في مقابلة خاصة، تحدث المهندس صقر العنزي، الرئيس التنفيذي للعمليات في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي، عن مشاركة المركز في مؤتمر الصحة العالمي 2025، مؤكدًا أن هذه المشاركة تأتي امتدادًا لالتزام المركز بتطوير منظومة الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمجتمع وفقًا لأعلى المعايير العالمية. وأشار العنزي إلى أن المركز يحرص من خلال هذه المشاركة على إبراز دوره في دعم التحول الصحي وتبادل الخبرات مع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار، بما يسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 نحو نظام صحي أكثر كفاءة واستدامة. 1. ما هي طبيعة مشاركة مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي في ملتقى الصحة العالمي 2025؟ تُعد مشاركة مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي في ملتقى الصحة العالمي 2025 خطوة استراتيجية، إذ تمثل فرصة جوهرية لإتاحة خدمات المركز الطبية للعامة خارج مجتمع شركة أرامكو السعودية، في خطوة تعكس التحول النوعي الذي يشهده قطاع الرعاية الصحية في المملكة. ويُعد هذا الملتقى منصة استراتيجية لاستعراض مستوى الخدمات والمعايير العالمية التي يلتزم بها مركزنا من خلال تسليط الضوء على النموذج الفريد الذي يجمع بين التميز العالمي والخبرة المحلية لتقديم رعاية صحية متكاملة وفق أعلى معايير الجودة. وانطلاقًا من ذلك، نسلّط الضوء خلال مشاركتنا على سلسلة مراكز التميز التي أطلقها المركز مؤخرًا، والتي تبدأ ب مركز التميز في طب الأورام، باعتباره النواة الأولى لمجموعة من المراكز المتخصصة التي ستُسهم في إحداث فرق نوعي في جودة الخدمات الصحية المقدمة في المملكة. 1. ما هو دور المركز في دعم قطاع السياحة العلاجية، وما حجم العائد الاقتصادي المتوقع من جذب المرضى محليًا ودوليًا؟ من خلال نموذج الرعاية الشاملة الذي يقدمه المركز عبر مراكز التميز، أصبحت المنطقة الشرقية تتمتع بميزة تنافسية في تقديم خدمات علاجية تضاهي ما يُقدَّم في أبرز المستشفيات العالمية. ويعكس هذا النموذج التزامنا بتوفير رعاية صحية متقدمة تسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة إقليمية وعالمية للسياحة العلاجية، خصوصًا بعد أن أصبحت خدمات المركز متاحة للعامة للمرة الأولى. ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا لقياس العائد الاقتصادي المباشر، إلا أن هذه الخطوة تمثل منطلقًا لمسار طموح نحو نمو متسارع في هذا القطاع الحيوي. كما نؤمن بأن توطين الرعاية المتقدمة وجعلها متاحة داخل المملكة سيحقق مكاسب اقتصادية كبيرة، ويعزز ثقة المرضى بالخدمات الصحية المحلية، مما يسهم في تقليل السفر للعلاج في الخارج ويفتح فرصًا جديدة للاستثمار في القطاع الصحي السعودي. 1. لماذا تركّزون في الفترة الراهنة على ريادة الطب المهني؟ هل لديكم تعاون مع الجهات الحكومية بعد إصدار قرار ملزم للشركات بإجراء فحوصات الصحة المهنية للموظفين؟ نمتلك في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي خبرة تمتد لأكثر من خمسين عامًا في مجال الطب المهني، ما جعلنا من أبرز المراجع المتخصصة في هذا المجال على مستوى المنطقة. ويضم المركز فريقًا من الأطباء والممرضين المؤهلين وفق أعلى المعايير الدولية، مدعومين ببنية تحتية وتجهيزات متقدمة تواكب أفضل الممارسات العالمية. ونحن نؤمن بأن الطب المهني لا يقتصر على الفحوصات الدورية للموظفين، بل يمثل ثقافة متكاملة تسهم في تعزيز صحة العاملين ورفع إنتاجيتهم وتحسين بيئة العمل. وفي هذا الإطار، نتعاون حاليًا مع المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية التابع لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، الذي أطلق حزمة من التشريعات تُلزم الشركات بإجراء فحوصات الصحة المهنية للموظفين للمرة الأولى بهذا المستوى من الشمول في المنطقة. ومن خلال مشاركتنا في ملتقى الصحة العالمي 2025، قمنا بتوقيع مذكرة تفاهم مع المجلس الوطني تهدف إلى نقل خبراتنا الواسعة في هذا المجال إلى الجهات الحكومية والقطاع الخاص، والمساهمة في تطوير الكفاءات الوطنية والأبحاث والتشريعات ذات الصلة. 1. كيف يساهم مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030؟ نحن في مركز جونز هوبكنز أرامكو الطبي جزء فاعل في تحقيق رؤية المملكة 2030 في التحول بالقطاع الصحي، ليصبح أكثر شمولًا وكفاءة، مع التركيز على الوقاية، والعلاج والتحول الرقمي والابتكار. ومن خلال نشر سلسلة مراكز التميز، نعمل على دعم أهداف برنامج تحول القطاع الصحي الذي يركّز على رفع كفاءة الخدمات وتحسين سهولة الوصول إلى الرعاية المتخصصة. كما نولي أهمية كبيرة لتوطين الكفاءات الطبية عبر تأهيل وتدريب الجيل القادم من الممارسين الصحيين السعوديين، والمساهمة في بناء نموذج وطني متطور للرعاية الصحية المتكاملة يقوم على الجودة والابتكار. وفي إطار التحول الرقمي، نحرص على أن تكون جميع الأجهزة والتجهيزات الطبية لدينا على أعلى مستوى من التطور التقني، كما بدأنا في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات التشخيص وتحليل البيانات الطبية، بما يعزز كفاءة الخدمات ويسهم في تحسين تجربة المريض ونتائج الرعاية الصحية. ونسهم من خلال وجودنا في توطين الرعاية الطبية المتقدمة وتقليل الحاجة للسفر للعلاج في الخارج، بما يضمن حصول المرضى على رعاية بمعايير عالمية داخل وطنهم، ويعزز جودة الحياة، ويجسد طموح الرؤية في بناء مجتمع صحي ومزدهر.