفع القيود والعراقيل الإسرائيلية التي تشكل عائقا دون تمكن الحكومة الفلسطينية من إدخال البيوت المتنقلة والخيام، ومعدات الإيواء إلى قطاع غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الصعب الذي يعرض حياة الأطفال والنساء وكبار السن إلى مخاطر جسيمة، ويؤكد مراقبون أن على دول العالم، وخاصة الولاياتالمتحدة الأميركية، وكذلك الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الضغط على إسرائيل، للإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام للقطاع، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تعرض حياة المواطنين للخطر، حيث أن ما تبقى في غزة من خيام متهالكة و ممزقة لا تمنع دخول الأمطار ولا توفر الحماية للمواطنين. وتفرض حكومة الاحتلال رغم اتفاق وقف الحرب في غزة قيودا مشددة على دخول البضائع والمساعدات الإنسانية، وخاصة مع تضرر نحو 92 بالمائة من المباني السكنية أو دمارها في الحرب. الرئاسة الفلسطينية ناشدت الرئاسة الفلسطينية دول العالم، وخاصة الإدارة الأميركية، وكذلك الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالضغط على إسرائيل للإسراع في إدخال البيوت الجاهزة والخيام للقطاع، وذلك لمواجهة الأحوال الجوية القاسية التي تعرض حياة المواطنين للخطر، حيث إن ما تبقى في غزة من خيام متهالكة و ممزقة لا يمنع دخول الأمطار ولا يوفر الحماية للمواطنين. وطالبت الرئاسة برفع القيود والعراقيل الإسرائيلية التي تحول دون تمكن الحكومة الفلسطينية من إدخال البيوت المتنقلة والخيام، ومعدات الإيواء إلى قطاع غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الصعب الذي يعرض حياة الأطفال والنساء وكبار السن إلى مخاطر جسيمة. نزوح داخلي وأدى المنخفض الجوي إلى نزوح داخلي في القطاع، حيث يبحث الفلسطينيون عن مأوى آمن يقي برد الشتاء، وأمطار الخريف، في ظل انهيار الخيام، والمنشآت المتهالكة، ونقص البدائل، وغياب مراكز الإيواء الكافية. وأظهرت مقاطع فيديو مصورة حجم المعاناة داخل الخيام، مع محاولات الأهالي إنقاذ ما يمكن من حاجاتهم، وسط حالة من الهلع بين الأطفال. كارثة إنسانية ويعيش نحو مليوني فلسطيني في قطاع غزة كارثة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم مع حلول فصل الشتاء، في ظل غياب المأوى الآمن، ونقص الخيام، وندرة الأغطية والملابس الشتوية. ولا تزال عشرات آلاف الأسر تقيم في خيام مهترئة لا تقيهم برد الليل ولا أمطار الشتاء، بينما تُحرم من أبسط احتياجات الحياة بفعل الحصار ومنع دخول مواد الإغاثة والإيواء، حيث يتحول شتاء غزة إلى كابوسٍ مقلقٍ ومخيفٍ لمئات الآلاف من النازحين في الخيام وأصحاب البيوت المتضررة، وهم يواجهون شتاءهم الثالث بواقعٍ مؤلم تتكشف فيه الكوارث الإنسانية أكثر، وتظهر مآسي الإبادة بشكلٍ أقسى من أي وقتٍ مضى. وقد أدت الإبادة الجماعية التي نفذها الاحتلال في القطاع إلى تدمير أحياءٍ ومساحاتٍ واسعةٍ من مدينة غزة، نزح معظم سكانها إلى خيامٍ أنشأوها من الأخشاب والقماش والشوادر التي لا تمنحهم الدفء. وتملأ الخيام الساحات العامة وشاطئ البحر والملاعب ومراكز الإيواء، حيث يواجه النازحون بردًا قارسًا وغرقًا محتملًا بفعل تحوّل الشوارع إلى برك مياهٍ نتيجة تدمير خطوط الصرف. ولا تقتصر مخاوف النازحين على الأمطار، بل تمتد إلى الرياح القوية التي قد تقتلع الخيام، أو تسرب المياه من التربة أسفلها فيما تتصاعد المخاوف في فصل الشتاء من كارثة إنسانية وشيكة تطال الأطفال والنساء والمسنين الذين وجدوا أنفسهم بلا مأوى ولا دفء. نداء إلى العالم حذر مركز غزة لحقوق الإنسان من أن "الشتاء في غزة لا يعني مجرد انخفاض في درجات الحرارة، بل يعني حياة أو موت لآلاف الأسر"، مؤكدًا أن تأخير دخول مواد الإيواء سيضاعف المأساة. ودعا المركز المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى تحرك عاجل لتأمين الخيام السليمة، البطانيات، والملابس الشتوية قبل فوات الأوان. وقال المتحدث باسم المركز محمد خيري إن "إنقاذ الأرواح وتوفير الكرامة الإنسانية مسؤولية جماعية ما يجري في غزة ليس أزمة عابرة، بل اختبار حقيقي لإنسانيتنا جميعًا". وأوضح خيري أن "الوضع الإنساني بلغ مستويات غير مسبوقة من القسوة، خاصة في مناطق الجنوب والساحل التي تؤوي مئات آلاف النازحين"، مضيفًا أن الظروف الحالية تفتقر إلى أي مقومات للحماية من البرد والمطر، مع انعدام شبه تام لمواد التدفئة وغياب شبكات تصريف المياه. وبيّن خيري أن نسبة تلبية احتياجات الإيواء الشتوي لم تتجاوز 23 % فقط، ما يعني أن نحو 945 ألف شخص يعيشون دون أي حماية حقيقية، محذرًا من أن أي موجة مطر قوية قد تؤدي إلى غرق عشرات المخيمات. من قلب المعاناة في أحد المخيمات المؤقتة بدير البلح، يجلس أبو عبد الرحمن (44 عامًا) أمام خيمته الممزقة، يحاول سد ثقوبها بقطع من النايلون يقول بصوت مثقل بالمعاناة: "كل ليلة أسمع صوت الريح وهي تقتلع أطراف الخيمة، أطفالي يرتجفون من البرد، ولا نملك سوى بطانيتين نتقاسمهما بين خمسة... الشتاء صار كابوسًا بالنسبة لنا". ورغم قسوة الظروف والأوضاع المادية الصعبة، يحاول بعض الشبان التخفيف من معاناة النازحين يقول رامي جلال (25 عاماً)، وهو متطوع في مبادرة محلية: "نجمع البطانيات والملابس من أهل الخير لتوزيعها على العائلات، لكن الاحتياجات تفوق إمكانياتنا بكثير الناس لا تطلب رفاهية... فقط وسيلة للبقاء على قيد الحياة". وفي عيادة ميدانية قرب دير البلح، يحذر عدد من الأطباء من تزايد الإصابات بنزلات البرد والالتهابات الرئوية بين الأطفال، بسبب الرطوبة وانعدام التدفئة، مشيرًا إلى أن الوضع "مقلق جدًا، وأي هطول غزير للأمطار قد يؤدي إلى انتشار الأمراض بسرعة". صعوبة الأوضاع وقالت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن الأمطار تزيد صعوبة الأوضاع في قطاع غزة، والعائلات تلجأ إلى أي مكان متاح، بما في ذلك الخيام المؤقتة. وأضافت الوكالة في بيان لها، أن "الحاجة ماسة إلى إمدادات المأوى في غزة، وهي متوفرة لدينا، وندعو إلى السماح لنا بتقديمها للسكان". وحذرت الوكالة، من أن المنخفض الجوي الذي يتعرض له قطاع غزة سيكون له تداعيات كارثية على النازحين في القطاع. وقالت "الأونروا"، إن هناك تحركات دولية لمحاولة الضغط على إسرائيل وإجبارها على السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة. بدوره، أعرب المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، عن خشيته من أن "آلاف العائلات النازحة أصبحت الآن معرضة بالكامل لظروف الطقس القاسية، مما يزيد من المخاوف المتعلقة بالصحة والحماية". وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الشركاء العاملين على توفير الدعم في مجال المأوى نشروا فرق استجابة سريعة، ويبذلون منذ أسابيع قصارى جهدهم للتخفيف من تأثير الأمطار المتوقعة على السكان في جميع أنحاء غزة. وأفاد المكتب أنه تم خلال الأسبوع الماضي فقط توزيع حوالي 1,000 خيمة على عائلات في دير البلح وخان يونس، وأنه الشركاء قدموا حوالي 7,000 بطانية لأكثر من 1,800 أسرة، ونحو 15,000 قطعة قماش مشمع لأكثر من 3,700 أسرة، وملابس شتوية لأكثر من 500 أسرة. في الوقت نفسه، قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن شركاء الأممالمتحدة المسؤولين عن المياه والصرف الصحي أفادوا بإحراز تقدم مؤخرا في إصلاح محطات ضخ مياه الصرف الصحي، مما يقلل من خطر فيضان مياه الصرف الصحي إلى المناطق التي يأوي إليها الناس، ومن مخاطر الأمراض المنقولة بالمياه. وأكد الشركاء العاملون في مجال المأوى أن الوقاية من الفيضانات بشكل صحيح تتطلب معدات غير متوفرة في غزة، بما في ذلك أدوات تصريف المياه بعيدا عن الخيام وإزالة النفايات الصلبة والركام. وقال مكتب "أوتشا" إنه منذ بدء وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي، رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 23 طلبا من تسعة من الشركاء لإدخال ما يقرب من 4,000 منصة نقالة من الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الخيام، وأدوات العزل والتأطير، والفراش، وأدوات المطبخ، والبطانيات. كما أفاد مسؤولون في الأممالمتحدة أن الأمطار والفيضانات والبرد القارس في غزة زادت من تفاقم الوضع بالقطاع، مشددين على ضرورة رفع القيود فورًا لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، في تدوينة على منصة "إكس" "الفلسطينيون في غزة يعانون من البرد والبلل بعد هطول الأمطار الأخيرة، ويزداد الإحباط مع ارتفاع منسوب الفيضانات وتدمير ما تبقى لهم من ممتلكات شحيحة". وأشار فليتشر إلى أن الأممالمتحدة وشركائها يتحركون لتقديم المساعدة، لكن الحاجة أكبر بكثير، داعيًا بالقول: "يجب رفع القيود المتبقية بشكل عاجل لإيصال المزيد من المساعدات". 17 ألف عائلة قالت الأممالمتحدة، إن 17 ألف عائلة في قطاع غزة، تأثرت بسبب المنخفض الجوي والأمطار خلال الأيام الماضية. وأضافت الأممالمتحدة في بيان لها، الليلة الماضية، أن الأطفال في غزة ينامون تحت المطر دون ملابس مناسبة وكثير منهم يعانون نقص التغذية وضعف المناعة. وأكدت أن الاحتلال الإسرائيلي دمر معظم البنى التحتية الأساسية، ما جعل قطاع غزة عاجزا عن مواجهة الظروف الجوية القاسية، وأن تضرر شبكات الصرف الصحي والطرق والمرافق الحيوية أدى إلى تفاقم المعاناة اليومية للمواطنين. وأوضحت أن الأمطار الغزيرة تسببت في تدمير آلاف الخيام التي تؤوي النازحين، الأمر الذي أدى إلى تشريد المزيد من الأسر وحرمانها من أماكن الإيواء المؤقتة خلال البرد الشديد. وشددت على ضرورة السماح الفوري بإدخال المساعدات والمعدات اللازمة لإصلاح البنية التحتية المتضررة خاصة شبكات المياه والصرف الصحي. أزمة صحية أكد مدير عام وزارة الصحة الفلسطينية في غزة منير البرش، وجود انتشار حاد لمرض الأنيميا (فقر الدم) في قطاع غزة. وأوضح البرش، أنّ نسبة الأطفال المصابين بهذا المرض تصل إلى 82 % لدى الأطفال أقل من عام واحد. وأشار إلى أنّ هذه الأرقام تشكل خطرًا كبيرًا على الأطفال، خاصة في ظل منع الاحتلال وصول أدوية أساسية ضمن برنامج الطفولة، ما يهدد بخلق جيل مصاب بتشوهات صحية. وأضاف أن 156 حالة تشوه سُجلت منذ بداية الحرب، إلى جانب انخفاض نسبة المواليد بنسبة 40 % مقارنة بما قبل الحرب. وأكد أن هذه المؤشرات تشير إلى استمرار المجاعة في قطاع غزة، نتيجة منع وصول المساعدات بشكل حر، وأن الاحتلال يساهم في إدارة هذه الأزمة عبر حجب أبسط المواد الأساسية والأدوية. وأضاف البرش أن الواقع الصحي في غزة لم يشهد أي تحسن، وأن الاحتلال يستخدم أشكالًا جديدة من الإبادة. وحذر من أن هناك عجزًا بنسبة 60 % في القائمة الأساسية للأدوية، ويصل العجز إلى نحو 70 % في بعض الأصناف الطبية، لافتًا لوجود 18 ألف مريض مسجلين للسفر للعلاج، لكن لم يتسن لهم السفر حتى الآن. الخيام لا تمثل إنقاذًا قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إسماعيل الثوابتة، إن "الخيام وحدها لا تمثل إنقاذًا للمدنيين، حتى لو توفرت بكامل عددها"، مضيفًا أنها مجرد خطوة أولى ضمن سلسلة طويلة من الاحتياجات الأساسية التي يجب توفيرها لضمان حماية السكان خلال فصل الشتاء". وأوضح الثوابتة أن الخيمة "لا توفر الدفء، ولا تمنع تسرب المياه، ولا تصمد أمام الرياح، ولا تحمي الأطفال أو المرضى أو كبار السن"، مؤكدًا أن ما يجري هو "بيئة تهجير قاسية للغاية لا يمكن تجاوزها بالخيام فقط". وحذّر من اعتبار الخيمة حلًا أو إنقاذًا، واصفًا ذلك بأنه "تبسيط خطير للمشهد"، مشيرًا إلى أن القطاع يحتاج بشكل عاجل إلى 300 ألف خيمة وبيت متنقل كحد أدنى لاستيعاب الأعداد الهائلة من النازحين. وأكد أن غزة تعيش "كارثة إنسانية غير مسبوقة" في ظل غياب شبه كامل لأي تدخلات فاعلة كان يمكنها الحد من حجم الانهيار الإنساني، وقال: "حذّرنا منذ أشهر من هذا السيناريو، لكن العالم لم يتحرك، وها نحن نواجه مأساة تتفاقم مع كل منخفض جوي". وأشار الثوابتة إلى أن غرق آلاف الخيام خلال المنخفض الأخير كشف هشاشتها وضعفها، إذ إنها بدائية وغير مصممة للتعامل مع الأمطار أو الرياح أو البرد الشديد، مضيفًا أن المشهد اليوم يتمثل في "عائلات تقف داخل مخيمات طينية غارقة، بلا حماية ولا أرضيات عازلة". وأوضح أن متطلبات الإيواء العاجلة لا تقتصر على الخيام، بل تشمل شوادر وأغطية بلاستيكية عازلة للمياه، ووسائل تدفئة آمنة، وأرضيات خشبية أو بلاستيكية، إلى جانب الأغطية والفرشات ومواد العزل الحراري، إضافة إلى مرافق صحية متنقلة وخدمات مياه وصرف صحي مناسبة ومصادر إنارة و طاقة بديلة. وأكد أن الاحتلال، حتى اللحظة، يمنع إدخال هذه المواد كافة، في "انتهاك خطير للقانون الدولي الإنساني"، ما يؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التي يدفع ثمنها المدنيون وحدهم. وطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين، معتبرًا ذلك "واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا لا يحتمل التأجيل". و بوتيرة يومية تخرق إسرائيل اتفاق وقف النار ويواصل عمليات النسف والتدمير. وقال المكتب الإعلامي في غزة إن جيش الاحتلال ارتكب 393 خرقا لقرار وقف إطلاق النار، مما أسفرت عن استشهاد 279 فلسطينيا. وأضاف أن نحو 69 ألف فلسطيني استشهدوا وأصيب أكثر من 170 ألفا خلال نحو عامين من الحرب، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل استمرار الخروقات اليومية التي تؤدي إلى المزيد من الشهداء والجرحى، وتتضاعف المعاناة الإنسانية في القطاع. تكدس النفايات حذّر اتحاد بلديات غزة من كارثة صحية وبيئية نتيجة تكدّس نحو 700 ألف طن من النفايات في مكبات عشوائية، جراء منع إسرائيل وصول البلديات إلى المكبات المركزية ومنع دخول الوقود والآليات اللازمة. وقال علاء البطة نائب رئيس الاتحاد إنّ البلديات تواجه "معادلة مستحيلة" في ظل نقص الوقود وتدمير الآليات والمعدّات خلال الحرب، ما أدى إلى عجزها عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات رغم مرور شهر على وقف إطلاق النار. وأشار البطة إلى أن أزمة الوقود هي "الأخطر"، وأن ما يصل إلى البلديات من السولار "قليل جداً" ولا يكفي لتشغيل الخدمات لأيام محدودة. وبيّن أن 5 آلاف موظف بلدي يعملون منذ أكثر من 735 يوماً دون رواتب، فيما استُشهد أكثر من 200 منهم في أثناء أداء واجبهم. وبينما تتواصل أزمة المياه، قال البطة إنّ إسرائيل دمّرت أكثر من 700 بئر، أي نحو 85 % من آبار القطاع، ما أدى إلى تراجع حصة الفرد من المياه من 90 لتراً يومياً قبل الحرب إلى 10–15 لتراً فقط حالياً، إضافة إلى تلوث المياه الجوفية بسبب انهيار شبكات الصرف الصحي التي تعرض نحو مليونَي متر طولي منها للدمار. وأشار إلى أن 70 مليون طن من الركام لا تزال تغطي مناطق واسعة في القطاع، مخفية آلاف الجثامين تحت الأنقاض، وسط غياب المعدّات اللازمة لإزالتها، مما يضطر الأهالي إلى استخدام وسائل بدائية للوصول إلى جثامين ذويهم. وأكد اتحاد البلديات أن إجمالي خسائر قطاع الخدمات والبلديات خلال عامين من الحرب يقدّر بنحو 6 مليارات دولار، محذراً من أن استمرار منع دخول الآليات والوقود يهدد بانهيار شامل للخدمات الأساسية في القطاع. أول مخيم وسط ركام البيوت المدمرة والخيام المتهالكة وعلى أرض لا يزال ينبعث منها غبار الحرب، تعمل مجموعة من الجرافات الفلسطينية على تسوية الأرض، في الشمال الغربي من مدينة غزة، استعدادًا لإنشاء أول مخيم للنازحين أصحاب المنازل المدمرة. في هذه المنطقة الواقعة غرب أبراج المقوسي، يختلط الهواء بغبار الحرب وما صنعته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار مروع إبَّان حرب الإبادة الجماعية على القطاع. بالقرب من تلك الجرافات اصطف عدد كبير من المواطنين لتسجيل بياناتهم للحصول على خيمة يسترون بها عوائلهم بعدما دمر الاحتلال بيوتهم التي أصبحت أثرا بعد عين. بهذه الكلمات التي قالها شاب في الثلاثينات من عمره "أعرف أن الخيمة لا تقينا حر الصيف ولا برد الشتاء، لكن لا سبيل أمامنا.." قالها وهو يمسك بورقة يسجل فيها البيانات المطلوبة، من اسم رباعي، ورقم الهوية، ووسيلة تواصل، وعدد أفراد أسرته البالغ 7 أفراد، بينهم أطفال. ولا يزال أبناء القطاع يروون معاناتهم التي تتواصل فصولها في قطاع تبلغ مساحته 365 كيلومترًا مربعًا، بتعداد سكاني يزيد عن مليوني نسمة، حيث عاش المواطنون تفاصيل الحرب التي بدأها جيش الاحتلال يوم 7 أكتوبر 2023، واستمرت سنتين كاملتين، أسوأ تفاصيلها المؤلمة من قتل وتدمير ونزوح قسري. تشرد المواطنين في غزة لغياب المأوى معاناة النزوح في غزة