في السابع عشر من مايو من كل عام، يحلّ اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم ليُذكّر العالم بخطرٍ صامت يهدد حياة الملايين. وتُحذّر الصحة العالمية من خطورة ارتفاع ضغط الدم في الأوعية الدموية إلى حد (140/90 مليمتر زئبق أو أكثر)، حيث يحمل ذلك في طياته مخاطر جمّة إذا ما تُرك دون تشخيص وعلاج. وتقول الصحة العالمية: "لسوء الحظ، غالبًا ما يمضي المصابون بضغط الدم المرتفع دون أن يشعروا بأي أعراض تحذيرية، وهو ما أكسبه لقب القاتل الصامت المخيف". وتدق الصحة العالمية ناقوس الخطر، أو إنذارًا أحمر بلون الدم لأكثر من 1.28 مليار بالغ حول العالم، حيث تبرز حقيقة صادمة تكشف عن حجم المعاناة التي يتكبدها هذا العدد الضخم، لفئات عمرية تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا، الذين يعانون من هذه الحالة المرضية، وهو رقم ينذر بخطر حقيقي على الصحة العالمية. وتنصح المنظمة الدولية بضرورة الفحص الدوري لكشف هذا العدو الخفي بقياس بسيط لضغط الدم، لذا تبرز أهمية اليوم العالمي كمنصة قوية لتعزيز الوعي بمخاطر ارتفاع ضغط الدم، والتأكيد على ضرورة الدقة في قياسه بشكل دوري، وتسليط الضوء على أهمية السيطرة على الأمراض غير المعدية المرتبطة بهذه الحالة الصحية الخطيرة. ويسعى اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم إلى تحقيق جملة من الأهداف النبيلة، تشكل في مجملها خارطة طريق نحو مجتمع أكثر صحة ووعيًا، من خلال التوعية بأهمية قياس ضغط الدم، لترسيخ ثقافة الفحص الدوري لضغط الدم كإجراء وقائي ضروري لجميع الفئات العمرية، خاصة البالغين. كما يهدف إلى تثقيف المجتمع بأعراض ارتفاع ضغط الدم (رغم ندرتها)، وعلى الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم غالبًا لا يصاحبه أعراض، إلا أن التوعية بالعلامات المحتملة يمكن أن تدفع البعض إلى طلب الفحص المبكر، وكذلك التوعية بأهمية ممارسة نمط حياة صحي، والتركيز على دور التغذية المتوازنة، والابتعاد عن التدخين، والحد من تناول الأملاح، كركائز أساسية في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والسيطرة عليه، إضافة إلى التحفيز على ممارسة الرياضة بانتظام، وتشجيع النشاط البدني المنتظم كجزء لا يتجزأ من نمط الحياة الصحي، الذي يساهم بشكل فعال في خفض مستويات ضغط الدم المرتفع. وتكشف الحقائق المتعلقة بارتفاع ضغط الدم عن حجم التحدي الذي يواجه الصحة العامة العالمية، حيث يُعد ضغط الدم المرتفع سببًا رئيسيًا للوفيات المبكرة في جميع أنحاء العالم، مما يجعله أولوية قصوى في جهود مكافحة الأمراض غير المعدية. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن 46٪ من الأشخاص البالغين المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعلمون بإصابتهم، مما يجعله "قاتلًا صامتًا" حقيقيًا. ويأتي اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم 2025 ليجدد الدعوة إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة وفورية لمواجهة هذا "القاتل الصامت"، بدءًا من زيادة الوعي، وتشجيع الفحص الدوري، وتبني نمط حياة صحي، حيث إنها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الأفراد والمجتمعات والأنظمة الصحية لإنقاذ الأرواح وحماية مستقبل صحة الأجيال القادمة.