بالصور مدينة الأخدود الأثرية بمنطقة نجران تاريخ من الآثار والتراث العريق    الأهلي يُعلن برنامج معسكره الإعدادي للموسم الجديد    إنفانتينو: كل مباراة في كأس العالم للأندية قيمتها 30 مليون دولار    ولي العهد والرئيس التركي يستعرضان هاتفيا هجوم إسرائيل على إيران    من يملك اليد العليا في الحرب الإسرائيلية الإيرانية؟.. تحليل القوة العسكرية    إلغاء جولة المفاوضات النووية بين أميركا وإيران المقررة الأحد    العراق يطالب أمريكا بعدم خرق أجوائه من قبل إسرائيل    المملكة تنشئ غرفة عمليات خاصة وخطة متكاملة لخدمة حجاج إيران    حاج سوداني أول القادمين وآخر المغادرين عبر منفذ الرقعي    من يعطل صفقات نادي الهلال    صوت العصر السعودي الجديد    تغيرت الصورة بعد مقالتك ب97 عاما يا طه حسين    الأخضر السعودي يرفع استعداده لمواجهة هاييتي ضمن بطولة الكأس الذهبية    الفاخري يؤكد التزام المملكة بدورها العالمي بمجال البيئة    اليوم العالمي للتبرع بالدم.. مناسبة لتعزيز الوعي وتكريم المتبرعي    الرقابة النووية : لا يوجد تلوث في محيط محطتي " تطنز " و "أصفهان"    نادي القادسية يشارك في المباراة التذكارية "Trofeo Antonio Puerta" أمام نادي إشبيلية الإسباني    بوبا للرعاية المتكاملة تقدّم نموذجًا متطورًا للرعاية الصحية في موسم الحج 2025    ضبط 9639 مخالفاً للإقامة والعمل خلال أسبوع    التوتر اضطراب طبيعي واستمراره لفترة طويلة دون تدخل يكون ضارًا    ختام استثنائي لموسم التايكوندو.. الشباب يتوّج بكأس الأولمبي وفرق التفوق تُكرَّم في بطولة رؤية 2030    أجواء شديدة الحرارة ورياح مثيرة للغبار على عدة مناطق بالمملكة    ولي العهد يُعزي رئيس وزراء جمهورية الهند في ضحايا حادث تحطم طائرة الركاب الهندية    الأزهر يدين العدوان الإسرائيلي على إيران    إيران : 78 قتيلا و320 جريحا إثر الضربات الإسرائيلية    السعودية وقطر تستضيفان الملحق الآسيوي    خادم الحرمين يوجه وزارة الحج بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين    توصيات طبية: تجنب الشاشات قبل النوم بساعتين لحماية النظر    خادم الحرمين يوجه بتسهيل كافة احتياجات الحجاج الإيرانيين حتى تتهيأ الظروف لعودتهم إلى وطنهم سالمين    توديع حجاج البحرين بهدية خادم الحرمين من المصحف عبر جسر الملك فهد    ضيوف الرحمن و زوّار المسجد النبوي يمكنهم معرفة المواقع الشاغرة في المسجد    أكثر من 1900 حاج يستفيدون من مبادرة المواقع المتنقلة على طريق الهجرة    حرب إسرائيل وإيران.. تراجع في أسواق آسيا والمحيط الهادئ والنفط يقفز 7%    ذبح ومعالجة أكثر من 820 ألف رأس من الأضاحي خلال موسم الحج    «100 قصة من مجتمعنا» تواصل استقبال المشاركات    «إثراء» يعايد زواره بالموسيقى والأداء المبتكر    عائلة الحمد يشكرون المعزين في وفاة فقيدهم الشيخ حمد    المملكة تعزي الهند إثر الحادث الأليم بسقوط طائرة مدنية    نجاح أول عملية تصغير معدة بالمنظار لزارع كلى على مستوى المنطقة    بمتابعة وإشراف أمير منطقة تبوك مدينة الحجاج بمنفذ حالة عمار تودع ضيوف الرحمن بخدمات نوعية    اختتام فعالية ( عيدنا يجمعنا) بحضور أكثر من 8 الاف زائر برأس تنورة    جمعية المودة تواصل تقديم خدماتها ل352 أسرة خلال عيد الأضحى المبارك    أمانة الشرقية تختتم فعاليات عيد الأضحى بفرحة الأهالي والزوار    "قمر الفراولة" ينير سماء الحدود الشمالية في مشهد نادر حتى عام 2043    نجاح الحج بتكامل أمني وتشغيل وطني    الحبشي يحتفي بإصداره "الاستخلاف وعمارة الأرض"    مغادرة أولى رحلات ضيوف الرحمن عبر مطار المدينة    القاضي والفلاتة يحتفلان بزفاف أنس    التفوق ومرتبة الشرف ل غلا عاشور    العقوبات والتخصيب في الميزان.. عراقجي: الاتفاق النووي بين واشنطن وطهران يقترب    الجيش السوداني يبدأ ترتيبات دفاعية لاستعادة "المثلث"    خادم الحرمين في برقية شكر جوابية لوزير الداخلية: سرنا ما رأيناه من حرص وتفان وإتقان لنيل شرف خدمة ضيوف الرحمن    "سدايا" تؤمن سلاسة مغادر ضيوف الرحمن عبر المنافذ    بموجب اتفاق سعودي – هولندي.. 428 مليون ريال استثمارات لتوطين التقنيات البيئية    عادة بسيطة عند النوم قد تؤدي إلى الصلع    97.7 % نسبة رضا الحجاج عن العلاج ب" التجمع الصحي"    حضور عالمي متنامٍ للسياحة في المملكة    هيئة الأفلام تنضم إلى الرابطة الدولية للمحفوظات السمعية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إشراف بن مراد: المملكة كشفت أهمية الثقافة وصناعة الإنسان
نشر في الرياض يوم 12 - 06 - 2025

أدب الطفل.. جسرٌ نحو ذاتي قبل أن يكون جسراً نحو الطفل
تؤكد الروائية التونسية إشراف بن مراد، التي صدر لها عدد من الكتب في أدب الطفل والتربية وقد فازت مؤخرة راويتها «حلم نور» بالجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل 2025 أن المشهد الثقافي السعودي يشهد تحولًا كبيرًا ومتسارعًا في السنوات الأخيرة، خاصة منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، التي عبّرت بوضوح عن التوجه نحو دعم الثقافة والفنون كجزء أساسي من عملية التحول الوطني.
وعن فوزها بالجائزة تقول: لقد كانت الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل في دورتها السادسة عشرة 2025 بالنسبة إليّ أكثر من مجرّد جائزة. فهي، إلى جانب قيمتها الأدبية الرفيعة والمادية، تحمل قيمة نفسية عميقة.
أعتبر فوزي بهذه الجائزة محطة فارقة في مسيرتي الإبداعية. لقد شعرت أن ما أكتبه أصبح معترَفاً به من طرف جائزة ذات مصداقية عالية، سواء من حيث ما تنتجه من أعمال مميزة، أو من حيث أسماء الكتّاب الكبار الذين مرّوا بها فائزين أو محكّمين، من تونس ومن العالم العربي.
وعن اختيارها أدب الطفل تقول إشراف: لم أختر أدب الطفل بقرارٍ واعٍ أو مسبق، فقد كنت آنذاك منشغلة بحياتي العائلية والمهنية، منشغلة بتفاصيل الأمومة والعمل اليومي. ولهذا، يمكنني القول إنَّ أدب الطفل هو من اختارني، وأن الأمومة كانت النافذة الأولى التي انفتحت منها على هذا العالم الساحر.
الكتابة أعادتني أيضًا إلى طفولتي أنا: إلى حكايات جدتي، إلى تلك اللحظات البريئة، إلى الطفل الذي كنتُه يومًا وما زال يسكنني. ومن خلال هذا الرجوع، وجدت في الكتابة للطفل، أو لليافع، سلامًا داخليًا ناعمًا، ساعدني كثيرًا على تجاوز ضغوط الحياة ومخاوفها.
وتؤكد الروائية إشراف بن مراد: أن أدب الطفل بالنسبة لها: هو جسرٌ نحو ذاتي قبل أن يكون جسرًا نحو الطفل، وهو أيضًا معبر بين الواقع والمأمول، بين عوالم الكبار وعوالم الصغار.
أراه فعلًا نضاليًا ناعمًا وذكيًا، يحمل في جوهره مقاومة صامتة، لكنه نشِط في عمقه، هدفه حماية عقل الطفل من التلقين، ومن سطوة الشاشات، ومن تسلل الأفكار الخادعة التي تُخدّر خياله وتطفئ شعلة التساؤل فيه.
الكاتب في أدب الطفل، كما أراه، هو أشبه بمُزارع حكيم، لا يكتفي ببذر الكلمات، بل يحمي الأرض من التصحّر، ويرويها بالمعنى حتى تبقى خضراء، خصبة، وواعدة بالحياة. هذا الأدب هو أيضًا أداة لتعزيز الهوية بكل طبقاتها: اللغوية، الثقافية، التاريخية، والوجدانية.
إنه مشروع ثقافي طويل النفس، لا يسعى إلى صناعة قارئ فحسب، بل إلى صناعة إنسان: طفل يمتلك أدوات الوعي، والذوق، والانتماء، والتأمل.. وفي كلمة واحدة، أقول إن أدب الطفل هو تربية للغد.
وعن الرواية الفائزة تقول إشراف: «حلم نور» هو عنوان الرواية التي شاركتُ بها في الجائزة العربية مصطفى عزوز لأدب الطفل ضمن الدورة 16، والتي نلتُ بها المركز الأول.
هي رواية تخييليّة في ظاهرها، لكنها عميقة في رموزها وأبعادها الإنسانية. بطلتها «نور» هي طفلة من أطفال القمر، تواجه تحديات جسيمة على مستوى علاقاتها الاجتماعية داخل محيطها المدرسي، وأيضًا على مستوى علاقتها بذاتها.
هي طفلة تحلم باللعب والحرية والانطلاق، لكنها تجد نفسها مكبّلة بتحذيرات مستمرة تُفرَض عليها باسم الخوف والحذر والحرص على سلامتها، مما يجعلها تعيش بين الرغبة في الحياة والخشية منها.
تأخذ الرواية القارئ من هذا الواقع المقيّد إلى عالم تخييلي رحب، حين تتعرف نور على صديقتها القمرية لالا، التي تصحبها في رحلة إلى القمر. هناك، تكتشف نور عالمًا متقدمًا ومختلفًا، وتفهم العلاقة العميقة بين القمر والأرض، وتُدرك تأثير التلوث وعقلية الإنسان المدمّرة على البيئة وعلى الأرض والحياة، كما تتأمل في عبثية الحروب ونتائجها.
ورغم سحر القمر وتقدّمه، إلا أن الحنين إلى الأرض سرعان ما يتسلل إلى قلبها. تشتاق إلى بيتها، إلى عائلتها، إلى كوكبها، وتفهم أن الانتماء لا يُقاس براحة الجسد فقط، بل بدفء الروح وحنين القلب.
قدّمتُ هذه الرحلة في الرواية على شكل حلمٍ تختلط فيه حدود الواقع بالخيال، في دعوة واضحة إلى التأمل في قيمة الحلم وأثره في تشكيل الواقع.
الرواية جاءت مزجًا بين الحلم والفن والهوية والانتماء، وربطت الخيال بالحاجة إلى إعادة النظر في واقع أطفال القمر، وما يواجهونه من تحديات نفسية واجتماعية وصحية.
وفيما يخص رؤيتها عن مستقبل أدب الطفل تقول إشراف: أنا بطبعي متفائلة، وأؤمن بأن هناك وعيًا متزايدًا بقيمة أدب الطفل، ورغبةً حقيقية في النهوض به وتطويره. لكن نجاحنا في هذا المسار لا يُقاس بالنوايا وحدها، بل بمدى التزامنا وجديتنا في صناعة قارئ عربي جديد، قادر على الفهم، والتساؤل، والإبداع.
نحن نعيش مرحلة متغيرة بعمق، تفرض علينا أن نُعيد النظر في ما نقدمه للطفل. فالعالم يتطور بسرعة، ومعه تتبدّل أدوات المعرفة، وطرق التعبير.
وعن تطور المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية: مما لا شكّ فيه أن المشهد الثقافي السعودي يشهد تحولًا كبيرًا ومتسارعًا في السنوات الأخيرة، خاصة منذ انطلاق رؤية السعودية 2030، التي عبّرت بوضوح عن التوجه نحو دعم الثقافة والفنون كجزء أساسي من عملية التحول الوطني. ويتجلى هذا التوجه في إنشاء وزارة الثقافة عام 2018، وإطلاق عدد من الهيئات المتخصصة مثل هيئة الأدب والنشر والترجمة، وهيئة المسرح والفنون الأدائية، وهيئة المتاحف وغيرها.
وقد انعكس هذا الدعم بشكل مباشر على الإنتاج الثقافي، حيث شهدنا تطورًا ملحوظًا في الرواية والسينما والمسرح والموسيقى، إلى جانب ازدهار المواهب المحلية من خلال برامج تدريبية، ومنح، ومسابقات متنوعة.
أما على صعيد النشر، فقد برزت دور نشر سعودية جديدة أسهمت في إثراء المحتوى العربي، وأصبح معرض الرياض الدولي للكتاب وكذلك معرض جدة الدولي للكتاب من أبرز الفعاليات الثقافية في المنطقة.
كما أصبحنا نلاحظ انخراطاً متزايداً للمرأة السعودية في مختلف مجالات الإبداع، من الكتابة والإخراج السينمائي إلى الفنون التشكيلية والنشر، إلى جانب دور فاعل للشباب من الجنسين في تشكيل المشهد الثقافي الجديد.
وما يميز هذا التحول أنه يجمع بين الحفاظ على التراث والانفتاح على الحداثة، في توازن يعبّر عن هوية سعودية متجددة. ويمكن القول إن المملكة اليوم تُعيد رسم ملامح هويتها الثقافية، وهذا يكشف عن وعي كبير بأهمية الثقافة في بناء المجتمعات. وإذا استمر هذا الزخم الثقافي الذي يبدو جلياً للمتلقي السعودي والعربي، فإن السعودية تؤكد خطواتها باتجاه التحول إلى مركز ثقافي مؤثر في العالم العربي خلال السنوات المقبلة.
وتختم الروائية التونسية إشراف بن مراد بأمنية: أرجو من الحكومات العربية أن تدعم أدب الطفل ليس فقط بالتمويل، بل عبر سياسات توزيع فعالة ونافذة، ودعم النشر، وتوفير الكتب في المدارس والمكتبات العامة، وتشجيع المبادرات المسرحية والسمعية والبصرية المرتبطة بهذا الأدب. فالطفل القارئ اليوم هو المواطن الواعي غدًا.
أثناء استلامها جائزة حلم ونور


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.