أثارت مزاعم روسية بشأن استهداف مقر إقامة الرئيس فلاديمير بوتين بطائرات مسيرة توتراً جديداً في العلاقات بين موسكو وكييف، وسط تكهنات حول تأثيرها على مسار جهود السلام الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات. أعلن الكرملين، أمس (الثلاثاء)، أنه لن يقدم أي أدلة تثبت صحة ما وصفه بمحاولة هجوم أوكراني على مقر بوتين الواقع في منطقة نوفغورود، مشيراً إلى أن التحقيق في مثل هذه الحوادث يندرج ضمن مسؤوليات الجيش الروسي. وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن "هذا العمل الإرهابي يهدف إلى إفشال عملية التفاوض"، محذراً من أن موسكو ستتشدد في موقفها التفاوضي تجاه أي اتفاق سلام محتمل. وأضاف بيسكوف أن"الجيش الروسي يعرف كيف ومتى يرد"، معتبراً إنكار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للاتهامات محاولة لتجاهل الواقعة، ووصف ما تنشره بعض وسائل الإعلام الغربية بأنه"ادعاء مجنون تماماً". من جانبها، نفت كييف بشكل قاطع الاتهامات الروسية. وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على منصة"إكس" أن موسكو"لم تقدم أي دليل معقول على الهجوم المزعوم ولن تفعل ذلك، لأنه لم يحدث أساساً". ووصف الرئيس زيلينسكي الاتهامات بأنها"جولة أخرى من الأكاذيب" تهدف إلى تبرير المزيد من الهجمات الروسية وإطالة أمد الحرب. وتأتي هذه التصريحات فيما ناقش قادة أوروبيون خلال اجتماع افتراضي، جهود السلام التي تقودها الولاياتالمتحدة لإنهاء النزاع، وسط تصاعد التوترات بين موسكو وكييف. وأكد المتحدث باسم الحكومة البولندية، آدم شلابكا، أن الاجتماع جمع قادة شاركوا في محادثات سابقة في برلين. يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب استضاف نظيره الأوكراني زيلينسكي مؤخراً في منتجعه بفلوريدا، مؤكداً أن روسيا وأوكرانيا أصبحتا"أقرب من أي وقت مضى" للتوصل إلى تسوية سلمية، رغم وجود عقبات قد تعرقل الاتفاق. وشكلت الادعاءات الروسية والهجمات المضادة من كييف تهديداً مباشراً بعرقلة جهود السلام، وسط استمرار تبادل الاتهامات على خلفية الحادث المزعوم.