تسعى جمعية أدباء بمحافظة الأحساء إلى تقديم رسالتها الأدبية والثقافية بروح متفردة ورؤية عصرية، رغبةً في الانتشار الفاعل، وتحقيق حضورٍ يليق بطموحات الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في المحافظة. هذا السعي يعزز دور الجمعية ويؤكد ريادتها، ويعكس حرصها على بناء شراكات فعّالة، وتحقيق تكامل مدروس يُسهم في التأثير الإيجابي بالمشهد الأدبي والثقافي، من خلال برامج نوعية وأفكار مبتكرة واحتواء شامل لكل أطياف المبدعين. ومن خلال زياراتي المتعددة للجمعية، لفتني الحماس الكبير الذي يبديه رئيس مجلس إدارتها الدكتور محمود الحليبي، وحرص أعضاء مجلس إدارتها والمنتسبين لها، وتفاني المدير التنفيذي الدكتور ماهر المحمود في صناعة التنوع الأدبي والثقافي وتحقيق التميز. فالجمعية اليوم تسعى لأن تكون حاضنة للإبداع، وملتقى دائمًا لكل قلم وفكر، وفضاء يجمع ولا يفرق، يدعم ولا يُقصي، يشجع ولا يُحبط، ويؤمن أن القوة في الحضور والتفاعل، لا في الغياب والانزواء. ما أبهرني حقًا هو شغف الجمعية بالتجديد، وتقديم المشاريع بأساليب مبتكرة، وحرصها على الانفتاح المجتمعي. من "مجلس الأنس" الشهري، إلى "مشروع الكتاب الأول" الذي يدعم المبدعين في إصدار أعمالهم، إلى الاستضافات اللافتة لكبار الروائيين والكتّاب، كاستضافة الروائي أسامة المسلم التي كانت حدثًا فارقًا، وخلقت جسورًا بين الجمعية والجيل الجديد من الشباب. إنها جمعية تتبنى الأفكار الخلّاقة، وتمنح المواهب الأدبية مساحة للنمو والظهور، وتقدم لهم برامج تطويرية فاعلة، وتعمل برؤية احترافية تتكئ على فكر إداري ومالي متجدد، في إطار تحولها إلى جمعية أهلية غير ربحية، كانت من أوائل الكيانات الأدبية التي اتخذت هذا المسار ونجحت فيه. كما تمتلك الجمعية مقرًا فخمًا ومسرحًا مجهزًا يلائم تنفيذ الفعاليات والبرامج باحترافية، مما يعزز من فرص نجاحها واستمرار عطائها. إن الدور الذي تقوم به جمعية أدباء الأحساء اليوم يستحق الإشادة والدعم، ويضع على عاتقها مسؤولية مواصلة المسير بثقة، ومواكبة الإنجاز برؤية تتسع للجميع.