قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب: إن ضربة عسكرية جديدة استهدفت مركبا يقل تجار مخدرات في البحر الكاريبي الاثنين، مؤكدا مقتل ثلاثة "إرهابيي مخدرات" من فنزويلا، وأوضح ترمب عبر شبكة تروث سوشال "هذا الصباح وبأمر مني شنّت القوات العسكرية الأميركية ضربة ثانية على كارتلات تهريب مخدرات وإرهابيي مخدرات فائقي العنف". كما نشر ترمب الذي تنفي إدارته الاتهامات بأن مثل هذه الضربات ترقى إلى عمليات قتل خارج نطاق القضاء، مقطع فيديو لقارب في البحر قبل أن ينفجر. وقال إن "الضربة وقعت بينما كان هؤلاء الإرهابيون المؤكدون من فنزويلا ينقلون المخدرات في المياه الدولية متجهين إلى الولاياتالمتحدة". وبلغت التوترات بين الولاياتالمتحدةوفنزويلا مستويات جديدة في الأسابيع الأخيرة بعد أن أرسل ترمب ثماني سفن حربية إلى المياه القريبة من فنزويلا للضغط على الرئيس نيكولاس مادورو. وتتّهم الولاياتالمتحدة الرئيس مادورو بتزعم كارتل لتهريب الكوكايين، وقد ضاعفت مؤخرا مكافأة القبض عليه إلى 50 مليون دولار. ورفضت دول عدة الاعتراف بإعادة انتخاب مادورو في يوليو 2024، مع اتهام المعارضة للسلطات بتزوير الاقتراع. وكان ترمب قد أعلن أن ضربة أولى في الثاني من سبتمبر أسفرت عن مقتل 11 شخصا في مركب آخر قال إن تجار مخدرات كانوا يستخدمونه. وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، دافع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن الضربة على القارب الذي كان يبحر في المياه الدولية، وسط تساؤلات حول قانونيتها. وقال روبيو "لدينا يقين تام بأن ذلك القارب كان متورطا في تهريب المخدرات". وأضاف "ما ينبغي أن يبدأ في الحدوث هو تفجير بعض هذه القوارب"، مؤكدا أن عدد القوارب التي تحمل المخدرات إلى الولاياتالمتحدة "انخفض بشكل كبير" منذ الضربة الأولى. إلى ذلك أمر الرئيس ترمب الاثنين بإرسال "قوة مهام" فدرالية تضمّ وحدات من الحرس الوطني إلى مدينة ممفيس، في أحدث مرحلة من حملته على الجريمة التي وصفها المعارضون بأنّها استبدادية. وقال ترمب إنّ قوة المهام ستكون "نسخة" من تلك التي نشرها في العاصمة واشنطن في أغسطس. وأضاف في تصريحات أثناء مراسم التوقيع في المكتب البيضوي أنّ "الجهود ستشمل الحرس الوطني ومكتب التحقيقات الفدرالي" ووكالات فدرالية أخرى، مضيفا أنّ هذه الخطوة "مهمة للغاية بسبب الجريمة المستمرة". وتابع الرئيس الجمهوري "سنتولى أمر شيكاغو على الأرجح في المرة القادمة". واعتبر ترمب أنّ نشر قوات فدرالية والمداهمات بغرض ترحيل المهاجرين غير النظاميين في واشنطن ولوس أنجلوس أنقذت المدينتين من جرائم المهاجرين، وهو أحد تعهّداته الانتخابية الرئيسة. من جانبها، قالت وزيرة العدل بام بوندي خلال مراسم التوقيع إنّ الوكالات الفدرالية ستستخدم نموذج واشنطن "الناجح للغاية" من أجل "جعل ممفيس آمنة مجددا". ونشر ترمب حتى الآن قوات فدرالية في مدن يحكمها الديموقراطيون. ويدير مدينة ممفيس ذات الأغلبية السوداء في ولاية تينيسي رئيس بلدية ديموقراطي، في حين يحكم الولاية حاكم جمهوري. وأطلقت إدارة ترمب الأسبوع الماضي عملية جديدة لتطبيق قوانين الهجرة في شيكاغو لاستهداف من وصفتهم ب"أسوأ المجرمين". وهدّد الرئيس الأميركي مرارا بإرسال قوات الحرس الوطني إلى المدينة، ودخل في سجال مع حاكم ولاية إلينوي الديموقراطي جاي بي بريتزكر. من جهتها رفضت محكمة استئناف أميركية الاثنين السماح للرئيس ترمب بإقالة ليسا كوك عضو مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من منصبها، في أحدث خطوة ضمن معركة قضائية تهدد استقلالية البنك. وهذه هي المرة الأولى التي يسعى فيها رئيس أميركي إلى اتخاذ مثل هذا الإجراء منذ تأسيس البنك المركزي في عام 1913. ويعني القرار الصادر عن محكمة الاستئناف الأميركية لدائرة مقاطعة كولومبيا أن كوك يمكنها في الوقت الحالي البقاء في مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل اجتماعه بشأن السياسة النقدية الثلاثاء والأربعاء، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة الأميركية لدعم سوق العمل المتباطئ. ورفضت المحكمة طلب وزارة العدل لتعليق أمر قضائي يمنع الرئيس الجمهوري مؤقتا من إقالة كوك التي عينها الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، ومن المتوقع أن تطعن إدارة ترمب على الحكم أمام المحكمة العليا الأميركية.