كلمة فيها عدم اعتراف بالحقيقة المطلقة من ناحية تلقي الدعم من المصدر الرئيس للأندية، وفيها تضليل للشارع الرياضي العقلاني الذي يزن الأمور بميزانها الصحيح، وهي ما يمررها ويعززها بعض الإعلاميين المنتمين للأندية حينما يبرمون صفقات ثقيلة القيمة الفنية والمادية، ويقولون بتعزز وبادعاء الغنى والتعفف: "هذه من مداخيل النادي"!. جميعنا نعرف أن مداخيل النادي من الرعايات والشركات التسويقية تأتي بملايين زهيدة، بالإمكان أنها تغطي صفقة واحدة على أقل تقدير وبلا أية مبالغة، ولكنها صعبة جدًا إنها تجلب لك صفقات عالمية بالكثرة وبالجملة. وهل من المعقول أن الأندية أصبحت ثرية ومطنوخة ماليًا في ظرف موسمين فقط، وما قبل برنامج الاستقطابات المعروف بدعمه من مال الدولة -أعزها الله- الذي يعتبر أقوى من دعم المداخيل والشخصيات؟ نأتي على سبيل المثال لشخص نعرف فقره ومعناته قبل دخوله عالم البرامج والسوشيل ميديا، حتى أصبحوا له -بعد توفيق الله- مصدر رزق في إعلاناته للمحلات بمبالغ نقدر نقول عنها معقولة، ولكن لو يأتيني نفس الشخص ويقول:ضحيت راعي ملايين ومليونير، وفي ظرف سنتين، طبعًا من غير المنطقي لو صدقت ادعاءه عليك. حدث العاقل ما لا يليق، وإن صدق فلا عقل له! رسالتي لأعزائي الإعلاميين: لا يوجد أي إحراج على ناديك لو قلت: "نادينا تلقى الدعم من المصدر الرسمي والحقيقي"، وإذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى! أعجبني الرئيس الاتحادي السابق لؤي مشعبي العام الماضي بتغريدة شجاعة وصريحة ومباشرة للجماهير، حينما قال إن جميع صفقاتنا أتت من برنامج الاستقطابات، وأنا أعتبر ما قام به مشعبي قوة ذاتية بحد ذاتها تنم عن ثقة الشخص بنفسه وعدم إجحاف من قدم له الدعم بسخاء. في اعتقادي، لو فعلها جميع رؤساء الأندية بمثل نموذجية مشعبي، وقتها لن تجد من يجتهد ويخطأ من الإعلام والجماهير. نحن في زمن من الصعب أن تضحك على الجمهور الواعي بمعلومة مغلوطة أو غير واقعية، التي لا تمت للحقيقة بصلة، ومن يريد ممارسة كذبة وتدليسه على الناس فهو في النهاية الخسران المبين. ختامًا: اعترفوا، فالاعتراف سيد الأدلة. حسين البراهيم