لوران بلان، المدرب الأكثر إثارة للجدل في عالم كرة القدم السعودية! لن أبالغ إن قلت إن بلان، مدرب نادي الاتحاد منذ أكثر من عام، هو الأكثر تداولاً في الأوساط الرياضية، سواء بين الإعلام أو الجماهير، الطريف في الأمر أن هذا المدرب، الذي قاد الاتحاد لتحقيق بطولتي الدوري والكأس الموسم الماضي، لا يحظى بالقبول التام. بل على العكس، غالباً ما يواجه سخطاً من جماهير ناديه، وحتى جماهير الأندية المنافسة تشارك في انتقاده! من الجانب الإعلامي، سواء في التغريدات على منصة إكس، أو في البرامج الإذاعية والتلفزيونية، نجد أن الحديث عن بلان لا يتوقف، ينتقدونه فائزاً أو خاسراً، وكأنه لا يملك ما يرضيهم! أرى أن هذا التسليط المستمر للضوء على المدرب، والمبالغ فيه أحياناً، يؤثر سلباً على الفريق ولاعبيه. من مصلحة نادي الاتحاد إقالة بلان، ليس فقط بسبب أدائه الفني، بل لأنه أصبح شماعة لكل إخفاق أي هزيمة أو تعثر للاتحاد يُستغل لمهاجمته من كل حدب وصوب. تخيلوا هذا المشهد: في الإجازة الصيفية، بينما العالم يتابع كأس العالم للأندية، وجماهير الهلال تحتفل بمستوى فريقها مع مدربه الجديد سيميوني إنزاغي، يبدأ الحديث: "انظروا كيف تغير الهلال بعد استبدال خورخي خيسوس! لماذا لا يفعل الاتحاد الشيء نفسه ويستبدل بلان بمدرب أفضل تكتيكياً؟" هذا الحديث يعكس حقيقة: الفوز والهزيمة في كرة القدم أمر طبيعي، لكن ردود الفعل تختلف باختلاف المدرب. المدرب المحبوب يُغفر له إذا خسر، أما الذي لا يحظى بالقبول، فحتى انتصاراته وبطولاته لا تكفي! يقول المثل الشعبي: "من حبك ما ضامك الدهر"، وفي المثل الحجازي: "اللي نحبه نقطع له الزلط، واللي نكرهه نحاسبه على الغلط". ختاماً: إذا رأيتم الحديث عن مدرب يتركز على السلبيات، سواء فاز أو خسر، فاعلموا أنه لم يعد يحظى بالمحبة أو القبول. حسين البراهيم