يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي خروقاته المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع تجدد الغارات الجوية والقصف المدفعي على عدة مناطق بالقطاع، ما أدى إلى سقوط شهداء وإصابات جديدة وتفاقم الوضع الإنساني المتدهور. وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" بأن طائرات الاحتلال شنت غارة جوية على بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، بينما شنت غارة ثانية شرق مخيم المغازي، فيما أطلقت آليات الاحتلال نيران رشاشاتها شرق دير البلح وسط القطاع. كما استهدفت مدفعية الاحتلال مناطق غرب مدينة رفح جنوب القطاع، بالتزامن مع إطلاق نيران مكثفة في المناطق الشرقية للمدينة. ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بلغ عدد الشهداء 414 شهيدًا، و1145 مصابًا، كما جرى انتشال 680 جثمانًا، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب الدمار الهائل والاشتباكات المستمرة. وفي سياق متصل، اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدسالمحتلة، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات وتجولوا في باحاته لعدة ساعات تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي فرضت إجراءات عسكرية مشددة على دخول المصلين للمسجد. كما شهدت بلدة سلوان عمليات هدم للمنازل، في إطار استمرار سياسة الاحتلال الممنهجة في تهجير الفلسطينيين والاعتداء على ممتلكاتهم في المدينة المقدسة. وفي الضفة الغربية، أصيب فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات في مدينتي رام اللهوالقدس، بينما اعتقلت القوات الإسرائيلية 16 فلسطينيًا على الأقل خلال حملات دهم وتفتيش واسعة طالت مناطق متفرقة، في خطوة اعتبرها الفلسطينيون تصعيدًا أمنيًا يعقد جهود التهدئة. وتتزامن هذه الأحداث مع تصاعد التوترات في القطاع والضفة والقدس، وسط مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار واستمرار التصعيد العسكري في الأيام المقبلة، ما يزيد من معاناة المدنيين ويعقد مساعي السلام الإقليمية والدولية.