أكد صاحب السمو الأمير الدكتور فيصل بن عبدالعزيز بن عياف أمين منطقة الرياض أن "جائزة عزوة للمشاركة المجتمعية" تُعد منصة لتكريم أصحاب الأثر المجتمعي، وإبراز النماذج المُلهمة التي أسهمت في خدمة الأحياء وتحسين البيئة الحضرية، بما يعكس استمرار جهود أمانة الرياض في التحفيز والتمكين، وتشجيع الإبداع والمبادرات النوعية بين جميع فئات المجتمع. جاء ذلك خلال تكريم سموه للجهات الفائزة بالجائزة، مشيراً إلى أن الأمانة أطلقت ثلاثة مسارات للمشاركة المجتمعية هي: (مشاورة، مشاركة، وتمكين)، لافتاً إلى أن مبادرات العمل البلدي حققت انتشاراً واسعاً لدى قطاعاتٍ كبيرة من السكان، حيث شهدت الفترة منذ بداية عام 2024م وحتى منتصف عام 2025م، مشاركة أكثر من 100 ألف متطوع ومتطوعة في مبادرات وفعاليات وأنشطة الأمانة، إضافة إلى ما يقارب 600 جمعية، نفذوا خلالها أكثر من 7000 يوم من العمل المجتمعي المتواصل، استفاد منها أكثر من 7 ملايين و700 ألف مستفيد ومستفيدة. وفي مسار المبادرات المجتمعية الريادية، فئة الأفراد، نال المركز الأول عبدالله العيسى، والمركز الثاني عبدالرحمن الزاحم، وفي المركز الثالث جاءت سلوى الحقيل، وجاء حصول الزاحم على المركز الثاني تقديرًا لدوره في إحياء التراث الوطني، وتعزيز المشاركة المجتمعية والسياحية مساهمًا في تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في التراث والعمل التطوعي.وذلك من خلال العناية بقصر الشيخ عبدالله بن زاحم التاريخي بمدينة القصب، حيث أطلق عبدالرحمن بن الشيخ عبدالله بن زاحم – عضو الجمعية التاريخية السعودية – في عام 1436ه مبادرة بعنوان «قصر الزاحم.. من ماضٍ عريق إلى حاضرٍ نابض»، إيمانًا منه بأهمية حفظ التراث وإحياء إرث الآباء والأجداد. وقد قام بإعادة ترميم قصر والده الشيخ عبدالله بن زاحم بمدينة القصب، مع المحافظة على طرازه النجدي الأصيل، وعرض ما يحتفظ به والده من وثائق وصور نادرة توثّق مراحل من تاريخ المملكة العربية السعودية. ومع مرور الوقت، تحوّلت المبادرة الفردية إلى مشروع مجتمعي متكامل يشارك فيه أبناء وبنات القصب في أعمال التطوع والإرشاد والاستقبال، حيث تُفتح أبواب القصر يوميًا لاستقبال الزوار والسياح وتقديم الضيافة لهم. ونتيجة لذلك أصبح القصر اليوم معلَمًا ثقافيًا وتراثيًا حيًّا، محميًا بموجب نظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، يعكس تاريخ الوطن، ويغرس في زائريه روح الانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية. يُذكر أن "جائزة عزوة" تهدف إلى تعزيز مفاهيم المشاركة المجتمعية، وتحفيز الأفراد والجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية على تطوير مبادرات نوعية تُسهم في رفع جودة الحياة داخل الأحياء، وترسيخ مبدأ الشراكة الفاعلة بين الأمانة والسكان، كما تأتي امتدادًا لإستراتيجية الرياض الهادفة إلى تمكين المجتمع من الإسهام في التنمية الحضرية، وتعزيز الشراكة مع الجهات المختلفة والأفراد للتعاون في تحقيق المستهدفات.