عندما أرى الثقافة في وطني تعلو، أرى معها ملامح المجد تمتد على قمم جبال طويق، شامخةً، لا تعرف انحدارًا. فالثقافة اليوم لم تعد هامشًا في صفحات الوطن، بل أصبحت العنوان الأجمل لحضارته ونهضته. كل يوم نرى بزوغ مبادرات جديدة، وأسماء شابة تكتب فصولًا جديدة من الإبداع، لتؤكد أن السعودية تسير بخطى واثقة نحو أفق ثقافي لا حدود له. إنها رؤية وطنٍ آمن بأن الثقافة ليست ترفًا، بل ركيزة من ركائز التنمية وبناء الوعي. نرى الأمسيات الأدبية تتناثر كنجوم في سماء المدن، والحوارات الثقافية تملأ القاعات، بينما الملتقيات الفكرية تحتضن عشاق الكلمة والفكر. كل يوم هناك دعوة جديدة، وفعالية تحمل بين جنباتها رسالة من نور، مفادها أن الإبداع السعودي حاضر ومزدهر. تتسع خارطة الثقافة في بلادي كما يتسع البحر، تمتد أمواجها من شمال المملكة إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، حاملةً معها أصوات الشعراء، وأقلام الأدباء، ورؤى المفكرين. نشهد اليوم تنافسًا جميلًا بين الأندية الأدبية والمراكز الثقافية، وتعاونًا مثمرًا بين المؤسسات والجهات التي آمنت بأن الكلمة الحرة والفكر الواعي هما أقوى أدوات البناء. ما أجمل أن نعيش هذا التحول الثقافي المُلهم، الذي يجعل من كل مدينة منارة ومن كل أمسية نافذة على الجمال. فالوطن الذي يصعد بثقافته جبال طويق، لا يصعد وحده، بل يصعد معه جيلٌ يؤمن أن الثقافة هي هوية المستقبل، وذاكرة الحاضر، ورسالة الخلود.