في عالم كرة القدم الحديثة، لا مكان للارتجال ولا مساحة للعشوائية، كل نادٍ يطمح للبطولات يبني خططه على عمل مؤسسي، مشروع واضح، وقرارات مدروسة، إلا أن إدارة الهلال -هذا النادي العريق- اختارت طريقًا آخر هذا الموسم، طريقًا عنوانه: "لعلّها تزين"، خسر الهلال مباراة حاسمة أمام النصر في الدوري، نتيجة ثقيلة أنهت آمال الفريق في المنافسة، فاجتمعوا! رئيس، مدرب، مدير رياضي، ولاعب قائد، جلسة مصارحة؟ كلا، جلسة توزيع مسؤوليات، حيث تقرر أن اللاعبين هم من يتحملون "الجزء الأكبر" من التراجع، وكأن المدرب جاء عن طريق "القرعة"، والمدير الرياضي مجرد زائر شرف، صُوّر الأمر وكأن اللاعبين وحدهم سبب الانحدار، متناسين أن التخطيط الفني والإداري الضعيف يتحمل القسط الأكبر من التراجع، كل هذا تم على أمل لعلّها تزين. المدرب جيسوس، وبعد نتائج مخيبة في البطولة الآسيوية، تقرر أن يأخذ إجازة "ليعود بتركيز أكبر"، وكأن تركيزه لم يكن غائبًا منذ بداية الموسم، أو أن المشكلة كانت فقط في ضغط المباريات، قرار غريب، لكن لا بأس لعلّها تزين. ثم جاءت تغريدة الرئيس بعد الهزائم المتتالية، يطالب فيها الجماهير بالدعم، حتى وإن كانت النتائج لا تواكب الطموحات، وكأن الدعم يجب أن يُبنى على الشفقة لا على المنجزات، بل اعترف صراحة بأنهم يرون الفشل ويسعون لمعالجته، بينما الواقع يقول إن العلاج لم يبدأ أصلًا، لكن لا ضير، فكل شيء يُبرر تحت شعار: لعلّها تزين، تغريدة محبطة، متناقضة، لا تعكس سوى حالة الضياع التي يعيشها النادي، لكنها كُتبت بكل أمل: لعلها تزين. وإمعانًا في محاولات "الترقيع"، ولأن السوشال ميديا تطرب للمبادرات، تم توزيع 1000 تذكرة قبل مباراة الشباب، في محاولة لتحفيز الجماهير ونُسبت المبادرة للاعبين، وكأن الجماهير تُشترى بالتذاكر، لا بالأداء والنتائج، أو كأن هذه الحيلة قادرة على ترميم ما تهدّم فنيًا ونفسيًا داخل الفريق، وكل هذا مجددًا في سبيل لعلّها تزين. لكن الحقيقة التي لا تقبل المواربة أن هذا النهج لم يعد صالحًا، فالدوري السعودي اليوم لا يشبه ما كان عليه قبل عقد، المنافسون تطوروا، وأصبحوا يعملون بمهنية واحترافية عالية، بينما الهلال يدار بردود أفعال، وخطط قصيرة الأمد، وأمل خادع بأن الأمور ستتحسن من تلقاء نفسها. الهلال نادٍ كبير، وتاريخه لا يُمس، لكن استمراره في القمة يتطلب إدارة تملك من الكفاءة ما يُوازي طموحات جماهيره، لا إدارة تقف حائرة أمام الفشل وتكتفي بالأمنيات، لا بد من مشروع رياضي حقيقي، يبدأ من مدير رياضي يعرف الفرق بين الدور الفني والدور الإداري، يخطط، يختار، ويقود الفريق نحو منظومة احترافية، لا مجرد متابع للحجوزات وتقارير الانضباط. "لعلّها تزين" كانت تصلح في زمن مضى، أما اليوم فإما أن "تُزينها" بعقلية احترافية ومنهج علمي، أو تتركها لمن يُجيد إدارة نادٍ بحجم الهلال. نقطة الختام: لعلّها تزين؟ لا !! لم تعد تنفع. اليوم نحتاج للقول: "يا تزينها صح... يا تتركها للي يعرف يزينها" !!