غزة.. في غيابة الجب

واصلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على قطاع غزة، لليوم ال 95 على التوالي، باستهداف المربعات السكنية ومراكز الإيواء والمركبات المدنية، موقعا عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.
وشن طيران الاحتلال ومدافع دباباته وزوارقه الحربية، فجر الاثنين، سلسلة غارات وقصفا مكثفا خاصة على محافظات وسط وجنوب القطاع.
وذكرت مصادر صحفية أن 18 شهيداً على الأقل، ارتقوا جرّاء غارات الاحتلال على عدد من المنازل في دير البلح ومحيطها وسط القطاع، خلال الساعات الماضية.
وأفادت المصادر بوصول 8 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى بعد استهداف الاحتلال لمنزل غرب دير البلح، كما ارتقى 4 شهداء جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة عياش.
كما استشهد طفل وأصيب عدد آخر من المواطنين، في قصف "إسرائيلي" لشقة سكنية في دير البلح.
وأوضحت المصادر أن الاحتلال شن غارات عنيفة على مخيم دير البلح، كما أطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيران أسلحتها الرشاشة على ساحل دير البلح، تزامنا مع قصف مدفعي متواصل وسط القطاع.
وشن الاحتلال أحزمة نارية عنيفة في حي المنارة جنوب شرق خانيونس، تزامنا مع اشتباكات ضارية في الحي ذاته، واستهدف قصف مدفعي "إسرائيلي" منطقة قيزان النجار وجورت اللوت بخان يونس.
لا شيء سوى الألم والفقد ولا وقت للحزن
وقصف طيران الاحتلال، الليلة الماضية، عدة مبانٍ في كلية العلوم والتكنولوجيا بحي قيزان النجار جنوبي خانيونس.
وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة استهدفت بلوك (C) شرقي مخيم النصيرات، فيما شهد محيط مدخل قرية المصدر وسط القطاع اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال.
وقال شهود عيان، إن طائرات الاحتلال الحربية شنت حزامًا ناريا وواصلت غاراتها بشكل مكثف على عدة مناطق في خان يونس ورفح جنوب القطاع.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، قد أعلنت في وقت سابق بأن الاحتلال ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة؛ راح ضحيتها 113 شهيدًا و250 إصابة، خلال 24 ساعة.
وأشارت "صحة غزة"، في إيجازها الصحفي حول "الحرب في غزة"، إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي العسكري إلى 22 ألفًا و835 شهيدًا، بالإضافة ل 58 ألفًا و416 إصابة؛ بينها خطيرة، منذ يوم ال 7 من أكتوبر 2023.
10 أطفال يفقدون سيقانهم يومياً
قالت منظمة إنقاذ الطفولة (حقوقية مستقلة)، إن ما لا يقل عن عشرة أطفال يفقدون سيقانهم كل يوم في قطاع غزة الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ الماضي.
وأوضحت المنظمة، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، في بيان لها، أن "تقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تفيد أن "1000 طفل في غزة فقدوا إحدى ساقيهم أو كلتيهما" منذ بداية العدوان الإسرائيلي.
وأضاف البيان، أن معظم العمليات الجراحية التي أجريت للأطفال، تمت دون تخدير. ولفت في هذا السياق إلى عدم توفر الكوادر الطبية والمعدات الطبية في القطاع.
وقال منسق شؤون المنظمة في فلسطين جيسون لي، إن "معاناة الأطفال في هذا الصراع لا يمكن تصورها".
الحرب الأعلى تكلفة
قالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "فشل في تحقيق أهداف الحرب على قطاع غزة رغم دخولها شهرها الرابع، وسط تكلفة اقتصادية قياسية ناهزت 60 مليار دولار".
جاء ذلك، في تقرير موسع للصحيفة، تحت عنوان "الحرب الأعلى كلفة وأهداف إسرائيل لم تتحقق بعد.. صورة للوضع بعد 3 أشهر".
وقال التقرير إنه "وفقا للأرقام المحدثة، ارتفعت تكلفة الحرب بالفعل إلى نحو 217 مليار شيكل (59.35 مليار دولار)، وتشمل التكلفة كلا من الميزانية القتالية للجيش، والمساعدات الواسعة للاقتصاد في جميع المجالات".
وأوضح التقرير أن "تكلفة اليوم القتالي للجيش الإسرائيلي في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بما في ذلك تجنيد 360 ألف جندي احتياط في بداية الحرب، بلغت مليار شيقل (270.35 مليون دولار)".
وأضاف أنه "نظرا للتسريح الجماعي لعشرات الآلاف من الجنود في الأيام الأخيرة، تبلغ التكلفة حاليا 600 مليون شيكل (164.11 مليون دولار) يوميا".
واستمرت "إسرائيل" في دفع مبلغ 300 شيكل (82 دولارا) يوميا حتى نهاية 2024 لكل جندي احتياط تم تجنيده، لافتة إلى أن "هذه المدفوعات وحدها وصلت حتى الآن إلى نحو 9 مليارات شيكل (2.46 مليار دولار)"، وفق الصحيفة العبرية.
ولفت التقرير إلى أن الدعم العالمي ل"إسرائيل" يتضاءل في كل يوم تتواصل فيه الحرب، وقال إن "المنظمات اليسارية المتطرفة، إلى جانب أنصار القضية الفلسطينية، الذين قادوا خطاب التأييد على شبكات التواصل الاجتماعي، تسببوا في اندلاع الكراهية تجاه إسرائيل واليهود حول العالم"، وفق زعم الصحيفة.
10 أطفال يفقدون أرجلهم يومياً
مشروعان استيطانيان جديدان
أعلنت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، الموافقة على المخطط الاستيطاني "وادي السيليكون"، الهادف إلى تدمير المنطقة الصناعية في حي وادي الجوز بالمدينة، إلى جانب المصادقة أيضا على إنشاء مكب نفايات شمال شرق القدس.
ويمتد المشروع الاستيطاني "وادي السيليكون" على طول طريق وادي الجوز وشارع عثمان بن عفان، وسيتم إنشاء أبنية من 8 إلى 14 طابقا على أنقاض المحال التجارية والصناعية في منطقة القدس الصناعية بوادي الجوز.
ويقع المخطط غرب طريق وادي الجوز، وشرق وجنوب شارع ذو النورين، وشمال شارع عثمان بن عفان.
وقال المحامي مهند جبارة مقدم الالتماس ضد المشروع باسم المواطنين المقدسيين المتضررين، إن مخطط "وادي السيليكون كارثي للمقدسيين، ويمس أصحاب المشاغل في المنطقة الصناعية وبحقوق ملكيتهم بالاستيلاء على محالهم، رغم حاجتهم لمساكن ومنطقة صناعية، وليس لمشروع استيطاني يهدف لإزالة منطقة صناعية كاملة للمقدسيين أقيمت أصلا قبل الاحتلال".
وأضاف أن "بلدية الاحتلال في القدس تتحدث عن حي جديد في المدينة، متناسية وجود حي مقدسي عربي بالمكان".
وأوضح أن "تصنيف هذا المخطط لمباني (هاي تك)، يحد من المشاريع السكنية في الأرض الفلسطينية، فالمقدسيون يسمح لهم بالبناء على 10% فقط من مساحة أراضيهم في القدس".
كما أقرت بلدية الاحتلال في القدس، إقامة مكب نفايات على مساحة 109 دونمات في وادٍ قرب العيسوية وعناتا ورأس شحادة شرقي القدس المحتلة، حيث يقيم عشرات آلاف المقدسيين.
وبدأ المخطط عام 2012، حيث كانت البلدية تنوي إقامة المكب على مساحة 520 دونما في ذات المكان، لكن المقدسيين ناضلوا قانونيا على مدار عقد كامل ضد إقامة هذا المكب.
وستبلغ مساحة المكب 350 ألف متر مكعب، وسيلحق أضرارا بيئية بأراضي المقدسيين الخاصة، بعد أن هدم الاحتلال 70 منشأة سكنية وتجارية لتنفيذ هذا المخطط.
اعتقالات وحملات دهم
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، حملات دهم واسعة في عدد من المناطق بالضفة الغربية المحتلة، تركزت في محافظات رام الله والبيرة وقلقيلية ونابلس وبيت لحم، اعتقلت خلالها عددا من المواطنين.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة قبلان جنوب نابلس، وداهمت العديد من المنازل، واعتقلت أكثر من 10 مواطنين، واقتادتهم إلى منزل عائلة الشهيد القائد القسامي عزام الأقرع بعد تحويله إلى ثكنة عسكرية ومركز تحقيق ميداني.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال أفرجت عن بعض المعتقلين بعد أن أخضعتهم للتحقيق الميداني، وأبقت على اعتقال عدد آخر، عرف منهم: عبادة محمود جودة، وخطاب أحمد حسين أزعر.
واندلعت بعد منتصف الليل مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال بعد اقتحامها بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل المضيئة.
واقتحمت قوات الاحتلال منطقة الطور بمدينة نابلس، وتواجدت في عدد من الشوارع، وداهمت عدة بنايات ونفذت فيهما عمليات تفتيش، واقتحمت بلدة عزون شرق قلقيلية، وحاصرت منزلاً وطلبت من أحد الشبان عبر مكبرات الصوت بتسليم نفسه.
واقتحمت قوات الاحتلال مدينة دورا جنوب الخليل، وداهمت منزل الاسير عايد دودين بعد تفجير مدخله، وأجرت عمليات تفتيش وتحطيم لمحتويات المنزل.
وداهمت عدة منازل في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم، واعتقلت شابين.
كما اقتحمت بلدة حوسان غرب بيت لحم، وشنت حملة دهم واسعة، اعتقلت خلالها عددا من المواطنين.
كما داهمت منزل الشهيد شادي شاكر حمامرة، وعاثت فيه خرابا ومزقت يافطة تحمل صورته.