تستمر دولة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ عمليات النسف والقصف الممنهجة للعمارات والمنازل السكنية في مناطق شمالي القطاع، وشرقي مدينة غزة، وتنفيذ غارات جوية متفرقة، وقصف بالمدفعية، مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار يومه ال29، بالتزامن مع مواصلة فرض الحصار على القطاع، والسماح بإدخال كميات محدودة من المساعدات، على الرغم من البنود الإنسانية التي شملتها المرحلة الأولى من الاتفاق. وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة في غزة، أفادت باستمرار نقص الأدوية بنسبة تصل إلى 56 %، فيما يبلغ النقص في المستلزمات الطبية 68 %، ولوازم المختبرات 67 %. في غضون ذلك، تستمر "حماس" بتسليم جثث الأسرى الإسرائيليين المتبقية لديها، وأمس الأول أعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي تسلم جثة الأسير المفرج عنها من غزة، ونقلها لاستكمال إجراءات التشخيص، وبذلك لم يتبق لدى الفصائل بغزة سوى 5 جثث من المفترض بعد تسليمها بدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. من جهة ثانية، أفادت اللجنة الوطنية لشؤون المفقودين بغزة، بأن أكثر من 10 آلاف شهيد ما زالوا مدفونين تحت الركام. سياسيًا، تتواصل التصريحات عن "قرب تشكيل القوة الدولية ونشرها في قطاع غزة لتثبيت الهدنة"، فيما نقلت تقارير إسرائيلية، أن رئيس الأركان، إيال زامير، أوصى بعدم الانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق "قبل استعادة جميع جثث الأسرى الإسرائيليين، وعدم السماح بعملية إعادة الإعمار قبل تنفيذ عملية نزع السلاح كليًا". من جهته قال مدير "شبكة المنظمات الأهلية" أمجد الشوا، إن ما يدخل من شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة لا يتعدى ثلث ما اتفق عليه. وأضاف الشوا في تصريح صحفي أمس، "ما زلنا نكتشف يوميًا حالات سوء تغذية في قطاع غزة". وأشار إلى أن "الاحتلال لم يدخل أي معدات لاستصلاح الآبار بهدف إعادة ضخ مياه الشرب في غزة". وذكر أن "20 ألف خيمة فقط أدخلت إلى القطاع، ونحن بحاجة إلى 300 ألف لإيواء الأهالي". وأكد الشوا أن غزة بحاجة إلى ألبسة وبطانيات لحماية الأهالي من قساوة الطقس في فصل الشتاء. وكان "المكتب الإعلامي الحكومي" في غزة أكد أن الاحتلال يواصل سياسة الخنق للقطاع، حيث أدخل (4,453) شاحنة فقط من أصل (15,600) يفترض دخولها إلى قطاع غزة منذ بدء وقف إطلاق النار بنسبة لا تتجاوز (28 %). 80 ألف مريض تمتلئ مستشفيات قطاع غزة بعشرات الحالات الحرجة لمرضى السكري، وسط انقطاع شبه كامل لأدوية الأنسولين وشرائط الفحص والمستلزمات الطبية الأساسية، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمة الصحية جراء الحصار المستمر ونقص الإمدادات. ويجد آلاف المرضى أنفسهم أمام خطر الموت البطيء دون علاج أو رعاية طبية كافية. وأكد أطباء مختصون أن ما يقارب 80 ألف مريض بالسكري في غزة يواجهون مضاعفات صحية خطيرة نتيجة غياب التحويلات الطبية ومنع السفر للعلاج في الخارج، ما فاقم من معاناتهم وأدى إلى تدهور حالاتٍ كثيرة تستدعي رعاية خاصة لا تتوفر في ظل الإمكانيات المحدودة. وقال رئيس قسم الغدد الصماء والسكري في وزارة الصحة بغزة، الدكتور أحمد أبو طه، أمس، إن مرضى السكري يعيشون أوضاعًا قاسية بسبب توقف خدمات الرعاية الصحية، موضحًا أن نسبة المتابعة الدورية لهؤلاء المرضى لا تتجاوز 10 % فقط. وأضاف أن النقص الحاد في أقلام الأنسولين تسبب في ارتفاعات خطيرة لمستويات السكر في الدم، ما يهدد حياة المرضى بمضاعفات قاتلة، مشيرًا إلى أن مريض السكري من النوع الأول يحتاج إلى نظام غذائي ومتابعة دقيقة، لكن في ظل غياب أجهزة القياس اليومية فقد الأطباء السيطرة على استقرار حالاتهم. ولفت أبو طه إلى أن الوضع الصحي لم يشهد أي تحسن حتى بعد وقف إطلاق النار، إذ ما زالت الفحوصات المخبرية والأدوية الأساسية غير متوفرة حتى اليوم. وكشف مدير وحدة المعلومات الصحية بوزارة الصحة في غزة، زهير الوحيدي، عن تفاقم حاد وغير مسبوق في أزمة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية في القطاع، نتيجة القيود الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من عامين على إدخال الإمدادات الحيوية. وأوضح الوحيدي، في تصريح صحفي أمس، أن العجز في الأدوية الأساسية بلغ 56 %، فيما وصلت نسبة النقص في المستلزمات الطبية إلى 68 %، وفي لوازم المختبرات إلى 67 %، محذرًا من أن استمرار هذا التدهور قد يؤدي إلى انهيار كامل في المنظومة الصحية. وأشار إلى أن عمليات جراحة العظام تعاني من نقص حاد بنسبة 83 %، بينما توقفت عمليات القلب المفتوح كليًا (100 %)، كما تواجه خدمات الكلى ومثبتات العظام نقصًا يقارب 80 %. وأكد أن أخطر أوجه العجز تتركز في أقسام الطوارئ والتخدير والعناية المركزة والأدوية الجراحية الحيوية. وبيّن الوحيدي أن إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية يتطلب تصاريح إسرائيلية تمنح للتجار والمنظمات الدولية، ما يؤدي غالبًا إلى تأخير أو رفض الطلبات، في ظل استمرار قوائم السلع المحظورة وتعمد تأجيل الموافقات. وأضاف أن الشحنات الطبية التي دخلت غزة خلال العام الماضي "لا تغطي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية"، موضحًا أن القطاع لم يتلقَّ سوى ست أو سبع شحنات صغيرة فقط، وهي بعيدة كل البعد عن سد العجز الكبير الذي يواجهه النظام الصحي في ظل الضغوط المتصاعدة منذ الحرب الأخيرة. 15 جثمانا أفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، باستلام 15 جثمانا لشهداء تم الإفراج عنهم، أمس، من قبل الاحتلال الإسرائيلي وبواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقالت، إن جثامين الشهداء ال15 وصلت مستشفى ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب القطاع، ليرتفع بذلك إجمالي عدد جثامين الشهداء المستلمة إلى 300 جثمان. وهذه الدفعة ال11 لجثامين شهداء أفرج عنهم الاحتلال منذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في الحادي عشر من أكتوبر الماضي، حيث تم التعرف حتى الآن على 89 جثمانا من أصل 300 جثمان تم الإفراج عنها. وبدا على معظم الجثامين علامات التعذيب والحرق والإعدام، وكان معظمها مقيد اليدين والعينين، إضافة لاختفاء ملامحها من شدة التعذيب، ما منع الأهالي من التعرف على معظمها. هجوم المستوطنين أصيب عدد من الفلسطينيين والمسعفين والنشطاء الأجانب، أمس، إثر هجوم لميليشيات المستوطنين الإسرائيليين على المزارعين في بلدة بيتا جنوب نابلس شمال الضفة الغربية. وذكرت مصادر طبية، أن إصابات وقعت في صفوف طواقم الهلال الأحمر وعدد من المتطوعين الأجانب جراء هجوم المستوطنين على قاطفي الزيتون في منطقة جبل "قماص" ببلدة بيتا. ومن بين المصابين رئيس شعبة الهلال الأحمر في بيتا، وثلاثة من الصحفيين وعدد من النشطاء الذين شاركوا أهالي بيتا في قطف ثمار الزيتون من أراضيهم. وتشهد بلدة بيتا منذ سنوات اقتحامات وحصارات متتالية من قبل جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين التي تستغل عدوان الاحتلال لتنفذ مزيدا من الجرائم بحق البلدة وأراضيها. كما تشهد البلدة مواجهات مستمرة مع المستوطنين وقوات الاحتلال، لا سيما بعد إقامة بؤرة استيطانية على جبل "صبيح" وبؤرة أخرى على جبل "العرمة". ومنذ عام 2014 استشهد على أرض بيتا قرابة 20 شهيداً، 12 منهم في معركة الدفاع عن جبل صبيح منذ مايو 2021. وتشهد مدن وبلدات الضفة الغربية موجات تصعيد واسعة من قبل الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، أسفرت خلال العامين الماضيين عن مقتل 1062 فلسطينيا وإصابة نحو 10 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 20 ألف شخص بينهم 1600 طفل. كما أضرم مستوطنون النار، فجر أمس، في أحد المنازل بقرية "أبو فلاح"، شمال شرق رام الله وسط الضفة الغربية. وأفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن عددا من المستوطنين اقتحموا أطراف القرية، وأضرموا النار في منزل المواطن الفلسطيني باسل الشيخ، المكون من طابق واحد، ما أدى لاحتراق أجزاء منه. وأضافت المصادر، أن قوات الاحتلال اقتحمت محيط المنزل، صباح أمس، وأطلقت الرصاص تجاه الفلسطينيين الذين كانوا متواجدين في المكان، دون أن يبلغ عن إصابات. نهج استعماري قال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، إن ما يتعرض له المواطنون في قرية أم الخير شرق يطا جنوب الخليل، من اعتداءات متواصلة ومخططات هدم بحق منازلهم وسرقة المواشي واقتلاع الأشجار، يؤكد النهج الاستعماري والتطهير العرقي الهادف إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين واقتلاعهم من أرضهم. وأضاف في بيان صدر عن رئاسة المجلس الوطني الفلسطيني، أمس، أن إخطارات الهدم التي أصدرتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخرا، تأتي بعد سنوات من عنف المستعمرين الذي أدى هذا العام إلى استشهاد الشاب عودة هذالين وتعرض العشرات من السكان للعنف والإرهاب في جريمة تجسد واقع إرهاب المستعمرين المدعوم من حكومة اليمين المتطرفة وحماية جيشها. وحمّل فتوح، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، المسؤولية المباشرة عن كل ما يتعرض له أهالي أم الخير وباقي القرى والبلدات ومناطق الضفة الغربية المستهدفة بالاستيطان والتهجير والاستيلاء على الأراضي، مشيرا إلى أن ما يجري "ضم وتهويد بشكل صامت"، مطالبا بوقف فوري ونهائي لأوامر الهدم واعتقال مرتكبي الاعتداءات على أهلنا وأرضنا. وأكد أن هذه الجرائم تشكّل إرهاب دولة منظما وانتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني وللاتفاقيات الدولية، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف، الأمر الذي يستدعي تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لوقف هذه الانتهاكات المتصاعدة وتوفير الحماية الفعلية لشعبنا الأعزل أمام تغول المستعمرين، وفق تعبيره. 3939 مستوطناً اقتحم أكثر من 3939 مستوطناً باحات المسجد الأقصى المبارك خلال الأسبوع الماضي، منفذين جولات استفزازية وطقوس تلمودية في باحاته وسط تصعيد ممنهج للانتهاكات الإسرائيلية. ورصد مركز معلومات فلسطين "معطى" 408 انتهاكات من قوات الاحتلال والمستوطنين في مدينة القدس خلال أكتوبر 2025. وأحصى المركز 25 تدنيسا للمسجد الأقصى المبارك، اقتحم خلالها 18963 مستوطنا المسجد، حيث شهدت الفترة تصعيدا للاقتحامات في وقت الأعياد اليهودية. وأصيب 35 مقدسيا باعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، فيما أصدرت سلطات الاحتلال 4 قرارات إبعاد، ونفذت 33 عملية اعتقال واحتجاز، و94 اقتحاما. ووثق المركز 30 اعتداء للمستوطنين وأنشطة استيطانية، و21 عملية هدم منازل وتدمير ممتلكات، و17 مصادرة ممتلكات. فيما نفذت قوات الاحتلال 65 تضييقاً وحواجز وإغلاق مناطق، و42 عملية مداهمة منازل، و40 عملية إطلاق نار، واعتداءً بحق صحفيين. المداهمات الإسرائيلية مستمرة تواصل عمليات القصف والنسف الإسرائيلي لقطاع غزة أعداد الشاحنات التي تحمل المساعدات لا تكفي