نهنّئ أنفسنا والعالم الإسلامي بنجاح موسم حج هذا العام، الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل الدعم اللامحدود من القيادة السعودية الحكيمة، ونثمن جهود جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، سواءً في القطاعات المدنية أو العسكرية، الذين كانوا سندًا أساسيًا في إنجاح هذا الموسم.. شهد موسم حج هذا العام 1446 نجاحًا كبيرًا، حظي بإشادات واسعة، ما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن. ويأتي هذا النجاح تتويجًا للتخطيط الاستراتيجي والاستعدادات المبكرة التي تقوم بها الجهات المختصة في المملكة، استعدادًا لموسم الحج المقبل، لضمان تقديم أعلى مستويات الخدمات والرعاية. تميزت الجهود بتذليل كل الصعوبات أمام الحجاج، ما جعل أداء المناسك يسيرًا وآمنًا. فقد وُفِّرت خدمات متكاملة وشاملة، بدءًا من النقل والمواصلات، مرورًا بالرعاية الصحية، ووصولًا إلى التنظيم الدقيق لتدفقات الحجاج في المشاعر المقدسة. كما حرصت المملكة على توظيف أحدث التقنيات لتحسين تجربة الحج، مثل إطلاق "بطاقة نسك"، وهي وثيقة تعريفية ذكية تتيح للحجاج الوصول إلى الخدمات المختلفة بسهولة وأمان، ما أسهم في تعزيز كفاءة الخدمات المقدمة. وتُعد المملكة نموذجًا عالميًا في إدارة التجمعات البشرية الكبيرة، حيث تمكنت من تنظيم حركة ملايين الحجاج بسلاسة، مع الحفاظ على أعلى معايير الأمن والسلامة. وهذا النجاح ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج جهود متواصلة وتخطيط دقيق يعكس التزام القيادة السعودية براحة ضيوف الرحمن وسلامتهم. مع نهاية موسم حج هذا العام، بدأت المملكة استعداداتها المبكرة لموسم الحج المقبل، سعيًا لتحقيق المزيد من التطوير والتحسين. وتأتي هذه الاستعدادات في إطار الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- لضمان تقديم أفضل الخدمات. ومن أبرز الإجراءات التي شددت عليها المملكة وساهمت في النجاح الكبير هذا العام حملة "لا حج بل تصريح" التي تهدف إلى تنظيم عملية الحج ومنع التجاوزات، بما يضمن الخدمات المطلوبة بين الحجاج والتزامًا بالشروط الشرعية للحج، خاصةً شرط الاستطاعة. وقد لاقت هذه الحملة ترحيبًا واسعًا، إذ ساهمت في تقليل الازدحام وتحسين جودة الخدمات المقدمة. لا تقتصر جهود المملكة على الجانب التنظيمي فحسب، بل تمتد لتشمل جميع الجوانب الخدمية والإنسانية. فمنذ وصول الحجاج حتى مغادرتهم، تُقدَّم لهم خدمات متكاملة تشمل الإرشاد، والرعاية الطبية، والنقل المريح، والإسكان المناسب. كما تُسخَّر أحدث التقنيات، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، لمراقبة التدفقات البشرية وتسهيل حركة الحجاج. وتحرص المملكة على أن يعود الحجاج إلى ديارهم وهم يحملون ذكريات جميلة عن رحلة روحانية آمنة ومريحة، وهو ما يتجلى في تعابير الفرح والرضا التي تظهر على وجوههم بعد إتمام مناسكهم. تعتبر المملكة خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن شرفًا عظيمًا ومنة من الله تعالى. ومنذ تأسيسها، سخَّرت كل إمكاناتها لخدمة الحجاج والمعتمرين، من خلال بنية تحتية متطورة، وأنظمة أمنية محكمة، وخدمات متكاملة على مدار العام. ولا يمكن حصر جهود المملكة في مجال أو مجالين، إذ أن نظام خدمة الحجاج نظام متكامل يجمع بين الأمن والراحة والخدمات المتميزة، مدعومًا بالخبرات التراكمية والتخطيط الاستراتيجي الفعَّال. نهنئ أنفسنا والعالم الإسلامي بنجاح موسم حج هذا العام، الذي تحقق بفضل الله تعالى، ثم بفضل الدعم اللامحدود من القيادة السعودية الحكيمة. ونثمن جهود جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن، سواءً في القطاعات المدنية أو العسكرية، الذين كانوا سندًا أساسيًا في إنجاح هذا الموسم. نسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين، وأن يمنَّ على المملكة العربية السعودية بالمزيد من التوفيق في خدمة الإسلام والمسلمين. كما نتطلع إلى موسم حج مقبل يحمل المزيد من التميز والنجاح، في ظل الرعاية المستمرة من قيادتنا الرشيدة. حفظ الله المملكة وقادتها، وأدام عليها نعمة الأمن والإيمان، ومن موسم خير إلى موسم خير.. وكل عام وأنتم بخير.