تشهد إمارة الشارقة يومي 10 و11 سبتمبر الحالي فعاليات الدورة ال 14 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي تحت شعار"اتصال من أجل جودة الحياة" والذي يتضمن أكثر من 22 منصة تفاعلية يحتضنها مركز إكسبو الشارقة. وسيلقي سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام كلمة في الافتتاح ، حيث يشكل الحدث منصة فكرية عالمية تبحث مستقبل العلاقة بين الحكومات والمجتمعات من منظور الاتصال وتضع احتياجات المجتمع في صلب الاحتياجات العامة. يقدم المنتدى في دورة هذا العام، التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، رؤية متكاملة حول توسيع أدوار الاتصال إلى أداة مؤثرة فعليا في الأمن الغذائي والصحة العامة والتعليم والاستدامة البيئية والاقتصاد الأخضر وهي محاور تتشارك جميعها في نقطة واحدة وهي جودة حياة الإنسان. الأمن الغذائي ويطرح المنتدى قضية «الأمن الغذائي» بوصفها ركيزة للاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، ويستعرض كيف يمكن للاتصال الحكومي أن يسهم في بناء وعي غذائي مستدام، وتحفيز تبني أنظمة زراعية وتقنيات حديثة تضمن الاستخدام الأمثل للموارد وتحافظ على التنوع البيولوجي. وتشير تقارير الأممالمتحدة إلى أن نحو 670 مليوناً قد يواجهون سوء تغذية بحلول عام 2030، ونحو 258 مليوناً يعانون حالياً انعدام الأمن الغذائي الحاد. وتعزز هذه الأرقام الصادمة الحاجة إلى استراتيجيات اتصال فعالة تربط بين التوعية المجتمعية والقرارات السيادية، وتحوّل الرسائل إلى أدوات تغيير حقيقية. تحويل الأزمات ويطرح دور الاتصال في تحويل الأزمات الصحية إلى فرص لبناء مجتمعات أكثر وعياً واستجابة، عبر استراتيجيات وحملات اتصالية تخفف آثار انعدام الأمن الغذائي وتعالج الفجوات الاقتصادية والاجتماعية، في ظل ما تؤكده منظمة الصحة العالمية بأن 45 % من وفيات الأطفال دون الخامسة ترتبط بسوء التغذية. هندسة الاستراتيجيات تشير علياء السويدي، مديرة المكتب الإعلامي، إلى أن منتدى هذا العام يستكمل طروحاته في ترسيخ فكر الاتصال عنصراً جوهرياً لهندسة الإستراتيجيات وقيادة التغيير الإيجابي. والاتصال يعزّز مشاركة المجتمعات وبناء العلاقة بين الحكومة والجمهور على أسس الشفافية والثقة والتمكين. وتبين علياء السويدي، أن المنتدى منذ انطلاقه عام 2012 استطاع ترسيخ موقعه منصةً فكريةً مؤثرةً إقليمياً ودولياً، ويجمع صنّاع القرار والمفكرين والخبراء ضمن حوار متعدد التخصصات لمعالجة التحديات العالمية من منظور الاتصال وتقديم نماذج واستراتيجيات تستند إلى المعرفة والتجربة. التعليم.. جسر الحلول ويولي المنتدى أهمية خاصة للتعليم بوصفه وسيلة اتصال بعيدة المدى لتمكين الأجيال، مستعرضاً نماذج لتطوير المناهج التعليمية وربطها بمهارات المستقبل، مثل الزراعة المستدامة والتكنولوجيا الحديثة. وفي سياق متصل، يناقش المنتدى دور الاتصال الحكومي في إعادة تشكيل السلوك الحضري وأنماط العيش في مدن المستقبل، عبر حملات توعوية تكرّس مفاهيم تقليل الهدر، وإعادة التدوير، والعيش وفق نمط بيئي مسؤول. وتشير الأرقام إلى أن البشرية تهدر سنوياً نحو 1.3 مليار طن من الغذاء، أي ما يعادل 31 % من الإنتاج العالمي، في حين يعاني الملايين الجوع. السرد الحكومي ويطرح المنتدى مفهوم السرد الحكومي، كونه إحدى أبرز أدوات التأثير التي تقدم المعلومة وتسهم في صياغة وعي جديد، يعزز العلاقة بين الحكومات والجمهور برواية مؤسسية تشاركية. كما أنه يقدم منظوراً للسرد الحكومي الفعّال، الذي يخرج من دائرة الاكتفاء بالترويج للسياسات وينتقل إلى مرحلة محاكاة احتياجات الناس بلغة إنسانية. ويجسد في ملفات الهدر الغذائي والتغير المناخي، وسيلة للإقناع وأداة لتغيير السلوك ومحفزاً وجدانياً واجتماعياً يصنع تحولًا في المفاهيم والعادات. الاقتصاد الأخضر ويناقش المنتدى أيضاً، دور الاقتصاد الأخضر في استدامة الغذاء وجودة الحياة، مبيناً الفرص التي تتيحها السياسات الحكومية والشراكات مع القطاع الخاص لتبنّي ممارسات زراعية وتقنيات تقلل الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 30% بحلول 2050. وتشير دراسات الأممالمتحدة إلى أن كل دولار يُستثمر في الزراعة المستدامة يعود بفوائد اقتصادية واجتماعية تبلغ 2.5 ضعف، في حين يمكن أن يوفر الاقتصاد الأخضر 24 مليون وظيفة عالمياً بحلول 2030. ويسلّط المنتدى الضوء على دور الإعلام والسرديات الحكومية في إعادة تشكيل السلوك الفردي، ودفع الأفراد والمؤسسات إلى تبني نمط حياة أكثر وعياً ومسؤولية، ويناقش أيضاً فرص الاقتصاد الأخضر في خلق وظائف جديدة، وتوسيع مظلة العدالة البيئية، ودور الاتصال في بناء شراكات تعزز الثقة بين الحكومات والمجتمعات. الإعلام الرقمي لرفع المناعة السيبرانية تناقش احدى الجلسات، التكامل بين الإعلام الرقمي والاتصال الحكومي في بناء بيئة رقمية أكثر أماناً واستدامةً لمختلف فئات المجتمع، والتأسيس لمنظومة رقمية ترفع من المناعة السيبيرانية. واهم المحاور التي سيتم منافشتها هي : مدى مساهمة الإعلام الرقمي في الوقاية والكشف والتوعية ضد التهديدات الإلكترونية. دور الإعلام الرقمي في دعم استراتيجيات الأمن السيبراني الوطني. أساليب مواجهة حملات التضليل، والهجمات المعلوماتية. دور القوانين المحلية والدولية في التصدي للجرائم السيبرانية. آليات تأسيس حملات مشتركة بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام لرفع المناعة السيبرانية المجتمعية. أهمية فهم أنواع الجرائم السيبرانية وتأثيراتها على الأفراد والشركات والمؤسسات الحكومية. أثر الحملات الإعلامية في تعزيز الوعي بالسلامة الرقمية وتقليل المخاطر المحتملة. الصحافة أمام الذكاء الاصطناعي أحدثت التحولات الرقمية وطفرة الذكاء الاصطناعي تحولات في مفاهيم الصحافة والإعلام وطرق إنتاج وتقديم المحتوى الإخباري، ومع تزايد هذا التحول والاندماج بين العمل الصحفي والتقنيات الرقمية باتت جدلية الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي محل نقاش يحمل أبعاد مختلفة حول الجوانب الإيجابية والسلبية من الناحية المهنية والأخلاقية. تفتح المناظرة باب النقاش والحوار حول واقع الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي والتحديات والتطور الهائل الذي أحدثه هذا الاندماج للوصول إلى آليات ورؤى حول كيفية خلق توازنات مهنية بين القيم الصحفية التقليدية وأدوات الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته القانونية أدى حضور الذكاء الاصطناعي في مختلف مناحي الحياة، إلى حاجة ملحة لفهم أعمق لكيفية توظيف هذه التكنولوجيا في القطاعات الحيوية المختلفة، وعلى رأسها التعليم والتشريعات والاتصال الحكومي. وأصبحت تقنيات الذكاء الاصطناعي محركاً مؤثراً في جودة حياة الأفراد، إذ يتجلى دورها في تطوير أنظمة الرعاية الصحية الاستباقية، وتحسين إدارة الموارد الغذائية، والتخطيط الحضري الذكي الذي يستجيب لاحتياجات السكان. كما تُسهم في تعزيز الأمن الغذائي عبر التنبؤ بمواسم الزراعة والأزمات المناخية وتحسين سلاسل التوريد، وتعزز الأمن الصحي من خلال أدوات التشخيص المبكر، وإدارة البيانات الطبية، وتوجيه السياسات الصحية القائمة على التحليل الدقيق. لذلك، تتناول هذه الجلسة التحولات التي أحدثها الذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والعالمي، مع التركيز على تطبيقاته القانونية، وأثره على الممارسات المهنية، وأهمية بناء منظومات أخلاقية وتشريعية تواكب هذا التطور التقني، وتضمن أن يبقى الإنسان في صميم عملية التطوير.