الداخلية: ضبط (20882) مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    استشهاد 13 فلسطينيًا في قصف على غزة    المركزي الروسي يرفع أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الروبل    أمطار رعدية وبرد ورياح مثيرة للغبار على جازان وعسير    الإعلان عن علاج جديد لارتفاع ضغط الدم خلال مؤتمر طبي بالخبر    أسماء لمنور وعبادي الجوهر يحييان ليلة طربية في موسم جدة    إلا إذا.. إلا إذا    إدراج منهج الإسعافات الأولية للمرحلة الثانوية لتعزيز مهارات السلامة    من العيادة الاجتماعية    شمعة تنفذ لقاء تعريفي عن طيف التوحد الأسباب والدعم    جمعية التنمية الأهلية بأبها تختتم مشروع "رفد للفتيات" بدعم المجلس التخصصي للجمعيات وأوقاف تركي بن عبد الله الضحيان    الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بنجران تطلق برنامجي عناية وقناديل    أمانة القصيم توفر 290 منفذ بيع عبر 15 حاضنة بلدية لتمكين الباعة الجائلين    الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    مجلس الجامعة العربية يُحذر من مخاطر الانتشار النووي في الشرق الأوسط    "الأخضر تحت 18 عاماً" يتأهّل لنهائيات بطولة العالم للكرة الطائرة الشاطئية    «سمكة الصحراء» في العُلا... طولها يعادل طول ملعبَي كرة قدم    كأس السوبر السعودي للسيدات : الأهلي يضرب موعداً مع النصر في النهائي    إيطاليا تستهل حقبة جاتوزو بخماسية ضد إستونيا بتصفيات كأس العالم    غرينوود على رادار النصر مُجددًا    مبابي وأوليس يقودان فرنسا لبداية مظفرة لتصفيات كأس العالم    ترمب: أميركا ستستضيف قمة مجموعة العشرين 2026 في ميامي    الاتحاد يتعاقد مع البرتغالي"روجر فيرنانديز" لاعب سبورتينج براجا    القبض على إثيوبي في الباحة لترويجه مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين    حين تتحول المواساة إلى مأساة    الذهب يسجل مستوى قياسيا بفضل توقعات خفض الفائدة    هيئة الموسيقى و«فيلهارموني باريس» يوقعان برنامجًا تنفيذيًا للتعاون في مجال الموسيقى    إنزاغي يُسجل ثنائي الهلال الأجنبي في النخبة ويتمسك باستمرارهم    حقيقة تحمل الهلال راتب ميتروفيتش في الريان    خطيب المسجد النبوي: الظلم يُذهب الأجر ويقود للهلاك    خطباء المملكة يخصصون خطبة الجمعة للحديث عن مكانة كبار السن وحقوقهم    خطيب المسجد الحرام: الحسد من أعظم ما يُنغص على العبد طمأنينته    التربية بين الأنْسَنة والرقْمَنة    ملامح عامة في شعر إيليا أبو ماضي    مفردات من قلب الجنوب 19    حملة الدراسات العليا بين الموارد والتعليم    من قلب الأحساء إلى العالمية... حكاية اللومي الحساوي    هل الروبوتات أكبر خطر يُهدِّد البشريّة؟    كل عام وأنت بخير    كيف ستغير رسوم الأراضي البيضاء مسار السوق العقارية ؟    الرواية.. سحر الحكاية وشغف القراء    اضطراب المساء عند كبار السن (متلازمة الغروب)    النوم عند المكيّف يسبب الخمول    الجوف تشهد انطلاقة أعمال السجل العقاري    محافظ الخبر يدشن المؤتمر الدولي الخامس لمستجدات أمراض السكري والسمنة    ضبط 26 مخالفًا لتهريبهم (450) كيلوجرامًا من القات المخدر    السعودية تفرض قيوداً على لعبة روبلوكس لتعزيز الأمان الرقمي    غرفة الرس تستعرض منجزاتها في الدورتين الثالثة والرابعة    استخدام الإنترنت في السعودية يقفز ل 3 أضعاف المعدل العالمي    أوروبا تعتبر لقاء بوتين وشي وكيم تحدياً للنظام الدولي.. لافروف يتمسك ب«الأراضي» وكيم يتعهد بدعم روسيا    لا أمل بالعثور على ناجين بعد زلزال أفغانستان    احتجاجات إسرائيلية قرب منزل نتنياهو للمطالبة بصفقة غزة    القيادة تعزّي رئيس مجلس السيادة الانتقالي بجمهورية السودان    حُسنُ الختام    اليوم الوطني السعودي.. عزنا بطبعنا    أربعون عاما في مسيرة ولي العهد    ميلاد ولي العهد.. رؤية تتجدد مع كل عام    نائب أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الرياضة بالمنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ظافر الشهري: منصب الرئاسة سعى إليَّ ولم أسع إليه.. ولم أصل إليه قفزًا أو استلابًا
نشر في المدينة يوم 30 - 11 - 1999


تطلعات وآمال
* أولتك عمومية أدبي الأحساء ثقتها باختيارك لرئاسة النادي.. فماذا تحمل من مفاجآت ترتقي بمستوى تلك التطلعات؟
بعيدًا عن المفاجآت والعبارات الاستهلاكية أقول: دعنا نضع الأمور في سياقها الصحيح، فنحن لا نريد أن يصبح القول أكبر من الفعل، ولا نريد أن ندعي أننا سنأتي بما لم يأتِ به غيرنا، بل نريد أن نعمل أكثر من أن نتحدث، ونترك الحكم لنا أو علينا للإعلاميين والأدباء والمثقفين رجالًا ونساء وفق رؤية نقدية صادقة بعيدًا عن التجريح والمصادرة.. لدينا في مجلس الإدارة الجديد تطلعات وآمال كبيرة، وأرجو أن ننهض من خلالها بنادي الأحساء الأدبي، خطوات متقدمة خاصة وأن النادي يعد من أحدث الأندية في المملكة، إذ إن عمره الزمني تجاوز الأربع سنوات بقليل، والمأمول منه في المستقبل المنظور أكثر، وأن نقدم شيئًا له قيمة للمثقفين والمثقفات والأدباء والأديبات في الأحساء خاصة وفي المنطقة الشرقية عامة، فضلًا عن سعينا أن يقدم النادي الشيء الكثير للأدب والثقافة في المملكة لنخدم المشهد الثقافي المتوهج في وطننا الغالي، وأن نكون في مجلس الإدارة الجديد عند حسن ظن الجميع بنا ليبقى النادي متميزًا في فعالياته، كما هو أثناء رئاسة الزميل الكريم سعادة الدكتور يوسف الجبر لمجلس إدارته في السنوات الماضية.. وأجدها فرصة مناسبة هنا وعبر ملحق الأربعاء المتميز الذي حمل رسالة الفكر والأدب والثقافة في المملكة منذ فترة مبكرة عبر الصحافة المقروءة أن أوجه دعوة صادقة مخلصة لإخواني وأخواتي أعضاء الجمعية العمومية في النادي بأن يقفوا مع ناديهم بالدعم المعنوي والمشورة الصادقة ومتابعة الفعاليات بالحضور والنقاش الهادف البنّاء، فنحن في مجلس الإدارة الجديد نأمل منهم الكثير كما نأمل من كل مثقف ومثقفة في الأحساء أن يتفاعلوا مع ناديهم، وأن يكونوا عند حسن الظن بهم، فالأحساء بيئة أدبية ثقافية خصبة تنبت الأدب الجميل شعرًا ونثرًا كما تنبت النخيل الباسقات التي تميزت بها الأحساء منذ القدم.
تميز مستمر
* وفقًا لما تقول.. كيف ستكملون مسيرة المجلس السابق.. وعلى أي وجه ستنفقون الملايين العشرة؟
مجلس الإدارة السابق برئاسة الأخ الكريم والزميل الصادق ورجل الوطن المخلص سعادة الدكتور يوسف بن عبداللطيف الجبر قدّم الكثير والكثير جدًّا، ونهض بالنادي في فترة من أصعب الفترات، في الوقت الذي راهن فيه البعض على فشل النادي في أداء رسالته، فإذا بنادي الأحساء الأدبي في ظل رئاسة الدكتور يوسف الجبر يتفوق على غيره بشهادة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور الأديب الشاعر عبدالعزيز خوجة في تصريحه للصحافة السعودية في وقت سابق؛ ولهذا فنحن في مجلس الإدارة الجديد مصممون على أن يبقى النادي متميزًا خلال الفترة المقبلة، وأن يستوعب الجميع كما كان، وأن تتنوع الفعاليات بما يراه مجلس الإدارة حتميًا في النهوض بمشهدنا الثقافي والأدبي في الأحساء، هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن من ضمن الأولويات لدى أعضاء مجلس إدارة النادي السعي بجدية لتنفيذ مبنى النادي، فقد حصلنا على قطعة أرض في موقع ممتاز في مدينة الهفوف بالأحساء، وأجدها مناسبة لأشكر سعادة المهندس فهد الجبير أمين محافظة الأحساء على دعمه الدائم للنادي وسرعة تخصيص الأرض وبمساحة ممتازة، ونحن الآن في طور إعداد المخططات اللازمة تمهيدًا لرفعها للجهات ذات العلاقة في وزارة الثقافة والإعلام لكي يطلعوا عليها وفق المعمول به في هذا الشأن ونستضيء بتوجيهاتهم، ونحن في مجلس الإدارة قد وضعنا إنجاز مقر نادي الأحساء الأدبي من الأولويات لعمل المجلس في المرحلة القادمة ليكون إن شاء الله من المعالم الثقافية في محافظة الأحساء. وهو ما يتوافق مع الدعم السخي الذي حصل عليه النادي منذ زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأحساء عام 1427ه عندما أمر حفظه الله بإنشاء ناد أدبي هدية منه وفقه الله لأدباء وأديبات ومثقفي ومثقفات الأحساء ودعمه يحفظه الله بمبلغ خمسة ملايين ريال مخصصة لإنشاء مقر دائم للنادي، ونطمع الحقيقة في دعم رجال الأعمال في الأحساء لإنجاز المشروع بالصورة المأمولة، ونعلم أنهم لن يتأخروا، فالأحساء تهمهم كما يهمهم الوطن بأكمله. أما دعم العشرة ملايين التي أمر بها مليكنا الغالي عبدالله بن عبدالعزيز بارك الله في عمره وصحته لكل ناد من الأندية الأدبية في المملكة، ونادي الأحساء منها، فقد تم إيداعها في حسابات الأندية فور صدور الأمر الملكي الكريم، وتم الصرف منها على الأنشطة والبرامج التي نفذها وسينفذها النادي مستقبلًا وفق ما هو منصوص عليه في اللائحة المالية للأندية الأدبية، وهو دعم سخي يضاعف حجم المسؤولية على مجالس الإدارة في هذه الأندية.
تخلّي عن النرجسية
* كيف تستشرفون مستقبل أدبي الأحساء في ظل انتخابات انتظرتها الساحة طويلًا؟
أود في البدء أن أشير هنا إلى أننا محظوظون في نادي الأحساء الأدبي لأن بيئة الأحساء الأدبية والثقافية غنية بالأدباء والشعراء والكُتّاب والمفكرين والمثقفين، ولذلك ومن خلال تجربتي الشخصية في المجلس السابق، فأنا أعرف ما أنجز وما ينبغي أن ينجز من خلال التجربة السابقة، وأرى أننا كنا أسعد حظًا من غيرنا حتى في حضور الجمهور للبرامج والفعاليات المنبرية وغيرها من الندوات وورش العمل، فنحن لا نشكو من قلّة الحضور كما يحدث في بعض الأندية الأدبية الأخرى لأن مثقفي المحافظة ومثقفاتها يبدون تفاعلًا كبيرًا جدًّا نظرًا لكثافة المثقفين والمثقفات، وهو ما يفرض على مجلس إدارة النادي مضاعفة الجهود لكي تكون برامج النادي وأنشطته على مستوى جيد يحقق الكثير من الطموح عند أبناء الأحساء خاصة وأن جمعية النادي العمومية هي أكبر جمعية في أنديتنا الأدبية حيث مجموع أعضائها وصل إلى خمسمائة وخمسة وعشرين فردًا من الجنسين، وكل هؤلاء أعينهم على النادي ماذا سيقدم، ونحن نأمل منهم الكثير أيضًا في دعم النادي والوقوف مع أعضاء مجلس الإدارة لينهض بمسؤولياته. ولا شك أن تجربة الانتخابات في الأندية الأدبية ستنقل العمل في هذه الأندية إلى مراحل متقدمة من العطاء والمنافسة المحمودة، وتتيح الفرصة لدماء جديدة لتقدم رؤيتها وتعمل إن شاء الله لخير الأدب والثقافة في المملكة، ويجب على الجميع من المثقفين والمثقفات في المملكة وعلى وجه الخصوص في الجمعيات العمومية في الأندية الأدبية أن يتعاونوا مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، وأن يتخلوا عن نرجسيتهم قليلا للتغلب على السلبيات التي قد تحدث لأي عمل في بداياته ليكتمل بالتجربة والخبرة، وفي ظني أن مجرد جلوس المثقفين والمثقفات والأدباء والأديبات تحت سقف واحد لاختيار من يقوم بتمثيلهم وخدمة المشهد الثقافي والأدبي في المملكة هو في حد ذاته إنجاز سينمو ويتطور في حلقاته المستقبلية بما يحقق الأهداف السامية إن شاء الله، ويتغلب على السلبيات مهما كان حجمها.
وطن واحد
* ماذا يعني لك الفوز بهذا المنصب الرفيع وأنت لست من أبناء الإحساء؟
هذا يعني لي بالدرجة الأولى أن الوطن واحد، وأن أبناءه إخوة لا فوارق بينهم، وهذا المنصب بالنسبة لي هو تكليف وتشريف في الوقت نفسه، وأنا حتى وإن لم أكن من مواليد الأحساء فأنا قلبًا وقالبًا من أبناء محافظة الأحساء، هذا الجزء الغالي من وطننا الكبير وطن المقدسات والرجولة، وعمري الذي قضيته في الأحساء يؤكد ذلك، حتى أصبحت الأحساء بأهلها ونخيلها وحرها وبردها جزءًا مني وأنا جزء منها، والمغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - عندما وحّد المملكة العربية السعودية ألغى المناطقية والنزعات القبلية، ووحّد الوطن من جنوبه إلى شماله، ومن غربه إلى شرقه، وزرع الأخوّة والمحبة والألفة مكان البغض والتناحر والتشرذم، لينعم أبناء المملكة بما ينعموا به الآن من أمن وأمان وإخاء ورخاء، ونظرة المناطقية والقبلية التي تهدم ولا تبني وتفرق ولا تجمع يجب أن تتلاشى لدى المثقفين والمثقفات وأرباب الفكر والعقلاء في بلادنا الغالية، لأن الوطن منظومة متكاملة لا يستغني أبناء شماله عن أبناء جنوبه ولا أبناء شرقه عن أبناء غربه حبًا وانتماء ووفاء لكل مخلص صادق يعمل لمصلحة وطنه والحفاظ على وحدته وسلامة ترابه من كل عابث أو حاقد أو مستأجر.
خارج نطاق الخصومة
* هناك من اعترض على نتائج انتخابات ناديكم وقدّم احتجاجًا بهذا المعنى.. فكيف تنظرون إلى ذلك؟
أنا خارج نطاق الخصومة كلها، وأنا احتفظ بصداقة ممتازة مع أعضاء الجمعية العمومية دون استثناء، وعندما تم ترشيحي من قبل زملائي في مجلس الإدارة المنتخب لمنصب رئيس مجلس الإدارة تم بالإجماع أمام سعادة وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية الدكتور الفاضل ناصر الحجيلان، والأستاذ النشط عبدالله الكناني مدير عام الأندية الأدبية في المملكة، وممثل المثقفين والمثقفات المثقف والإعلامي الأستاذ سلطان البازعي، ولم أصل إلى هذا المكان، الذي هو بالنسبة لي مسؤولية وأمانة وليس مغنمًا، قفزًا أو استلابًا، ولذلك كنت خارج الخلاف، والإخوان الذين قدموا طعونًا على الانتخابات احتفظ بصداقة ممتازة معهم أيضًا، وأنا كما صرحت لوسائل الإعلام أكثر من مرة لا يوجد لدي أي إشكالية في أن تعاد الانتخابات، طالما أن الأمر بهذه الشفافية كما وضّح بيان وزارة الثقافة والإعلام، فمنصب رئيس مجلس إدارة النادي سعى إليَّ ولم أسع إليه، وبعض الزملاء الأفاضل من الذين قدموا الطعون ولو شئت لذكرت أسماءهم يعرفون ذلك جيدًا، كما أن الزملاء في المجلس السابق وأولهم الأخ العزيز الدكتور يوسف الجبر، والزميل الكريم الدكتور نبيل المحيش، والزميل العزيز الدكتور خالد الحليبي وغيرهم من الزملاء هم الذين ألحّوا عليَّ بأن أسجل في الجمعية العمومية، وأن أترشح لانتخابات مجلس الإدارة، وقد قررت حينها الابتعاد عن النادي لمشاغلي الخاصة التي يعرفها بعض الزملاء في المجلس السابق، وشطبت اسمي من القائمة فأعادوه، والله يعلم إنني فعلًا لم أكن أرغب ذلك، ومع هذا وقد كلفت بهذا الأمر، فإنني سأبذل ما في وسعي مع الزملاء والزميلات الأفاضل في المجلس الجديد، وهم من الشباب والشابات المخلصين للعمل في النادي إن شاء الله.
اتهام مجحف
* رغم كل الذي تقول به حول نشاط أدبي الأحساء لكن البعض يرى أنه خارج التنافس الثقافي بين المنتديات والملتقيات الأدبية.. فما قولك؟
هذا سؤال فيه شيء من عدم الإنصاف لنادي الأحساء الأدبي، فمن قال لك إن نادي الأحساء خارج التنافس في مجال إقامة الملتقيات والمنتديات.. ولا أريد أن أتهمك على سبيل المداعبة بأنك لا تقرأ الصحافة وأنت من فرسانها، لكنني أقول لك بكل ثقة واطمئنان: إن نادي الأحساء الأدبي رغم عمره الزمني القصير قياسًا بغيره من الأندية الأدبية في المملكة قد نفذ ملتقيين ثقافيين هما ملتقى جواثى الثقافي الأول والثاني، وحضر هذين الملتقيين نخبة من الباحثين والباحثات من داخل المملكة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وبعض الدول العربية الأخرى، وقد تمت طباعة أبحاث الملتقى الثاني في إصدار وثائقي ليكون مرجعًا للباحثين والباحثات في الدراسات التاريخية والجغرافية والأدبية للأحساء، وقد تمت طباعة ما يربو على ثلاثين إصدارًا ما بين أدبي إبداعي وتاريخي وثقافي، وقدمنا عددًا من الدورات الثقافية والتطويرية استهدفت منسوبي قطاعات حكومية في التعليم والأمن العام والرعاية الاجتماعية، ونحن الآن نعد لملتقى جواثى الثقافي الثالث، ولو قسنا نادي الأحساء بالأندية الأدبية التي أسست معه نجد أن احتضان النادي لملتقيين ثقافيين يعتبر منجزًا رفيعًا مقارنة بعدد السنوات التي انطلق فيها النادي، وقد حظيت أنشطة النادي ومنها ملتقى جواثى الأول والثاني برعاية سمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء، وحظيت كذلك بدعم وكالة الوزارة للشؤون الثقافية، ودعم الوزارة بشكل أشمل، وتصريح معالي وزير الثقافة والإعلام عندما أثنى على نادي الأحساء الأدبي في طليعة الأندية الأدبية في المملكة دليل على دور النادي الريادي كما تضمن تصريح معاليه، وكما نعلم أن الأندية الأدبية لم يعد دورها مقتصرًا على الشعر والسرد فقط، بل تعداها إلى جميع المناشط التي تخدم المجتمع في كل اتجاهاته ومناحيه، لذلك يجب أن يكون نادي الأحساء الأدبي متماهيًا مع تلك الاتجاهات الثقافية بتعدد مشاربها، ولدينا مجموعة من البرامج سترى النور في القريب العاجل إن شاء الله منها إقامة دورات متخصصة وورش عمل بما يخدم شرائح المجتمع التي تريد الاستفادة من برامج النادي، فضلًا عن التركيز على الإصدارات المتميزة في محتواها وموضوعاتها، وعقد الشراكات مع المؤسسات الثقافية، وهو ما ترنو إليه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الوزارة للشؤون الثقافية والأندية الأدبية من خلال رسم خطط لهذه الأندية الأدبية تأخذ في الاعتبار تحقيق احتياجات جميع المثقفين والمثقفات وترقى بالذائقة الأدبية لما هو أفضل.
* بوصفك عضوًا في لجنة إعداد قاموس الأدب والأدباء في المملكة.. إلى أين وصلتم؟
القاموس في مراحله النهائية وسيرى النور قريبا إن شاء الله، واللجنة أنهت اجتماعاتها تقريبًا وسلمت المداخل جميعها لسعادة الدكتور الفاضل محمد الربيع الرئيس العلمي للجنة، والزميل الدكتور عبدالله الحيدري لمتابعة إخراج القاموس مع المسؤولين في دارة الملك عبدالعزيز بالرياض، وبهذه المناسبة أقدم الشكر الجزيل للدارة على الدعم الكبير الذي حظيت به اللجنة أثناء عملها، والاهتمام بالأدب والأدباء من خلال هذا العمل الموسوعي الكبير.
منهجية الجماعة
* تميل نحو الهدوء والحيادية وعدم الانحياز لأي من التيارات الفكرية الأدبية بماذا تفسر ذلك.. وهل سينعكس ذلك على النادي مستقبلًا؟
هل ترى أنه لا بد أن أنحاز لأي تيار فكري أو أدبي كي أكون مشهورًا، وأخرج من دائرة هذا الهدوء.. أنا أنحاز للجيد من الإبداع مهما كان جنسه وللمعتدل من المبدعين مهما كان توجهه، كما أنني بطبيعتي أحب الهدوء، ولا أحب الإثارة التي لا تخدم المشهد الأدبي والفكري في مجتمعنا، ولا أريد أن أخسر زميلًا أو زميلة أو صديقا من أجل أن أنحاز لتيار معين، والحمد لله أنا احتفظ بعلاقة ممتازة مع كل الأطياف الثقافية في المملكة أستفيد منهم وأحافظ على علاقتي بهم وأتعامل مع الجميع بخلق كريم. الاعتدال مطلوب في الأمور كلها؛ لا إفراط ولا تفريط، ويجب أن نتبع منهج الوسطية التي حثنا عليها ديننا، أريد أن تكون ثقافتنا معتدلة لا تغريب تذوب فيه أصولنا الثقافية والأدبية، ولا انزواء في مجاهل التشدد والإقصاء ورفض التحديث، أريدها ثقافة وأدبًا وفكرًا وخطابًا أدبيا تعبر عن شخصيتنا المنتمية لهذه البلاد التي نبعت منها الرسالة السماوية، ونشأ في صحراواتها وجبالها وأوديتها الشعر العربي الذي عاش عقودًا طويلة من الزمن وسيبقى لأن جذوره قوية وأساسه متين، أريد من ثقافتنا أن تنفتح على الآخر بتنافسية تحفظ لنا حقوقنا الخلقية، وتجعل لنا مكانًا في عصر التقنية وعولمة المعرفة.. أما إجابة الشق الثاني من سؤالك الذي تتساءل فيه عن هدوئي وعدم انحيازي لأي تيار أدبي على آخر كما رأيت أنت وهل سينعكس ذلك على النادي مستقبلًا.. فأقول لك: إن توجيه العمل في النادي لا يتحكم فيه شخص واحد مهما كانت صفته الرسمية، وإنما عشرة أشخاص هم أعضاء مجلس الإدارة يسيرون العمل في النادي، ومن خلفهم الجمعية العمومية، وهنا فالقرار قرار مجموعة وليس قرار شخص واحد، والعمل في النادي يوجه وفق قناعة المجموع وليس الفرد الواحد، وعلى هذا الأساس تتشكل منهجية العمل في نادي الأحساء الأدبي.
شراكة القطاع الخاص
* يشار إلى أنكم تعتزمون إشراك القطاع الخاص في دعم ناديكم.. فما صحة ذلك؟
القطاع الخاص في المملكة أصبح شريكًا قويًا وفاعلًا في عملية التنمية في البلاد، وهناك رجال أعمال كثر على مستوى المملكة قدموا الكثير لخدمة وطنهم ويشكرون على هذا، وليس غريبًا أن نتجه إلى رجال الأعمال في الأحساء لدعم ناديهم، وهم أقدر على ذلك، ولدينا تجربة جيدة مع بعضهم خلال السنوات الأربع الماضية أقدم لهم الشكر الجزيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.