حققت المملكة العربية السعودية إنجازاتٍ كبيرةٍ على الصعيد العالمي في المجالات كافةً، خاصةً بعد انطلاق رؤية السعودية 2030، التي دشنها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء سمو الأمير محمد بن سلمان، والتي من أهدافها تنويع موارد الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط. إذ حققت المملكة إنجازات تنموية لافتةٍ في مجالات الاقتصاد، والتوسع في البنية التحتية وتطويرها، والتحول الرقمي، وفي مجال السياحة، والتعليم والصحة، والرياضة، وفي مجالات التكنولوجيا، مع ما أحرزته المملكة من ريادةٍ عالمية في الجانب السياسي والأعمال الإنسانية. ومع ما تحقق من نجاحاتٍ متوالية يتصاعد الهجوم على المملكة لا سيما في الفضاء السيبراني، الذي شهد تطورات تقنية فائقة؛ يسرت وصول الأفراد والمنظمات إلى المعلومات على اختلاف قوالبها، ومكنتهم من إعادة تشكيلها بالزيادة أو الاجتزاء واستخدامها بما يخدم مصالحهم، خاصةً في وسائل التواصل الاجتماعي، وأسباب متعددة لمن يهاجمون المملكة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: رعاية المملكة وقيادتها الرشيدة للحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والموقع الاستراتيجي للمملكة، والرخاء الاقتصادي، يضاف إلى ذلك ما حققته القيادة السعودية من ريادة سياسية جعلت السعودية في مصاف الدول المؤثرة على مسار السياسة الدولية، وتوالي النجاحات التي تحققها السعودية في محافل كثيرة كل عام. لا شك أن ما يعج به المجال العام –الفضاء السيبراني- من دعاياتٍ كاذبة موجهةٍ ضد السعودية دليلٌ على نجاحها وتفردها بين دول العالم، فكما يُقال "لا يقذف بالحجارة إلا الشجر المثمر"، وهو ليس بالأمر الجديد على السعودية، التي طالما واجهت الكثير من الجور والتهم الباطلة حتى ممن نالهم خيرها الوفير!. وتتنوع أشكال سرديات المغرضين ليلاً ونهاراً مع تكرار محاولاتهم لليِّ أعناق الحقائق، إذ ينتزعون المعلومات من سياقاتها التاريخية تارةً، ويستلون مشهدًا خارج إطاره العام تارة أخرى، أو حدثًا دون ذكر ملابساته الواقعية، وجميعها محاولاتٍ مكشوفةٍ الهدف منها تشكيل بُنيةِ معرفيةٍ مشوهةٍ تخدم أغراضهم، كبديلٍ لسردية الإنجاز والتميز السعودي. واليوم، وفي ظل الهجوم المتصاعد لتلك الجماعات والأحزاب والأفراد ومن سار على مناهجهم، علينا أن نسعى بكل جدٍ لتتبع ودراسة تلك السرديات المعادية دراسةً نقدية وبحوث على أسس علمية؛ لنعرف كيف تتشكل وطبيعة الأيديولوجيات التي تقف خلفها، ومدى تأثيرها على المتلقين، خاصةً من الشباب وصغار السن، الذين قد لا يدركون طبيعة وخطر تلك الرسائل وأهداف من يقف خلفها، سيما أن السرديات بطبيعتها تحدد طريقة فهم الناس للأحداث من حولهم وتسهم في ترتيب أولياتهم بطريقةٍ قد تأخذهم بعيدًا عن واقعهم بشكلٍ مقصود، يضاف إلى ذلك الدور الموجه للسرديات المعادية وأثرها في تشكيل الهويات الفردية والجماعية، وما قد تحدثه من خطرٍ على الهوية الوطنية، يكون سببًا في الإخلال بالنسيج الواحد. يبقى أن نؤكد أن شبابنا أقوى من كل محاولات المغرضين وحيلهم، فهم في الصف الأول لحراسة "الوعي الوطني"، والجميع يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم، ويعملون بكل إخلاصٍ لما يُحقق رفعة بلادهم؛ لتواصل قافلة النجاح السعودي مسيرتها، ويبقى نصيب النابحين "الحجارة". * إعلامي سعودي