يقولون إن الصين ما تعرف تصنّع «أصلي»، كل شي عندها نسخة وتقليد.. إلا إن كورونا طلع «أصلي فاخر» ما فيه نسخة ثانية، وزعته مجانًا على البشرية ورثع في العالم حتى صار يتذكر أن الله حق، وأن نفسًا واحدة كفيلة تهز عروش وأمم. ومن المضحك أو المؤلم في اخلاقيات المجتمع، وعادات الشباب، غير الأصلية إن عندنا بعض النساء (البنات) إذا راحت تتسوّق، تحسب نفسها بتفوز بأجمل موضة، فتطلع وهي لابسة «عباية تسبب زحمة على جسدها والشارع فاضي ومفتوحة من الأطراف»، ومع أول صفقة هواء تنكشف أعضائها كأنها براد شاهي وغطي عيونك يا ملقوف. والسوق مليان «بالهبة الجديدة» اللي لو شافتها جداتنا حملنا عصي الخيزران وأكثر الجلد الجاد.. أما بعض العقول والشباب، فمقفلة على «الشعر والفلتر». يقطع أحدهما مجلس كامل وهو يناقش: تسريحة الكيرلي أحلى ولا الاستريت؟! بينما المجهر والعلم والكتب النافعة واقفة على الرف، تغطيها الغبرة وتستغيث. والنتيجة: مجتمعات مشغولة ب«ظاهر الصورة»، وغافلة عن «جوهر المعنى». يهمه السناب والفلتر، لكن ما يهمه الفكر والتحليل أو الرؤية بعين المجهر. ويهتم بكيكة أحمد لا طبخة السنافية الصحية في البيت، أن لسان حالنا يردد مقولة أبو يمن اللي صارت مثلًا: «اللهم يا مخارج الأخجف خارجنا». وفي الأخير الخلاصة: كورونا علم العالم أن «الأصلي» ما يحتاج إعلان ولا دعاية، يكفي أن يظهر مرة، فيخلّد أثره. بينما «التفاهات المستوردة» تظل تلف وتدور في الأسواق مثلها مثل العبايات الخفيفة...