قبل ساعات من مؤتمر مرتقب بشأن «حل الدولتين»، حظيت فلسطين باعترافات تاريخية، أمس الأحد، من بريطانيا وكندا وأستراليا التي أعلنت مواقفها بشكل متزامن تقريباً، وتلتهم البرتغال. وجاءت مواقف أحدث الدول اعترافاً بفلسطين لترفع عدد الدول التي تتخذ الموقف ذاته إلى 153 دولة، في حين يُنتظر الإعلان عن المزيد من الاعترافات خلال المؤتمر المرتقب حول «حل الدولتين» برئاسة سعودية - فرنسية مشتركة، الذي يُعقد اليوم في القاعة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة. ويُتوقع أن تُلقى في المؤتمر كلمتان رئيستان للمملكة وفرنسا، على أن تعقبهما كلمات لممثلي الدول التي قررت الاعتراف بدولة فلسطين، والدول الأخرى التي تعتزم القيام بذلك. ورحبت المملكة باعتراف بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال بالدولة الفلسطينية، الذي يؤكد على الالتزام الجاد من الدول الصديقة بدعم مسار السلام والدفع باتجاه حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. وتتطلع المملكة إلى اعتراف المزيد من الدول بدولة فلسطين، واتخاذها لمزيدٍ من الخطوات الإيجابية، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بالعيش في سلام على أرضه، ويمكّن السلطة الفلسطينية من القيام بواجباتها نحو مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والازدهار للشعب الفلسطيني. ورحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بإعتراف هذه الدول بدولة فلسطين. وأكد الرئيس الفلسطيني أن اعتراف هذه الدول يشكل جزءًا من الجهود الدولية المنسقة لتهيئة المناخ المناسب لتنفيذ حل الدولتين، مشددًا على أن هذه الخطوات تمثل دعمًا أساسيًا لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ونيل حريته واستقلاله، بما يفتح الطريق أمام تحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية. وأوضح أن الأولوية في هذه المرحلة تتمثل في وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، إضافة إلى الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة، والمضي نحو التعافي وإعادة الإعمار، ووقف الاستيطان وممارسات المستوطنين. وفي كلمة مصورة، أعلن رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين، معتبراً أن ذلك هو «لإحياء الأمل بالسلام للفلسطينيين والإسرائيليين، وحل الدولتين». وفي وقت متزامن، صدر إعلان مماثل من رئيس الحكومة الكندية مارك كارني ونظيره الأسترالي أنتوني ألبانيزي. وقال كارني إنّ بلاده «تعرض العمل في شراكة لتحقيق الوعد بمستقبل سلمي لدولة فلسطين ودولة إسرائيل»، مشيراً إلى أنّها «ترى هذا الإجراء جزءاً من جهد دولي متضافر للحفاظ على إمكانية حل الدولتين». من جانبه، رحب معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم بن محمد البديوي، بإعلان كل من المملكة المتحدة وكندا وأستراليا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تطورًا تاريخيًا مهمًا نحو تحقيق العدالة والشرعية الدولية، وتجسيدًا لحق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.