خلال الأيام السابقة، تعرض الابن كريستوفر إلى فيروس منتشر بين الطلاب بالمدارس فقط، ويسبب غياب الأبناء عن مدارسهم. وبعد الذهاب به إلى المركز الصحي، تبين أن الحالات كثيرة، والانتظار طويل، حتى يكتب له الطبيب روشتة علاجية، ويعطيه إجازة، أو ما يسمى إشعار المراجعة، وقال له الدكتور لازم ترتاح، ولا تجهد نفسك، وتحجر نفسك، في مكان منعزل، حتى لا تنقل العدوى إلى غيرك... والد كريستوفر، طلب من الدكتور إجازة أكثر من يوم، حتى يرتاح ولا ينقل العدوى، فرد الطبيب؛ إن النظام لا يسمح له بأكثر من يوم!! وفي اليوم التالي، اتصلت مدرسة كريستوفر على ولي الأمر، وأبلغته أن ابنك متغيب، وسوف، وسوف، وسوف، ولن تقبل منه إلا ورقة رسمية، موقعة من أعلى الجهات الصحية، وفي مخيلة والد كريستوفر عتاب للمدرسة، بعدم تكاملها مع البيت، وتقدير سبب الغياب المنطقي، وعندها قدم العذر واختفى التهديد.!! استمر الابن، يصارع ويقاوم الفيروس، ولم يتحمل جسده النحيل قوة المرض، عندها غاب عن مدرسته لليوم الثاني، وعادت الدوامة مرة ثانية، وأُجبر الأب على زيارة المركز الصحي، وهناك صافح كريستوفر الكثير من زوار المركز، (ويا ليل مطولك). وفي اليوم الثالث، داوم الابن في مدرسته، لأن المركز رفض إعطاءه إجازة، بحجة اليومين السابقين والنظام... وفي المدرسة هناك قرار أن من يغيب ثلاثة أيام متواصلة، يحال لجهة عُليا، وأصبح بدل كريستوفر واحد عشرات الكريستوفرات.....(واستمرت البيروقراطية بلا علاج). يقول: إبراهام لنكولن «من الأفضل إن تمشى ببطء إلى الأمام على إن تمشى مسرعًا إلى الخلف».