العلاج يعتمد على التشخيص الصحيح للحالة ومعرفة الأسباب نتناول في هذا العدد شكوى انحباس (او حصر) البول، وكما هو واضح من الاسم فإنَ مصطلح احتباس البول هو عبارة عن عدم المقدرة على إفراغ المثانة من البول كلياً لأسباب متعددة سنذكرها فيما بعد. ومشكلة احتباس البول تؤثر في الذكور والإناث ويمكن ان تحدث في جميع الأعمار، لكنَّها تكون أكثر شيوعاً عند الرجال بعد الخمسين من العمر. ويمكن أن يكون احتباس البول حاداً وعلى المدى القصير أو مزمناً وطويل الأجل، وفي كلتا الحالتين يحتاج المريض للعناية الطبية العاجلة، ويتطلب أحياناً دخول المستشفى لتلقي العلاج المناسب، والكشف عن السبب الكامن وراء هذه المشكلة. وكما ذكرنا في اكثر من سياق عند الحديث عن الية التبول، فإن التحكم في قدرة عضلة المثانة على الانبساط والانقباض للتبول أو عدم التبول تعتمد على التيارت العصبية القادمة من النخاع الشوكي وتعتمد على الأعصاب المتواجدة في جدار المثانة. وبشكل مبسط عند امتلاء المثانة بالبول، يتم ارسال إشارة عبر الأعصاب الموجودة في جدار المثانة إلى الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي والدماغ، ومن ثم يتم إرسال إشارات من الدماغ إلى جدار المثانة لتبدأ بإظهار تقلصات تعمل فيها على الانقباض وإخراج البول. وهكذا فإن أي خلل في صحة الأعصاب أو جدران المجرى البولي أو مشاكل أو اعتلال النخاع الشوكي سيؤدي لخلل في قدرة المثانة على التحكم في عملية التبول، كما أن مرونة جدران المثانة وقدرتها على الانبساط والانقباض وكمية البول الموجودة في المثانة تؤثر في أداء المثانة لوظيفتها وقد تؤدي لاحتباس البول. ومن أعراض الإصابة باحتباس البول: الشعور بحاجة ملحة للتبول مع عدم القدرة على ذلك. الشعور بألم شديد والانزعاج أثناء عملية التبول. الشعور بالرغبة بالتبول فوراً بعد الانتهاء من ذلك. الشعور بصعوبة في إدرار البول في البداية وانسيابه بشكل خفيف. الأسباب التي تؤدي لاحتباس البول: أمراض الجهاز العصبي: والتي تؤدي الى خلل في إيصال التيارات والأوامر العصبية الواردة إلى المثانة وذلك بسبب العديد من الأمراض ومنها: الإصابة بالزهايمر ومرض الباركنسون وداء التصلب اللويحي، والإصابة بمرض السكري، والتعرض للحوادث التي تؤدي الى كسور في النخاع الشوكي والإصابة بالجلطات الدِّماغيَّة. حدوث إنسداد في مجرى القناة البوليَّة، كالإصابة بتضخم البروستات بالنسبة للرجال، وجود حصوة بالمجرى البولي، أو التعرض للعدوى البكتيرية وهذا غالباً ما يحدث مع السيدات. التعرض للتيارات الهوائية الباردة. قد يصيب الانحباس البولي الأطفال بعد عملية الطهور. التعود على حبس البول لفترات طويلة والذي بدوره يؤدي الى ارتخاء عضلة المثانة. استخدام بعض أنواع الأدوية: وهذه تحدث كنوع من الأعراض الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية التي لها خصائص محددة قد تسهم في احتباس البول مثل: بعض انواع الأدوية المضادة للاكتئاب والتي تقلل من انقباض عضلات المثانة. الادوية مزيلة الاحتقان. مجموعة الأدوية مضادة الالتهاب اللاستيرودية والتي تعمل على تثبيط إنتاج المواد المسؤولة عن انقباض عضلة المثانة. بعض انواع أدوية الحساسية (المضادة للهستامين). أدوية الضغط. بعض انواع الهرمونات. قد يحدث احتباس البول كنتيجة للتخدير أثناء العمليات الجراحيَّة. الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية، خاصة عند السيدات وفي فترات المراهقة. الإصابة بالتهابات المسالك البولية يمكن ان تؤدي الى الشعور بالإلحاح البولي ومن ثم كثرة التبول، كما يمكن ان تؤدي الى حبس البول. الامساك المستمر وعسر الإخراج المتعلق بالجهاز الهضمي. تشخيص احتباس البول: للقيام بتشخيص الاحتباس البولي وحتى يتسنى للطبيب معرفة السبب الحقيقي، يجب عمل الأمور التالية: الفحص السريري: ومنه يمكن معرفة فيما إذا كانت المثانة متمددة أم لا، وكذلك يجب القيام بفحص الجهاز العصبي وايضا فحص البروستات للرجال. الفحص المخبري: لتقييم وظائف الكلى عن طريق تحليل الدم، كما يقوم الطبيب بفحص عينة من البول للتأكد فيما إذا كان هنالك عدوى بكتيرية آم لا. عملية التصوير بالموجات الفوق صوتية: لفحص الكليتين وللتأكد من كمية البول المتبقية في المثانة بعد القيام بعملية التبول. فحوصات اخرى تعتمد على تقييم الحالة مثل: منظار المثانة، فحص ديناميكية التبول بالكومبيوتر، الزراعة المخبرية للسائل البروستاتي، وكذلك الفحص المخبري لإنزيم البروستات الممي بي إس اي. كيف يتم التعامل مع الاحتباس البولي الحاد والمزمن؟ يجب أن يعالج الاحتباس البولي مباشرة بتخفيف الضغط على المثانة عن طريق افراغها تماماً من البول باستخدام القسطرة البولية كما في حالات انسداد القناة البولية نتيجة تضخم البروستات. وفي حال لم تنجح القسطرة البولية أو كانت متعارضة مع حالة المريض، يجب أن يحول المريض مباشرة الى طبيب المسالك البولية المختص في التقنيات المتطورة للقسطرة. وبصفة عامة، توجد العديد من العلاجات الدوائية والجراحية للانحباس البولي، ويعتمد العلاج المناسب سواء كان جراحيا أو دوائيا أو غيره، على التشخيص الصحيح للحالة ومعرفة الأسباب المؤدية للاحتباس البولي والعمل على علاج السبب الكامن وراء الإصابة بهذا المرض والركيزة الأساسية في العلاج هو المتابعة الحثيثة لتقدم الحالة مع الطبيب الاختصاصي. بريد القراء تضخم البروستات * أعاني من تضخم في البروستات مع وجود سلس في البول وتردد كثير على الحمام اكرمك الله. وقد أخذت أدوية كثيرة لعلاج التضخم ولعلاج التهابات في المثانه لكن الحالة تعاودني باستمرار ولي عليها مايقارب 4 سنوات ولا يوجد هناك تحسن يذكر علماً بأن عمري يقارب 72 عاماً وأعاني من الضغط والسكر؟ o إذا لم تتجاوب حالتك اخي الكريم مع العلاج الدوائي الصحيح لتضخم البروستات فيمكن إجراء عملية جراحية لتجريف البروستات بمنظار القطع أو بالليزر. هذه العملية تعتبر من اكثر عمليات البروستات شيوعا وتحمل نسبة خطوره متدنية واحتمال مضاعفات قليل نسبيا مع نتائج ممتازة إذا ما تمت على يد جراح خبير بتلك العمليات. يمكن اجراء هذه العملية بتخدير عام او نصفي ويستغرق اجرائها قرابة الساعة اعتمادا على حجم البروستات. دوالي الخصيتين * عمري 25 سنة، أعمل مهندس كمبيوتر تتراوح فترة جلوسي اليومية ما بين 12- 16 في المتوسط.. اكتشفت مؤخراً أني أعاني من دوالي الخصيتين، اليسرى درجة ثالثة أو رابعة واليمنى درجة ثانية. قمت بإجراء العملية الجراحية لربط الدوالي بالفتح من حوالي شهر، وضعي الحالي هو الذي يقلقني، ،ما أشعر به ان حجم الخصيتين يؤثر في قدرتي الجنسية فهل يوجد طريقة لزيادة الحجم؟ ما الفحوصات اللازمة لكي اتأكد من أني لا أعاني من حالة عقم؟ هل يسمح لي بممارسة الرياضة كالجري أو أي رياضة أخرى بعد العملية (مع العلم أني كنت أمارس كمال الأجسام والجري سابقاً)؟ o إذا حصل ضمور في الخصيتين بعد عملية ربط الدوالي مع وجود انخفاض ملحوظ في حجمها فقد يشير ذلك أحياناً الى احتمال إصابة أو بتر شرايينها أثناء العملية، ومن المتعارف عليه حسب العرف الطبي ان الهدف من ربط الدوالي هو فقط ربط الاوردة المتوسعة في الحبل المنوي مع الحفاظ على شرايين الخصية المغذية لها وكذلك الحفاظ على الاوعية المفاوية وقناة ناقل المني (الاسهر) اثناء العملية ولكن قد يحدث ربط لهذه الاشياء المذكوره بالخطأ اثناء العملية وتتفاوت هذه الاحتمالات بناء على خبرة الجراح والطريقة المستعملة في الربط وهي على سبيل المثال اقل من 1% عند الربط بتقنية الميكروسكوب. يمكنك التأكد من سلامة شرايين الخصية بإجراء الأشعة فوق الصوتية عليها ومقارنتها من ناحية الحجم والتدفق الشرياني مع الأشعة التي قد تكون أجريت قبل العملية والقيام بالتحاليل على السائل المنوي والهرمونات للغدة النخامية وهرمون الذكورة في الدم. للأسف لايوجد علاج يزيد من حجم الخصية الضامرة بشكل فعال. وأخيرا يمكن ممارسة كافة انواع الرياضة بما فيها الجري او كمال الأجسام بعد مرور 4 أسابيع من بعد العملية التبول أثناء النوم * أطرح أمامكم مشكلة ابنتي البالغة من العمر 11 سنة وهي تعاني من التبول أثناء النوم.. وبدأت في بمراجعة المستشفيات منذ بلغت الخامسة، من عمرها وحتى الآن وهي تعاني من التبول.. بدأت بطبيب أطفال - طبيب مسالك بولية - طبيب أعصاب وحالياً تتعالج عند طبيب مسالك بولية وأعطاها دواء و آخر للمثانه ولها فترة ولم تتحسن، علما انه وفي حالتها سبق عمل تخطيط مخ وجميع التحاليل وأخيراً أشعة صوتية وحسب إفادة الأطباء لاتوجد سبب واضح.. ؟ o هذه الحالة تحدث بنسبة 1٪ لدى الشباب والبنات وأسبابها لاتزال مجهولة ولكنها قد تعود إلى خلل في إفراز هرمون ADH او خلل في مستقبلاته على الكلية أو تأخير في نمو المثانة أو بعض مراكز التحكم في التبول الموجودة في الدماغ أو بسبب النوم العميق الذي يشوش الرغبة في التبول أو عدم التدريب على التحكم في البول أثناء الطفولة. كما توجد أسباب أخرى تعود الى اضطرابات هرمونية في الغدة الدرقية او التهابية او بسبب داء السكري، والمهم التأكيد عن عدم وجود تشوهات خلقية في الجهاز البولي أو مرض عصبي يصيب أعصاب المثانة ويسبب الأعراض البولية ليلاً ونهاراً. المعالجة بعقار «المينيرين» الذي يخفض كمية البول في المثانة خطوة جيدة لكن بعد استبعاد الاسباب الاخري. هذا الدواء يعطى قبل النوم بجرعات مختلفة حسب احتياج الحالة ولمدة 6 أشهر وأحياناً يعطى معه دواء الايميبرامين والاوكسيبيوتينين معاً فنجاحه على المدى الطويل يصل إلى حوالي 60٪ ونسبة رجوع السلس الليلي بعد التوقف عن استعماله قد يصل إلى 30٪ أو أكثر. ولذلك مع الأطفال يستحسن استعماله مع المنبه الخاص الموصول بالسروال الداخلي والذي يرن إذا ما حصل سلس فيستيقظ الطفل ويفرغ مثانته ومن بعدها يحصل لديه تطبع إذ إنه يستيقظ قبل حصول السلس.. ويمكنه في بعض الحالات الاستغناء عن المنبه إذا ما أدرك الأهل توقيت السلس فيوقظوا الطفل قبل حصوله ليتبول. والمهم ان يتجنب الأهل من معاقبة الطفل او الطفلة المصابة بهذه الحالة بل تشجيعهم ومكافأتهم والثناء عليهم كلما نجح والتحلي بالصبر والمثابرة على العلاج. آلام في الخاصرة * لدي موعد لاجراء فحص بالاشعة الملونة على الكلى لتحديد مشكلة آلام معي في الخاصرة منذ فترة طويلة طويلة. سؤالي هل له اية تأثيرات صحية ؟ * الفحص الملون بالاشعة للمسالك البولية هو تصوير الكلى والحالبين والمثانة عن طريق حقن الصبغة الملونة في وريد اليد وعندها ستقوم الكلى بالتخلص من الصبغة من خلال الحالب إلى المثانة وفي أثناء ذلك سيتم اخذ مجموعة من صور الأشعة السينية لتحديد المشكلة اثناء مرور الصبغة. يفيد هذا الفحص في تشخيص اسباب التهابات المسالك البولية والتعرف على وجود عيوب خلقية او حصوات او اورام في المسالك البولية. لاينصح باجراء مثل هذا الفحص لمرضى الفشل الكلوي او ممن يعانون من ضعف في اداء الكليتين كما انه لا يعمل في حالات الحساسية المفرطة ومرضى الربو الشديد، كما يجب الا يعمل هذا الفحص للحوامل. في غيره من الحالات يعتبر الفحص آمنا مع مضاعفات طفيفة خاصة اذا ما تبعت التعليمات التي تعطى عادة من قبل اخصائي الاشعة قبل وبعد الفحص. كما اود الاشارة انه لا يوجد دليل علمي ملموس يثبت تأثير هذه الاشعة المحدودة على الانجاب. إعداد: أ. د. صالح بن صالح إشراف: عبدالرحمن محمد المنصور