كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية، في تقرير إنترنت السعودية 2024، عن ملامح المشهد الرقمي للألعاب الإلكترونية في المملكة، موضحةً أن الأجهزة الذكية جاءت في الصدارة بنسبة بلغت 24.2%، متقدمةً على أجهزة بلايستيشن التي حلت في المرتبة الثانية بنسبة 23.8%. ويعكس هذا التحول نزوع الجيل الجديد نحو الألعاب المحمولة وسهولة الوصول إليها، مقابل استمرار الأجهزة التقليدية في الحفاظ على مكانتها التاريخية، إذ سجل إكس بوكس نسبة 2.8%، فيما جاء نينتندو سويتش بنسبة 0.9%، وتذيلت القائمة أجهزة ستيم بنسبة 0.8%. أما على صعيد الألعاب الأكثر تحميلاً، فقد تصدرت لعبة Whiteout Survival القائمة، تلتها Roblox، ثم Subway Surfers في المركز الثالث، فيما جاءت PUBG Mobile رابعة، وGarena Free Fire خامسة، ما يعكس تنوع الذائقة الرقمية بين ألعاب البقاء والمغامرة والتواصل الاجتماعي. وأكد خبراء اقتصاديون إلى أن هذه المؤشرات لا تعكس فقط أنماط الترفيه، بل تكشف عن اقتصاد رقمي متنامٍ بات يشكل جزءًا مهمًا من الناتج غير النفطي للمملكة، وقال رجل الأعمال محمد الحماد ل"الرياض": "تأتي تلك الأرقام من الواقع التحليلي الاقتصادي مدفوعة بالطلب المتزايد على صناعة الألعاب، التي تجاوزت عالميًا مداخيل قطاعات مثل السينما والموسيقى، ويُنظر إلى السوق السعودية كواحدة من أسرع الأسواق نموًا في المنطقة، بما يجعلها بيئة خصبة للاستثمار في صناعة الألعاب والبنية التحتية التقنية المصاحبة لها، انسجامًا مع أهداف رؤية 2030 في تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والتقنية"، مضيفا "إن المملكة تسعى إلى تنويع اقتصادها في شكل مهم وهو ما نلحظة في توجهات سمو ولي العهد الأمين عراب رؤية المملكة 2030 القائمة على أهمية تعزيز مصادر الدخل غير النفطي". وعن التوجهات الاقتصادية نحو الألعاب الالكترونية قال: "إن قطاع الألعاب الإلكترونية بات يمثل واجهة اقتصادية واعدة، لما يحمله من فرص استثمارية ضخمة تتجاوز الترفيه إلى بناء منظومة اقتصادية رقمية متكاملة، وهذا القطاع له قدرة على جذب الاستثمارات الأجنبية للمملكة، وخلق فرص عمل للشباب السعودي في مجالات التقنية والابتكار، وهو ما يرسخ موقع المملكة لاعبًا رئيسًا في اقتصاد المستقبل". ومن جانبه، قال م. محمد العوامي، المتخصص في تقنية المعلومات: "إن الأرقام الواردة في التقرير تعكس التحولات الطبيعية في سلوك اللاعبين السعوديين"، موضحًا أن تقدم الأجهزة الذكية لم يكن مفاجئًا، بل هو نتيجة مباشرة لسهولة الوصول والتكلفة المنخفضة مقارنة بالأجهزة المنزلية. وأضاف: "إن المملكة اليوم أمام فرصة ذهبية لتوظيف هذا الشغف بالألعاب الإلكترونية في بناء صناعات رقمية متكاملة، ليس فقط في الترفيه، وإنما في التعليم والتجارة الإلكترونية، وهو ما يتسق مع مستهدفات رؤية 2030"، مؤكدًا أن قطاع الألعاب يمثل قوة ناعمة تعكس تطلعات الشباب وتفتح مسارات اقتصادية واعدة.