أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية العميد طلال الشلهوب عن إطلاق مبادرة تقنية جديدة تُعد من أهم النقلات النوعية في منظومة خدمات الحج لهذا العام، وذلك من خلال استحداث جهاز لوحي ذكي يتيح للجهات الأمنية والخدمية التعرف الفوري على هوية الحجاج، وتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة في الحالات الإنسانية أو الطارئة أو التنظيمية، بما يسهم في تعزيز راحة ضيوف الرحمن وضمان سلامتهم طوال فترة وجودهم في المشاعر المقدسة. وفي تصريح خاص أدلى به العميد الشلهوب لقناة الإخبارية، أوضح أن هذا الجهاز يمثل خطوة جديدة نحو التحول الرقمي الشامل الذي تنتهجه وزارة الداخلية بالتعاون مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، في إطار توجيهات القيادة الرشيدة التي تسعى دائمًا إلى تطوير الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030، لا سيما في محور تحسين جودة الحياة ورفع كفاءة الخدمات الأمنية والتقنية في مواسم الحج والعمرة. وبيّن العميد الشلهوب أن الجهاز اللوحي الجديد سيُجهَّز بخصائص تقنية متطورة، تمكِّن رجال الأمن والعاملين في الميدان من قراءة بيانات الحاج إلكترونيًا من خلال الربط المباشر مع قاعدة بيانات مركز المعلومات الوطني، بحيث يمكن التعرف على هوية الحاج فورًا عبر بصمته أو بطاقة نسكه أو من خلال المسح الذكي للرمز التعريفي "QR". وأشار إلى أن هذه التقنية ستتيح كذلك تتبع الحالة الصحية للحاج ومعرفة موقع سكنه ومجموعته وحالته التنظيمية، بما يسهل عملية إرشاده أو نقله أو مساعدته في الوقت المناسب. وأكد المتحدث الرسمي أن الجهاز لا يقتصر على الجانب الأمني فحسب، بل يُعد منصة خدمية متكاملة تخدم مختلف الجهات المشاركة في أعمال الحج، حيث يمكن من خلاله التواصل مع فرق وزارة الصحة في حال وجود أي طارئ صحي، أو مع وزارة الحج والعمرة لمعالجة الحالات التنظيمية، أو حتى مع فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر عند الحاجة. وبهذا الشكل، يُعد الجهاز وسيلة موحدة تسهم في سرعة الاستجابة ودقة التعامل مع الحالات الفردية أو الجماعية. وقال العميد الشلهوب إن التجربة الأولى للجهاز أثبتت فاعلية عالية في الميدان، حيث جرى تطبيقها مبدئيًا في بعض النقاط الأمنية والمواقع الحيوية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وحققت نجاحًا كبيرًا في تسريع عمليات التحقق من الهوية، وتقليل الجهد البشري، وتقديم المساعدة بشكل فوري للحجاج الذين فقدوا طريقهم أو سكنهم أو انفصلوا عن حملاتهم. وأضاف أن التقنية ساعدت كذلك في إعادة المفقودين بسرعة وكفاءة، مما عزز رضا الحجاج وأسهم في تحسين الانسيابية داخل المواقع المكتظة. وأشار إلى أن هذا الابتكار يأتي ضمن حزمة من المشروعات الرقمية التي تطورها وزارة الداخلية لتخدم ضيوف الرحمن، مثل تطبيق "نسك" ومنصات التسجيل الإلكترونية، وأن الجهاز اللوحي سيكون متكاملاً مع هذه الأنظمة ضمن منظومة رقمية موحدة. كما أكد أن الوزارة تعمل على تدريب منتسبيها والعاملين في الميدان على استخدام التقنية الجديدة بالشكل الأمثل، لضمان الاستفادة القصوى منها وتوظيفها لخدمة الإنسان أولًا. وأوضح العميد الشلهوب أن اعتماد هذا الجهاز يعكس مدى التطور الكبير الذي تشهده المملكة في توظيف الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في إدارة الحشود، مؤكدًا أن العمل جارٍ على تطوير نسخ مستقبلية من الجهاز مزودة بقدرات إضافية مثل الترجمة الفورية بعدة لغات، والكشف الحراري المباشر للحالات الصحية، وإرسال التنبيهات الفورية عند رصد أي طارئ ميداني. وأشاد الشلهوب بالدعم الكبير الذي تحظى به وزارة الداخلية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، وحرص سموه المستمر على توظيف كل التقنيات الحديثة لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا أن هذا المشروع يعكس الرؤية المتقدمة لوزارة الداخلية في تعزيز أمن الحج وخدمته عبر أدوات رقمية متطورة. واختتم العميد الشلهوب تصريحه بالتأكيد على أن استحداث هذا الجهاز اللوحي الجديد هو نقلة نوعية حقيقية في مسيرة تطوير الخدمات الأمنية والخدمية في الحج، وأنه يعبّر عن التزام المملكة الدائم برعاية ضيوف الرحمن وتوفير كل ما يضمن راحتهم وسلامتهم، مضيفًا أن هذا المشروع سيسهم في بناء قاعدة بيانات دقيقة تساعد على تحسين الخطط المستقبلية، وتطوير مستوى التنسيق بين الجهات المشاركة، بما يعزز الصورة المشرقة للمملكة في إدارة أعظم تجمع بشري سنوي في العالم. وأضاف أن نجاح هذا المشروع وغيره من المشاريع التقنية يعكس القدرة السعودية الرائدة على دمج التقنية بالعمل الميداني، لتبقى المملكة نموذجًا يحتذى في إدارة الحشود الضخمة بأعلى مستويات الكفاءة والإنسانية، مجددًا تأكيده أن وزارة الداخلية ستواصل جهودها في استثمار التقنية لخدمة الحاج والمعتمر، وتقديم كل ما يعينهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة وأمان.