يقول المولى -جل وعلا- في كتابه الكريم: "وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" «الإسراء: 85»، وفي آية أخرى يقول عز من قائل: "وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ" «التوبة:105»، فإذا أعْمَلنا الفكر في كنه هاتين الآيتين الكريمتين وأمعنَّا النظر في مدلولهما العميق لوجدنا أن الآية الأولى تبين لنا أن ليس لدينا إحاطة وإدراك بكل شيء وأنَّ علمنا وإحاطتنا يقصران عما نعلمه وندركه ونحيط به، بينما الآية الثانية تحثنا على العمل وتحضنا على اكتناه المجهول وسبر أغواره ومعرفة أسراره، لذا نجد أنَّ ثمَّة صلة قوية ورابطًا متينًا وتكاملا محكمًا بين هاتين الآيتين الكريمتين إذ يتبدَّى لنا فيهما ما يحفز العقل على التفكر والتدبُّر ويحث الفرد على طلب العلم واكتساب المعرفة. والقرآن الكريم حافل بالكثير من الآيات في تبجيل العلم وإجلاله وتكريم العلماء والإشادة بهم ورفع درجاتهم ومنازلهم إذ يقول تبارك وتعالى: "يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" «المجادلة:11» ، كذلك قوله تبارك وتعالى: "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ" «الزمر:9»، فهذه الآيات الكريمة تحفز العقل للتبصُّر والتمعُّن وتحث الفرد على طلب العلم واكتساب المعرفة في أعماق ذاته وفيما حوله بل وفي رحاب الكون بأجمعه، وقد كانت الثقافة الإسلامية رافدًا غنيًا وينبوعًا ثريًا للثقافة الإنسانية العالمية وأن دورها كان ولا يزال دور إضافة وعطاء وإبداع إذ ليست خاصة بتراثها الإسلامي الغزير فحسب -وهو ذروة عطائها- ولكن بما تمثله من عناصر الحضارات الأخرى، وبلغتها العربية لغة القرآن حيث تسهم في ميادين العلم والثقافة على مدى قرون عديدة. إن الثقافة تيار مستمر متجدد وأن الشعوب التي تتوقف مسيرتها الثقافية تحكم على حضارتها بالتلاشي وعلى تاريخها بالانقراض. والثقافة مظهر هام من مظاهر تقدم الشعوب ومقياس لرقيها وعنوان لتطورها ورفعتها. وقد أضحت الثقافة من الشمول والعموم بحث أصبحت مرتبطة بحياة كل منا بدون استثناء بل وملامسة لملكاته وإبداعاته. وإذا كنا في سياق الحديث عن الثقافة فمن العجب أن هذه الكلمة - كما نعرفها اليوم بهذه الصياغة اللفظية - لم تكن مطروقة عند العرب القدماء في خطبهم وأشعارهم وحكمهم وأقوالهم بهذا المفهوم الشائع الذي نتداوله اليوم، كما أنها لم ترد في القرآن الكريم بهذا السياق الحرفي لكن ورد في عدد من سور القرآن الكريم الجذر اللغوي لها وهي الحروف الثلاثة (ث ق ف) بمعنى الاستحواذ والأخذ والهيمنة والغلبة والتمكين كقوله تبارك وتعالى: "ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا" «آل عمران:112» وأيضا قوله تعالى: "فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ «الأنفال:57». بيد أن معنى هذه الكلمة تطور في اللغة العربية الحديثة تطوُّرًا دلاليًا وأخلاقيًا عبر الزمن حتى صار لها المعنى الحديث المرتبط بالعلوم والفنون والمعارف الإنسانية والقيم الفكرية. وفي القرون الأولى استخدمت صيغة "الثقاف" للدلالة على أداة تُقوَّم بها السهام والرماح، كذلك بمعنى التقويم الفكري والسلوكي على سبيل المجاز من تقويم الرماح والسيوف. ولكن متى بدأ تبنيها واستخدامها بمعناها الحديث؟ وللإجابة عن هذا التساؤل فإن أغلب الباحثين في تاريخ اللغة العربية الحديثة يُجمعون على أن معنى "الثقافة" ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين أيْ في سياق حركة النهضة العربية والتأثر بالفكر الأوروبي الحديث حيث طرأ تحول في العصر الحديث مع النهضة العربية الحديثة في القرن التاسع عشر ومع الاحتكاك بالمصطلحات الأجنبية مثل culture، وفي سياق النهضة العربية والتأثر بالفكر الأوروبي الحديث فقد شرع المفكرون العرب يبحثون عن مضاهٍ ومقابل لغوي لهذه الكلمة المستجدة التي تعني مجمل المعارف والفنون والقيم والعلوم التي تُكوِّن الإنسان وتُشكّل خصائص المجتمع. ومن أبرز مِمَّنْ ساهموا في هذا التحول اللغوي من العلماء والمفكرين العرب الأوَل رفاعة الطهطاوي أحد رواد النهضة العلمية والتنوير في العصر الحديث حيث استخدم الكلمة في ترجماته لكن في معنى متماهٍ وقريب من "التهذيب" و"التربية العقلية"، ثم أتى من بعده رواد الفكر الثقافي أمثال طه حسين وعباس محمود العقاد وأحمد لطفي السيد وأحمد حسن الزيات وسلامة موسى وساطع الحصري بكلمة "الثقافة" تعريبًا لذلك المصطلح الأجنبي لأنها تحمل أصلًا عربيًّا قريبًا في المعنى وهو: الإتقان والتهذيب والتقويم والحذق والمهارة، وهكذا أصبحت "الثقافة" تعني في الفكر الحديث: مجموع المعارف والعادات والتقاليد والقيم التي تُشكّل عقل الأمة وترمز لهويتها وبجدتها وأصالتها. ولقد تم هذا التحول في مصر وبلاد الشام، تحديدًا ضمن بيئة المثقفين النهضويين الذين ترجموا عن الفرنسية والإنجليزية وكانت القاهرة وبيروت مركزين رئيسيين في هذا الحراك اللغوي والثقافي، كما ساعدت المجلات الثقافية مثل مجلة الهلال التي أسسها جورجي زيدان عام 1892م وهي أقدم مجلة ثقافية شهرية في العالم العربي، بالإضافة إلى مجلات أخرى عريقة مثل المنار والمقتطف والرسالة والأديب والعربي. وكلها لعبت أدوارًا هامة وبارزة في نشر الثقافة والمعرفة وإثراء الخطاب الثقافي العربي عبر مقالاتها الواعية الرصينة المتنوعة. كما كان للمؤسسات التعليمية والبعثات العلمية دور كبير فى ترسيخ المعنى الجديد للكلمة والتي تعني وصفًا ذهنيًا توعويًّا قائمًا ومرتكزًا على الاطلاع والقراءة وتوسيع الآفاق المعرفية والمدارك الفكرية التي تُُبنى على التواصل العلمي والتراكم المعرفي، وكان العمق الفكري بمثابة معيار القيمة والذي يعد من أهم المعاير لقياس مدى قدرة الإنسان في بناء وعيه وتطوير فكره وتكوين إدراكه وتحديد موقفه من جوانب الحياة المختلفة. إذن، ليست الثقافة هنا مجرد تقاليدٍ وصفاتٍ وأعرافٍ اجتماعية متوارثة ومظاهر زهوٍ وتفاخرٍ بل تعني السعي الحثيث نحو تعميق الفهم والبصيرة والفهم والإدراك والانفتاح على خبرات وتجارب الآخرين عبر مصادر متعددة من المعارف والسلوكيات والإدراك والنقد الذاتي. وهذه المكانة التي ظلّت الثقافة تحتلها عبر العصور، لا تعني بالضرورة أنها مصونة من التراجع أو محمية من الضياع إذ تطرح التحولات المعاصرة - خصوصًا في ظل تسارع التقنيات الحديثة المستجدة والانبهار بمخرجاتها وأدواتها والخشية من العزوف والانصراف عن القراءة والاطلاع - تساؤلات جدّية حول إمكانية أن تفقد الثقافة وهجها وهالاتها وقيمها العملية والرمزية والظروف التي تجعل الإنسان يهمّش دور القراءة ويعزف عنها في حياته اليومية، رغم أثرها العميق في تشكيل العقل والوجدان وصقل الشخصية والهوية. إن الإنسان المثقف بالمعنى المعرفي ليس هو من جمع قدرًا من العلوم فحسب، بل هو ذاك الذي درّّب عقله على مقاومة الضحالة والسطحية، وعلى الربط بين المعطيات ومقومات الإلهام. ومن هنا فإنّ القراءة ليست مجرد وسيلة لجمع تلك العلوم، بل هي مثابرة وتفاعل داخلي لبناء الذات وتحقيق التراكم المعرفي لدى الإنسان كما أنها أيضًا ممارسة تتطلب تفرّغًا عقليا وانضباطا ذهنيًًا ومثابرة فكرية، وهي شروط ومقومات نراها آخذة في الضعف والهوان والذبول مع بزوغ عصر الرقمنة والذكاء الاصطناعي، حيث أصبح السواد الأعظم من الناس يفضّلون السرعة على العمق، والصورة والصوت على الكلمة، والمعلومة السريعة على الفهم المتأنّي. ويبدو أنّ الثقافة المعاصرة قد فرضت أنماطًا جديدة من التلقّي والتعلّم، بيد أنها في معظم الأحيان تُقصي القراءة الجادة لصالح المحتوى المجزَّأ والقصير الذي يُشبع حاجة آنية للمعرفة فيصبح هلاميًا ضحلاً لا يبني رؤية بعيدة ولا يرسّخ فهمًا عميقًا، ولذا بات كثير من الناس يعتقد أنّ الاطلاع أضحى غير ضروري طالما أن المعلومة قد تكون متاحة عند الطلب أو كما نقول: «بضغطة زر» دونما حاجة إلى الإرهاق المضني والبحث الطويل والتمحيص الدقيق. وهذا التحوّل لا يعكس فقط تغيرًا في وسيلة اكتساب المعرفة، بل يعتبر تغيّرًا في النظرة إلى المعرفة ذاتها؛ حيث تحولت المعرفة من عملية تراكمية طويلة وشاقة إلى مجرد منتج سطحي قابل للاستهلاك الفوري. ولا يمكن أيضًا إغفال تأثير التعليم الرسمي في هذا السياق؛ إذ إن الأنظمة التعليمية التي لا تُنمّي حب القراءة لدى الطلاب ولا تدرّبهم على مهارات التفكير النقدي قد تسهم بشكل غير مباشر في تراجع مكانة الثقافة عند النشء، فحين ينظر كلّ من المعلم والطالب إلى القراءة كواجب مدرسي أو امتحاني فقط، فإن الطالب لا يربط بينها وبين نموه المعرفي وتطوّره الفكري ونضجه العقلي. وعندما يُصبح التعلّم مقتصرًا على تحصيل الشهادات بدلا من النموّ الفكري والمهاري فعندئذٍ تفقد الثقافة وهجها الأصيل لتتحول إلى مجرد وسيلة لتحقيق أهداف مرحلية مؤقتة. وقد تفقد الثقافة أهميتها أيضًا حين تنشأ قناعة لدى شريحة كبيرة من الأفراد تعتقد بأن النجاح في الحياة لم يعد مرتبطًا بالمعرفة أو الفهم العميق، بل بالمهارة العملية أو القدرة على التكيّف السريع أو حتى بالحضور على شبكات التواصل الاجتماعي. وفي مثل هذه البيئات، يصبح المثقف شخصًا معزولاً أو غير "عملي". وينظر الناس إلى القراءة كما لو أنها جهدٌ فكريّ لا حاجة له، أو مضيعة للوقت مقارنة بمكاسب سريعة قد تأتي من مجالات أخرى لا تتطلّب مثل هذا الجهد أو الوقت. ولعل هذا التغيّر في التقدير الاجتماعي للقراءة من أخطر ما يهدّد حضور الثقافة في عصرنا هذا وأهميتها في زيادة الوعي وصقل الفهم والإدراك. ولعلنا نلاحظ أنه مع انتشار التقنية الرقمية، تغيرت علاقة الإنسان بالمعلومة، فقد جعل توفر المحتوى الرقمي والمرئي من المعرفة أمرًا سهلاً ومتاحًا وفي متناول اليد مما ساهم في إضعاف الارتباط العاطفي والذهني بالقراءة كعملية تأمّّل وتحليل ونشاط فكريّ ضروري، وهذا النمط من التلقي السريع لا يُبقي أثرًا ثقافيًا حقيقيًا في النفس، بل هو مجرد وهم وخيال بالمعرفة. ومع ذلك، لا يمكن القول أنَّ الثقافة آخذة في الانحسار والأفول بل تتحوّل وتعيد تشكيل ذاتها بوسائل ورؤى وأدوات جديدة، بيد أنها قد تفقد جوهرها وبريقها إذا ما افتقرت إلى العمق وطبيعتها التراكمية، فالاطلاع السطحي قد يمنح الفرد شعورًا مؤقتًا بالكفاءة والمقدرة، لكنه لا ينتج فكرًا نقديًا أو استقلالا فكريًا، ولذلك فإن فقدان أهمية الثقافة لا يحدث مرة واحدة، بل تدريجيًا، حين تتراكم ممارسات وتوجهات تقلّل من قيمة القراءة وتضعف من دافع الإنسان للمعرفة لأجل الفهم والإدراك وليس لأجل الاستخدام السطحي المؤقت ليس إلا. ومن العوامل التي قد تؤثر على أهمية الثقافة انخفاض معدلات القراءة بين فئات المجتمع، وندرة النقاشات العامة التي تتناول كتبًا ومؤلفاتٍ ذات مساس بقضايا ثقافية وفكرية وبالمقابل صعود المحتوى الترفيهي مع ملاحظة غياب الشخصيات الثقافية من المشهد العام أو انحسار دورها لصالح المؤثرين الرقميين الذين لا تستند شهرتهم إلى ثقافة أو معرفة بل إلى الحضور البصري أو المهارة التواصلية أو الظهور الإعلاني والترويجي لأغراض ودعايات تجارية. إن من شأن هذه التحولات أن تخلق مناخًا عامًا يُفضّل السطح على العمق، والانتشار على الجوهر، وهذا ينعكس سلبًا على تقدير المجتمع لقيمه الثقافية كوسيلة مفيدة لفهم الذات والعالم من حولنا. إلا أننا لا ينبغي أن نقابل هذا الواقع الجديد والمؤقت بالتشاؤم المطلق، لأن الثقافة، في معناها المعرفي، تظل حاجة إنسانية لا تزول؛ فالإنسان بطبيعته كائن فضولي يسعى للفهم، وقد تضعف قدرته على ذلك حينًا لكنه سرعان ما يستعيدها حين يواجه أسئلة عميقة، أو تحديات جديدة، أو حتى لحظة فراغ فكري تدفعه نحو البحث. وفي كل مرة يعود الإنسان إلى الكتاب وإلى السؤال وإلى البحث المعرفي والتفكير العميق فإنه يُعيد إحياء الثقافة ويؤكد ضرورتها وأهميتها في استمرار الحياة. ومن هنا، فلا ينبغي لنا أن نفهم فقدان الثقافة لأهميتها في مرحلة من المراحل كنهاية حتمية لها، بل كمؤشر على حاجة المجتمعات لإعادة التوازن بين المعرفة والتأمّل، وبين السرعة والعمق، وبين التقنية ودورها في تعزيز الثقافة والمعرفة. لذا فإن السؤال الحقيقي الذي ينبغي أن يُطرح ليس فقط: متى تفقد الثقافة وهجها، بل كيف يمكن الحفاظ عليها في زمن تبدو فيه القراءة خيارًا صعبًا، وهذا بدوره يدفعنا إلى طرح السؤال التالي: كيف يمكن للمجتمع أن يعيد للمعرفة مكانتها، وللكتاب هيبته، وللقارئ تقديره واحترامه؟ ولا تكمن الإجابة على هذين السؤالين المتلازمين في تجاهل طبيعة العصر الذي نعيش فيه، بل في إعادة تعريف الثقافة على نحو يُلائم الأدوات الجديدة دون التخلي عن جوهرها. لذا، الثقافة ضرورة وليست ترفًا، ومتى ما تم تجاهل هذه الحقيقة، فإن الإنسان لا يفقد المعرفة فحسب، بل يفقد أيضًًا قدرته على التفكير والتخيّّل والتغيير. وأخيرًا، لا بد لنا من وقفة ذكرٍ وإشادة وتنويه لما قامت وتقوم به وزارة الثقافة من جهود بنَّاءة وأدوار حيويَّة فيما له علاقة بالثقافة في بلادنا وما له صلة بتعزيز فعالياتها في عدة مجالات من أجل بناء مجتمع ثقافي متنوع يعكس هوية المملكة وتاريخها وتراثها ويعزز مكانتها وسمعتها في الساحة الثقافية ومنها تطوير المشهد الثقافي من خلال تقديم الدعم المالي للفعاليات الفنية والمشاريع الثقافية مثل المعارض والمتاحف والمكتبات العامة والمهرجانات والأزياء والفنون الشعبية والحرف التقليدية والتراثية، كذلك السعي نحو الحفاظ على التراث الثقافي والفني ودعمه من خلال برامج تعليمية وتثقيفية، كما تشجع الابتكار في مجالات الأدب والفنون وتوفر منصات للمبدعين والفنانين لعرض أعمالهم وإبراز أنشطتهم، وتنظم حملات توعوية ثقافية متميزة لنشر الوعي الثقافي في المجتمع السعودي، كما تسعى إلى تعزيز التعاون الثقافي مع الدول الأخرى، مما يسهم في تبادل الثقافات والتجارب والخبرات، كذلك مهرجان الأفلام السعودية الذي يهدف إلى دعم صناعة السينما وتعزيز الإنتاج السينمائي المحلي. كذلك معارض الكتب التي تتيح للناشرين والمؤلفين عرض اصداراتهم ومؤلفاتهم فيما يتعلق بالأدب والنشر والترجمة، أيضا موسم الرياض الذي يشمل مجموعة متنوعة من الفعاليات الثقافية والفنية والمهنيَّة مثل الحفلات الموسيقية والعروض المسرحية وفنون الطهي، كذلك فعاليات ذات اهتمام بالفنون البصرية كالرسم والنحت والتصوير. في الختام، الثقافة ليست مجرد مجموعة من العادات والأعراف والتقاليد، بل هي قوة دافعة لبناء الفكر وصقل الشخصية من خلال تعزيز التفكير النقدي، وتعميق الفهم الذاتي، كما يمكن للثقافة أن تتحول لقوة ناعمة يمكن أن تُحدث تأثيرات إيجابية على الأفراد والمجتمعات حيث هي الكيان المعنوي الذي يوجّه حياة الإنسان والمجتمع في تشكيل الهويه الفكرية والقيم المعرفية والسمات الحضارية لتحقيق توازنٍ بين الحفاظ على الهوية الثقافية الأصيلة وبين تبنّي التطوير والتجديد من أجل بناء حياة أمثل في عالم أفضل . *جامعة الملك سعود معرض الرياض الدولي للكتاب أحد تجليات وزارة الثقافة