استشهاد 110 فلسطينيين شهد قطاع غزة الليلة الماضية، سلسلة من غارات الاحتلال الدامية التي طالت خيام نازحين ومناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى، وسط اتهامات مباشرة للاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدةالأمريكية بالمساهمة في تفاقم الكارثة الإنسانية. ووفقًا لمصدر طبي في مجمع ناصر، ارتقى خمسة شهداء، بينهم طفلتان، في قصف نفذته طائرة مسيّرة إسرائيلية على خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس. وفي حادثة منفصلة، استُشهد فلسطيني وأُصيب آخرون برصاص جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات قرب جسر وادي غزة، وسط القطاع. كما أسفر إطلاق نار من قبل جنود الاحتلال قرب مركز تابع للشركة الأمريكية لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح عن استشهاد أربعة فلسطينيين وإصابة العشرات. وبالتزامن، أفادت مصادر ميدانية بأن زوارق حربية إسرائيلية أطلقت نيرانًا كثيفة قرب المركز نفسه على الفلسطينيين المجوّعين. وفي وسط القطاع، شنت طائرات الاحتلال غارات متتالية استهدفت مسجد التقوى في بلوك 3 بمخيم البريج، وخيمة تؤوي نازحين في منطقة "أصداء" غرب خان يونس، بالإضافة إلى مخيم النصيرات. وأفادت مصادر محلية بأن طائرة "كواد كوبتر" إسرائيلية أطلقت النار شرقي مدينة غزة، فيما طال قصف مدفعي المناطق الشرقية لأحياء الشجاعية والتفاح. وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تصعيد الهجمات على المجوّعين وما وصفه بالكارثة الإنسانية، متهمًا واشنطن بأنها "شريك رئيسي في جريمة التجويع". وأكد المكتب على أهمية الدور الأممي في إيصال المساعدات، مبدياً الاستعداد الكامل لتأمينها وحمايتها حتى تصل إلى كل المحتاجين. وقال مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، في تصريح صحفي: إن مراكز توزيع المساعدات تحوّلت إلى "كمائن" مفتوحة لاستهداف الفلسطينيين وقنصهم، مؤكدًا أن أكثر من 126 فلسطينيًا استشهدوا منذ بدء العمل بهذه المراكز. واعتبر أن ما يجري هو استخدام منظم للمساعدات كسلاح للتجويع، مطالبًا بملاحقة قانونية للمؤسسات التي أسهمت في هذه النتيجة المأساوية. كما اتهم الاحتلال بمحاولة تضليل العالم عبر تغليف المجاعة بأطر إنسانية زائفة، مؤكدًا أن قطاع غزة بلغ مرحلة متقدمة من المجاعة بفعل هذا المخطط المنهجي. وأضاف أن الآلية الجديدة لتوزيع المساعدات تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، في ظل إدارة تلك المراكز من قبل عسكريين مسلحين، ما يضطر الأهالي إلى المخاطرة بحياتهم في سبيل الحصول على الغذاء. جياع في غزة أُجبروا على الزحف نقلت وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، شهادة ناجي من مجازر المجوّعين في غزة تحدث فيها عن إجبارهم على الزحف للنجاة وسط إطلاق نار كثيف من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مطالبة بالعودة إلى إيصال المساعدات لقطاع غزة عن طريقها. وقالت "الأونروا" عبر حسابها بمنصة "إكس"، الليلة الماضية: "أُجبر أناس جياع على الزحف على الأرض، وسط إطلاق نار كثيف، في محاولة يائسة لتأمين طعام لعائلاتهم، فقط ليجدوا أنفسهم يغامرون بحياتهم ويغادرون دون أن يحصلوا على شيء". وأضافت: "يجب أن نعود إلى إيصال المساعدات بأمان وعلى نطاق واسع إلى جميع سكان غزة، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال الأممالمتحدة، بما في ذلك الأونروا". وأرفقت الوكالة منشورها بشهادة من أحد الناجين الذين توجهوا إلى أحد مراكز توزيع المساعدات برفح جنوبي قطاع غزة، حيث قال: "توجهنا إلى المركز فجرا وانتظرنا الإشارة من قبل الجيش الإسرائيلي للتحرك وكان إطلاق النار لا يتوقف". وأضاف: "زحفنا على الأرض لأكثر من ساعة، وحين توقف إطلاق النار قفز الناس وشرعوا بالركض لكن عاد إطلاق النار وأصيب الكثيرون أثناء الركض.. لم أشهد شيئًا كهذا من قبل". وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن جيش الاحتلال قتل 110 مدنيين وأصاب 583 آخرين بجروح، خلال محاولاتهم الحصول على الغذاء من مراكز "المساعدات الأمريكية - الإسرائيلية" جنوبي القطاع، منذ 27 مايو الماضي. في إحصائية نشرها عبر "تلغرام"، ذكر المكتب، أن 9 أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين، بعد توجههم إلى تلك المراكز التي تحولت إلى نقاط استهداف مباشر للمدنيين الجوعى. الاحتلال يعيق وصول الوقود للمشافي قالت وزارة الصحة بقطاع غزة: إن سلطات الاحتلال تواصل منع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات بحجة أنها تقع في مناطق "حمراء"، ما يُهدّد بتوقفها الكامل عن العمل. وذكرت الصحة في منشور عبر منصة تلغرام، أن مشافي القطاع تعتمد كلياً على المولدات الكهربائية لتزويد الأقسام الحيوية بالطاقة وكميات الوقود المتوفرة داخل المستشفيات تكفي لتشغيلها 3 أيام فقط. وأضافت: "يواصل الاحتلال الإسرائيلي منع المؤسسات الدولية والأممية من الوصول إلى أماكن تخزين الوقود المخصص للمستشفيات في القطاع بحجة أنها تقع في مناطق حمراء". وزادت: "إعاقة وصول إمدادات الوقود إلى المستشفيات يُهدّد بتوقفها الكامل عن العمل". يأتي ذلك في وقت يواصل فيه جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية على القطاع الفلسطيني حيث أنذر عشرات آلاف الفلسطينيين شمال قطاع غزة بإخلاء منازلهم "فورا"، تمهيدا لتنفيذ هجوم. الاحتلال يواصل هدم منازل في مخيم طولكرم لليوم الثالث تواصل جرافات عسكرية إسرائيلية، لليوم الثالث، تنفيذ عمليات هدم واسعة داخل مخيم طولكرم للاجئين شمال الضفة الغربية، في خطوة وُصفت بأنها الأخطر منذ بدء العملية العسكرية المعروفة ب«السور الحديدي». وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال دفعت بفرق هندسية معززة بوحدات راجلة إلى داخل المخيم، وبدأت بتنفيذ المخطط الهندسي الذي أعلن عنه جيش الاحتلال قبل شهرين، ويقضي بهدم 58 بناية سكنية في مخيم طولكرم، و48 بناية أخرى في مخيم نور شمس المجاور. ووفق تقديرات لجنة خدمات مخيم طولكرم، فإن عمليات الهدم الجارية ستطال مئات المنازل، وتهدد مستقبل ما يقارب 1500 فلسطيني بالتهجير القسري. وتأتي هذه العمليات في ذروة أيام العيد، وسط استنكار شعبي واسع، واعتبارها استهدافًا مباشرًا للمدنيين، ورسالة سياسية تتجاوز الأبعاد العسكرية نحو إعادة تشكيل البنية الديمغرافية للمخيمات في شمال الضفة الغربية. ودخل العدوان على مدينة ومخيم طولكرم اليوم الرابع والثلاثين بعد المئة، وفي مخيم نور شمس اليوم العشرين بعد المئة. استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين برصاص الاحتلال في الضفة الغربية استشهد شاب فلسطيني وأصيب آخران، عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي الرصاص الحي صوبهم ببلدة الظاهرية جنوب الخليل، جنوبيالضفة الغربية. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب مصطفى علي طلول (30 عاماً) وهو من بلدة الظاهرية برصاص قوات الاحتلال، وإصابة اثنين آخرين أحدهما بجروح وصفتها بالخطيرة. كما أصيب، الليلة الماضية، شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء مروره بمركبة أجرة في منطقة جبل النصر بمخيم نور شمس، شرق مدينة طولكرم، شمالي الضفة الغربية. وذكرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن "طواقمها تعاملت مع إصابة لشاب بالرصاص الحي في اليد في منطقة جبل النصر، وتم نقله للمستشفى، ووصفت حالته بالمتوسطة". وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس، مما أدى إلى استشهاد نحو ألف فلسطيني، وإصابة 7 آلاف آخرين، واعتقال ما يزيد على 17 ألفاً، وفق معطيات فلسطينية. مستوطنون يسرقون ويعتدون سرق مستوطنون متطرفون، فجر أمس، عددًا من رؤوس الأغنام من حظائر في خربة الطويل شرقي بلدة عقربا جنوب مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، واعتدوا على أصحابها بالضرب ورشهم بغاز الفلفل. ووفقًا لمصادر محلية، استهدف المستوطنون حظائر للمواطن حازم بني جابر، حيث اعتدوا عليه وعلى زوجته خلال عملية السرقة، ما استدعى نقلهما إلى المستشفى لتلقي العلاج. وتأتي هذه الجريمة في سياق سلسلة اعتداءات متصاعدة تنفذها مجموعات المستوطنين بحق السكان وممتلكاتهم، والتي تصاعدت حدتها منذ بداية العدوان على قطاع غزة، وشملت سرقة أغنام من مواقع متعددة في مختلف المحافظات. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون مطالبين باتفاق تبادل أسرى ووقف الحرب تظاهر آلاف الإسرائيليين، الليلة الماضية، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى مع "حماس"، ووقف الحرب المستمرة على قطاع غزة. وجرت التظاهرات في تل أبيب وحيفا والقدس، وجاءت بعد ساعات قليلة من إعلان أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام، أن قوات الجيش الإسرائيلي تحاصر مكاناً يتواجد فيه الأسير متان تسنغاوكر بقطاع غزة، وأكدت أن "العدو لن يتمكن من استعادته حيًّا". وفي تل أبيب، شارك الآلاف بالمظاهرة، وبضمنهم عائلات أسرى إسرائيليين، مندّدين بفشل حكومة بنيامين نتنياهو التوصل لاتفاق يعيد أبناءهم. ورفع المشاركون في التظاهرات لافتات كُتبت عليها شعارات تدعو للتوصّل إلى اتفاق يُعيد الأسرى بشكل فوريّ، وعدم توسيع نطاق الحرب على القطاع، محذرين أن ذلك يشكّل خطراً على حياة أبنائهم. وخلال مشاركتها بتظاهرة تل أبيب، قالت عيناف سنغاوكر، والدة الأسير الإسرائيلي المُحتجز في غزة، متان تسنغاوكر، وهي أحد أبرز وجوه التظاهرات المندّدة باستمرار الحرب على حساب عدم إعادة الأسرى: إن "الضغط العسكري يقترب من متان، ويُعرّضه للخطر المُباشر". وشدّدت على أن "قرار توسيع نطاق الحرب، جاء على حساب حياة متان وحياة جميع الرهائن". وأضافت: "لم أعد أتحمل هذا الكابوس. نتنياهو يُواصل التضحية بالرهائن، ويستخدم الجيش الإسرائيلي ليس لحماية أمن إسرائيل، بل لمواصلة الحرب وحماية حكومته". مؤسسة غزة من جانبها، أعلنت «مؤسسة غزة الإنسانية» أنها تعتزم إعادة فتح أحد مراكز توزيع المساعدات التابع لها في قطاع اليوم. وأغلقت المؤسسة مراكز توزيع المساعدات، السبت، حيث أعلنت أن «حماس» أصدرت تهديدات ضدها. كما أغلقت مراكز توزيع المساعدات التابعة لها أول من أمس لأسباب أمنية، ودعت السكان إلى الابتعاد عن هذه المراكز، بحسب «وكالة الأنباء الألمانية». وأعلنت المؤسسة، في بيان عبر صفحتها على «فيسبوك» بالعربية أنه ستتم إعادة فتح أحد مراكزها في رفح، جنوبيغزة، اليوم الاثنين. ومن ناحية أخرى، طلبت المؤسسة من السكان عدم الاقتراب من المركز قبل ساعات الافتتاح، وإلا فقد لا تتمكن من توزيع الطرود الغذائية. وخففت إسرائيل حصارها المفروض على إيصال المساعدات إلى غزة قبل نحو أسبوعين. وتولت المؤسسة مسؤولية توزيع المساعدات، متجاوزة منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، ومبادرات أخرى. وواجهت المؤسسة انتقادات لتجاوزها شبكات الإغاثة القائمة، فضلاً عن مزاعم تعريضها المدنيين للخطر، وانتهاكها للمعايير المقبولة على نطاق واسع للمساعدات الإنسانية المحايدة. مستشفيات مدمرة مستوطنون يسرقون الأغنام البحث عن غاز الطبخ