بيت شعرٍ للشاعر أبو دباس، وهو: يا دباس أنا يا أبوك ماني ببلاس مير ان عيلات الجماعه كثيره كان ابن الشاعر متغرباً بالهند أو نحوه، فأرسل له قصيدة يستنجد به، ويقول: يا دباس أنا يا أبوك ماني ببلاس مير أن عيلات الجماعه كثيره جنبت وسط السوق وأمشي مع الساس آخذ شوي الحق وأترك كثيره وأهلك وعمانك هل الطيب والباس أهل المكارم مدركٍ القصير وهذا قد حصل مع الشيخ سعدون العواجي، فقال يستنجد بابنه عقاب: يا عقاب يا عقاب السرب عارضي شاب وأذويت من كثر العنا واستخفيت من عقب ماني سترهم عند الأجناب وإلى بلتهم قالةٍ ما تتقيت اليو حدوني على غير ما طاب قال تقع من وراء الماء ووليت ما دام شامخ مالكٍ جرد الأسلاب لو زين الفنجال لي ما تقهويت والقصيدة طويلة، والذي أقصده من هذا الموضوع، قول أبو دباس ماني ببلاس، وهو يقصد إنه لم يقل القصيدة قصده منها يذكر تقصير قومه معه على سبيل البلاسة، ولكنه مضطر ليعبر عما واجهه منهم، وهذا المعنى ينطبق على كل قصيدة يقصد بها الشعر بذكر سوء محاسن الناس، فالناس ربما يستشكون من أنه يعنيهم، وربما يعني بعضهم، ولكنه لا يذكر اسمه، والشعر يجوز به قول بعض المعاني التي لا يصرح بها بسم من تذكر عيوبه، ولا يستطيع الناس ذلك بالكلام العادي، وهي لا تخص من قيلت فيه كهدفٍ يتجسّد في أوصافه الخصال السيئة، التي ربما هو لا يعلم أنها سيئة، فهي نصيحة له ولغيره على مر العصور، لأنها مثالٌ على الكثير من الخصال، التي يتصف بها بعض الناس لأسباب خفية، ربما له عذرٌ عند ربه، لا يعرفه إلا هو، ففي هذه المناسبة أقول لا يظن من يحس إن بعض القصائد موجهة إليه إنها بلاسة، بل نصيحةٌ موجهة لكل من يتصف بها، وهي ليس سوى أدب عام لو زين الفنجال لي ما تقهويت