لا يُولد الموظف المتميز بشهادةٍ أو لقب، بل يُصنع بإرادةٍ تتحدى الرتابة، وعزيمةٍ ترفض أن تكون نسخةً من الآخرين. إنها رحلةٌ لا تسعى للوصول إلى قمة الجبل فحسب، بل لترك بصمةٍ على الصخور التي تُزيّن الطريق. ليست الامتيازية وظيفةً تؤدّيها، بل هي هويةٌ تتبناها، ابدأ بسؤال نفسك: "ما الذي أستطيع أن أقدمه ولا يقدمه غيري؟"، المتميزون لا يبحثون عن طريقٍ سالك، بل يخلقون طريقًا جديدًا بقيمهم وشغفهم، اكتشف موطن قوتك، فالشمس لا تنافس القمر، كلٌّ يشرق في وقتهِ. لا تكن مجرد منفّذٍ جيد للتوجيهات، المتميز يُفكّر قبل أن يعمل، يتساءل عن "لماذا" هذه المهمة قبل "كيف" إنجازها، ارفع عينيك عن الشاشة، وانظر إلى الأفق البعيد، اسأل، اقترح، قدّم رؤيةً لم يطلبها أحد منك، اجعل مديرك يقول: "لم أفكر في هذه الزاوية من قبل". المتميزون قُرّاءٌ دائمون، متعلمون بلا توقف، لا تنتظر أن يُعلّمك أحد، ابحث، اسأل، تدرب، اجعل من نفسك مرجعًا في تخصصك، المعرفة قوة، ولكن تطبيقها بحكمةٍ هو ما يصنع الفرق. لا تكتفِ بشبكة اتصالات، ابني جسورًا من الثقة والتعاون، ساعد زملاءك دون انتظار مقابل، شارك معلوماتك، احتفل بإنجازات الآخرين، تميزك لا يكتمل إلا عندما تساعد غيرك على الإشراق. لا تخف من المشكلات، فهي المادة الخام لصناعة تميزك، قدّم حلولًا حيث يرى الآخرون عقبات، تعامل مع التحديات كفرصٍ لاختبار قدراتك وإثبات جدارتك. التميز الحقيقي هو أن يُلهَم الآخرون بك، فيبدون بالسير على خطاك، كن صادقًا، متواضعًا، شجاعًا، اجعل وجودك في الفريق يرفع من الطاقة الإيجابية والإنتاجية. التميز ليس محطةً نهائية، بل هو رحلةٌ من النمو المستمر، ليس مرتبطًا بوظيفة أو منصب، بل هو عقدٌ توقعه مع ذاتك لتصبح أفضل كل يوم، ابدأ اليوم، واصنع لنفسك قصةً يُروى بها في كل ركن من أركان عملك، لأن المتميزين لا ينتظرون بصمةً في سيرتهم الذاتية، بل يتركون أثرًا في كل مكانٍ مروا به.