النفط يستقر وسط ترقب لاجتماع أوبك+    استشهاد 112 فلسطينيًا في قصف غزة    انطلاق عرض عسكري ضخم في بكين    أمير حائل يرأس اجتماع قيادات شرطة المنطقة وأفرع الأمن العام الميدانية .    أمير القصيم يثمّن حصول مطار الأمير نايف الدولي على شهادة الاعتماد الدولي    المرور: القيادة على الأكتاف والأرصفة مخالفة تربك الحركة المرورية    القيادة تعزّي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي بجبل مرة    «المدن الاقتصادية في المملكة».. محركات للنمو وجذب الاستثمارات    الأمن الإسكاني والرؤية المباركة    تعزيز التعاون الاقتصادي مع فيتنام    جلوي بن عبدالعزيز يدشن مستشفى غرب نجران للولادة والأطفال والعيادات التخصصية    ميلاد ولي العهد.. رؤية تتجدد مع كل عام    لبنان يترقب خطة الجيش لنزع سلاح حزب الله    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق الأسد    الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم حل الدولتين    كورونا أصلي.. والعباءة صينية    السفهاء والمنبوذون    سعد الشهري والطموح الكبير    التركي أكتيتشيك هلالي.. وليوناردو يريد ساو باولو فقط    بعد إغلاق سوق الانتقالات في أوروبا.. المتمردون يكسبون.. وصفقة إيزاك قياسية    المهرجان ينعش اقتصاد وسياحة الطائف    ولي العهد رئيساً لمجلس أمناء مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية.. مجلس الوزراء: الموافقة على قواعد تحديد درجات إركاب الموظفين والعاملين بالأجهزة العامة    خسوف «قمر الدم» يلون السماء بالأحمر    مروج الحشيش والإمفيتامين في قبضة الأمن    تحت رعاية سمو ولي العهد.. انطلاق مؤتمر«الاستثمار الثقافي» نهاية سبتمبر    معرض "روايتنا السعودية".. رحلة حسّية وبصرية في كرنفال بريدة للتمور    ياسمينا العبد: «ميدتيرم» دراما بنكهة مختلفة    علي بكر جاد وجواهر اللغة المخبأة (2)    كيف يستهدفون السعودية الحرب الخفية على الهوية    الإنسان الرقمي    نص لِص!!    الإلحاد جفاف معنوي وإفلاس روحي    « البابايا» تعالج أعراض حمى الضنك    تدشين برنامج إدارة مراكز الرعاية الأولية    فيثاغورس المركزية الأوروبية والتحيز العرقي    ضبط 20319 مخالفًا للإقامة والعمل خلال أسبوع    "الأخضر الشاب" يختتم تحضيراته لمواجهة قطر في كأس الخليج    ولي العهد ورئيس فرنسا يبحثان الأوضاع في غزة    الدعم غير متساوٍ!    خطبة الجمعة.. حقوق كبار السن وواجب المجتمع تجاههم    مارتينيز: كان من المستحيل رفض عرض النصر    خريف أبها    400 إعلان تسويقي لعروض اليوم الوطني    بطولة أرامكو هيوستن تفتتح آفاقاً جديدة لجولف السيدات ضمن سلسلة PIF العالمية    160 قضية مخالفات في السوق المالية    مادة مرنة تشحن بالجسم    4 عوامل لتحديد سعر الاستشارات الأسرية    أحداث فلكية    سماعة تكشف الأمراض في 15 ثانية    وباء اليأس يضرب الشباب    ميكروبات الأمهات تبني أدمغة الأطفال    2.9 مليون اتصال للعمليات الأمنية    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    المملكة تعزي السودان في ضحايا الانزلاق الأرضي بجبل مرة    بحضور وزير التعليم.. سيئول تحتضن حفل جائزة الترجمة العالمية في دورتها ال (11)    وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة القادمة عن «حقوق كبار السن»    أَنا خيرٌ منه    «الحياة الفطرية»: الصيد في السعودية تحكمه القوانين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فيثاغورس المركزية الأوروبية والتحيز العرقي
نشر في الوطن يوم 03 - 09 - 2025

نظرية المثلث قائم الزاوية أو كما تعرف ب«نظرية فيثاغورس». واحدة من أشهر النظريات العلمية في الرياضيات. تعطى هذه النظرية لطلاب التعليم موسومة باسم «فيثاغورس» وعبر نظرية المثلث قائم الزاوية أصبح الفيلسوف اليوناني «فيثاغورس» علمًا على رأسه نار. فلا يذكر فيثاغورس إلا ويذكر المثلث قائم الزاوية معه. فهل يصح تاريخيًا نسبة هذه النظرية لفيثاغورس. وهل لفيثاغورس علاقة من بعيد أو قريب بنظرية المثلث قائم الزاوية؟
في الحقيقة هناك نوع من التحيز العرقي والثقافي في نسبتها لفيثاغورس، لأنه لم يكتشفها حقيقة ولم يبرهنها رياضيًا على هيئة قوانين منظمة كما نراها في المقررات الدراسية، وكل ما نعرفه عن فيثاغورس جاء من تلاميذه أو ممن كتبوا عنه بعده بقرون طويلة، وهذا يعني أن نسبة النظرية له قد تكون رمزية أكثر من كونها حقيقة علمية؛ وبالتالي فإن تسمية النظرية باسمه تتضمن قدرا من التحيز الحضاري. في الحقيقة فيثاغورس لم يخلّف أي مصادر مكتوبة أو مادية تثبت أنه صاحب النظرية. وكل ما نعرفه عنه أتى من تلاميذه أو من كتابات ظهرت بعد موته بقرون، أي القول بأنه برهن النظرية بنفسه غير مؤكد ومشكوك فيه تاريخيا.
ماذا يعني أن تقدم المعرفة العلمية وكأنها نتاج غربي خالص وما الأثر السلبي في الوعي الثقافي لدى الطالب، خاصة أن طلاب التعليم العام لا يملكون الأدوات النقدية الكافية التي تساعدهم على تقصي وتحليل أي تحيزات عرقية مضمنة في مناهج التعليم؟ لا شك أن التعصب العرقي يمس أحد أخطر الجوانب في المنظومة التعليمية وخاصة فيما يتعلق بقضية الانتماء الثقافي للطالب. فالطالب هنا سيبدأ يشعر أنه ينتمي لأمة لم تنتج شيئا وبالتالي يرى نفسه تابعا أو مستهلكا للمعرفة لا منتجا لها، وهذا سيؤدي لشعوره بالدونية الثقافية، وسيؤدي لتثبيت صورة التفوق الغربي في وجدانه وأن كل شيء عظيم في التاريخ ينسب للغرب، وهذه النظرة تغذي فكرة أن التقدم لا يمكن أن يحدث إلا داخل النموذج الغربي وهذا يضعف ثقة الأجيال الجديدة في أن ثقافتهم وموروثاتهم قادرة على الإبداع. ومن هنا يتشرب الطالب في مراحل التعليم الأولي فكرة «المركزية الأوروبية» ويبدأ يؤمن أن كل ما يأتي من الغرب يبدو أكثر صحة ودقة والتعليم كله يصبح خاضعا لمرجعية أجنبية منهجية وفكرية ولغوية وهذا سيجعل الطالب ينسلخ من تاريخه الحقيقي ويقلل من شأن لغته وثقافته ويفقده الدافع للإبداع من داخل بيئته.
فيثاغورس ليس عالم رياضيات فهو مؤسس طائفة دينية سرية تعرف بالفيثاغورية، وقُدم في التراث اليوناني كتجسيد للإنسان الحكيم أو حتى شبه إله في نظر أتباعه. في كتابه «تاريخ الفلسفة الغربية» يقول برتراند رسل: «فهو مؤسس ديانة أهم اتجاه فيها هو مذهب تناسخ الأرواح وجعل أكل الفول خطيئة، وقد صُبت ديانته في مذهب ديني يضع نفسه في بعض أجزائه رقيبا على الدولة».
فيثاغورس كان زعيما روحيا لطائفة دينية ليس لها علاقة بالرياضيات باعتبارها علما متحررا من تأثير الثقافات، ويعامل بين أتباعه بتقديس أشبه بتقديس الأنبياء أو الكهنة. فماذا يعني هذا تربويا للمؤسسات التعليمية؟ يعني أنه من الخطأ التعامل مع شخصية فيثاغورس باعتباره «عالم رياضيات مستقل» بل يجب ربطه بسياقه التاريخي والثقافي والديني، فهذا ينمي لدى الطالب فهما إنسانيا شاملا لتاريخ العلوم بعيدا عن أي تحيزات عرقية أو ثقافية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.