لطالما كانت دمشق أرض الحضارات ومهد الثقافات، منارةً للعلم والتجارة على مرّ العصور، واليوم وبعد سنوات طويلة من المحن، تشرق على سوريا ملامح مرحلة جديدة، تتسم بالأمل والعمل، حيث تتجه الأنظار نحو إعادة البناء، وتعزيز الاستقرار السياسي، وتنشيط الاقتصاد، وتنفيذ مشاريع البنية التحتية، على أمل عودة الملايين من أبناء الوطن إلى أرضهم ومدنهم، ليشاركوا من جديد في صناعة نهضة سورية طال انتظارها. ما تشهده سوريا اليوم تحت قيادة حكومتها، برئاسة أحمد الشرع، يحمل ملامح مرحلة واعدة لاستعادة دورها المحوري على خارطة المنطقة، وذلك بجهود مخلصة من مؤسسات الدولة، وحراك جدّي على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتفاعل مباشر مع تطلعات الشعب، لقد عانى الشعب السوري طويلًا من ويلات الحرب، وتنقّل عبر القارات بحثًا عن الأمن والاستقرار، لكن المرحلة المقبلة تبشّر بعودة الحياة تدريجيًا، حيث تتضافر الجهود الرسمية والشعبية لاستعادة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة. ولا شكّ أنّ هذا التقدم ما كان له أن يرى النور لولا الدعم العربي الكبير، وعلى رأسه مواقف المملكة العربية السعودية، التي وقفت على الدوام إلى جانب الشعب السوري، مادّةً يد العون السياسي والإنساني، ومؤكّدةً على ضرورة عودة سوريا إلى محيطها العربي الطبيعي. كما تُمثّل مواقف دولة الإمارات، ودولة قطر، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عُمان، وبقية الأشقاء من دول مجلس التعاون الخليجي، نموذجًا حيًا على التضامن العربي، والتعاون البنّاء من أجل إعادة الأمن وتعزيز الاستقرار، وتشجيع عودة السوريين من الشتات، ومساندتهم على إعادة إعمار وطنهم. اليوم يحمل السوريون المقيمون في الخارج، من علماء ومفكرين ومهندسين وأطباء وغيرهم من أصحاب الخبرات، طموحًا كبيرًا للعودة والمساهمة في مسيرة التنمية. إنه التوق المتجدّد لإعادة سوريا إلى مكانتها الطبيعية على الساحة الاقتصادية والسياحية والثقافية، وتحويلها من جديد إلى مقصد للاستثمار والسياحة، ومركزًا للعلوم والثقافة، كما كانت على الدوام. مع تحسُّن الأوضاع على الأرض، يُتوقّع أن يشهد صيف 2025 عودة تدريجية لأعداد كبيرة من السوريين، إمّا للاستقرار الدائم، أو لزيارة الوطن وتعزيز التواصل مع الأرض والجذور. وفي موازاة ذلك، تتطلّع سوريا لاستقبال زوارها من مختلف أنحاء العالم، مُمثّلةً وجهةً سياحيةً وحضاريةً جاذبة، تفتح أبوابها للعرب وللعالم، وتشهد على عراقتها وحاضرها ومستقبلها. نحن اليوم على أعتاب مرحلة تاريخية، تعود فيها دمشق وحلب وحمص وحماة وغيرها من مدن سوريا، محاور للحضارة والتنمية، ومراكز للإشعاع الثقافي، ومكونات أصيلة للاستقرار السياسي والاجتماعي. المرحلة المقبلة تتطلّب تضافر الجهود، وتكامل الأدوار، حيث تُمثّل الإرادة الوطنية للشعب السوري، والدعم الكريم من الأشقاء العرب، حجر الأساس لإعادة إعمار سوريا وتعزيز مكانتها المحورية على الساحة العربية والدولية.