ممثلو مكاتب شؤون حجاج دول الخارج يجلسون على طاولة اتفاقيات موسم الحج القادم، وكبار ممثلي شركات الضيافة والخدمات اللوجستية، يعرضون ابتكارات جديدة وجاذبة، وموظفي جهات حكومية، يستعرضون مع الزوار أحدث التجارب في إدارة الخدمات، هذه هي ملامح وأجواء مؤتمر الحج والعمرة في نسخته الخامسة والتي تحتضنه مدينة جدة، وسط حضور حاشد. رسم بوضوح النقلات النوعية في قطاع الحج والعمرة والضيافة في المملكة. جولة الرياض على أرجاء المعرض جسدت لنا رسائل ومعان متفرقة منها أن الشركات الوطنية تسعى إلى تحويل تجربة الضيافة الدينية إلى نموذج اقتصادي مستدام، وتعزيز دور القطاع الاقتصادي السعودي، حيث ترتكز رؤيتها على تحقيق التكامل بين الإنسان والمكان، وجعل مكة والمدينة نموذجين عالميين في إدارة الضيافة المستدامة. من خلال استثمارات نوعية وتقنيات حديثة، تسعى شركات القطاع إلى تحسين جودة الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين، مما سيعزز من تجربة الزوار. أجنحة المعرض التي خصصت لشركات الضيافة والخدمات المالية والصحية، والنقل، والإعاشة، والخدمات اللوجستية، والعقار، والزي الموحد، والأغذية والمشروبات، اتفقت على أن النقلات المتسارعة التي تعيشها قطاعات خدمات الحج والعمرة والزيارة، والسياحة، لابد أن تعمل شركات تلك القطاعات على رسم اهداف استراتيجية بهدف بناء منظومة استثمارية وتشغيلية متكاملة، وتحويل قطاع الضيافة الدينية إلى نموذج قائم على التنوع والابتكار، مع تعظيم القيمة المضافة من رأس المال البشري والتقني، وتحسين تجربة الضيوف من خلال الاستثمار في الحلول التقنية والخدمات الذكية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. تركي اليحيى تنفيذي شركة خدمات حجاج قال " أن مواكبة فعاليات معرض الحج والعمرة لهذه السنة يعزز الدور المنتظر في تعزيز دعم الاقتصاد الوطني ومفهوم الاستدامة، ويُعد خطوة استراتيجية لدعم قطاعات السياحة والضيافة المرتبطة بالحج والعمرة وتوفير أعلى سبل خدمة ضيوف الرحمن ملمح أخر كشفت جولة الرياض أن المعرض نجح بجلاء في رفع قدرات الشركات والمؤسسات التنافسية في قطاع الضيافة، والنقل والإسكان، كما أن النمو المتوقع في السياحة والضيافة سيخلق فرص عمل جديدة للمواطنين ويعزز من الاقتصاد المحلي. مؤتمر ومعرض الحج والعمرة أصبح اكسبو عالمي مبهر في عيون ألاف الزوار من مسؤولي مكاتب شؤون الحج في دول قارات العالم، وزاد من تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي في خدمات الحج والعمرة وريادة السياحة ودعم هذا القطاع التنموي المهم. المؤتمر كان أشبه بقوى ناعمة، أبهرت المشاركين والزوار من خارج المملكة، من حيث التفوق السعودي، في تنظيم وإدارة الفعاليات، في كل جزئياته، وفي ادق التفاصيل، وسط متغيرات جديدة عن النسخة السابقة، وكأنها رسالة غير مباشرة أن المملكة تظل صانعة ومرجعية لمواسم الحج والعمرة.