الحمد لله على نعمة العقل والوجدان التي منحها الله للبشر أجمعين ذكوراً وإناثا بعد أن ولدوا من بطون أمهاتهم لا يعرفون شيئا، فمروا بمراحل التنشئة الاجتماعية منذ الطفولة المبكرة والمتأخرة والشباب والرجولة والكهولة؛ ففي هذه المراحل يكوّنون رصيداً من التجارب الاجتماعية التي يعتمد البعض منهم على الموروث الشعبي من عادات وتقاليد البعض قد يلزم العقل الباطني يخرج متى ما أتيحت له الفرصة والوقت المناسبين، كل حسب قدرته وذكائه، فالبعض من الناس وخاصة الذكور قد يفشل في مسيرته الحياتية سواء في دراسته وعمله الوظيفي أو المهني وقد لا يجد من يأخذ بيده من أجل تعديل مسيرته في هذه الوظائف وتنتكس حالته يوما بعد يوم حتى يدخل في دائرة الواقع، وينطوي على نفسه ويبتعد عن أسرته التي قد يشكل خطراً عليها بجريمة هي وغيرها من أفراد المجتمع ويبتعد عن أصحابه لأنه لم يجد من يفهمه ويعرفه وقد ينضم إلى من هو على شاكلته ويهيم على نفسه وقد يتلقفه رفاق السوء يزينون له بعض المواقف المنحرفة من ممارسة وتعاطى المخدرات يهيم في الشوارع والطرقات كما نرى بعض الحالات القليلة في تجمعات الأسواق والمطاعم وخاصة الوجبات السريعة الذين يتفضلون عليه بشرب الماء أو المياه الغازية أو بعض الوجبات دون مقابل، وقد يمد له المساعدة المادية من بعض الأشخاص عندما يشاهدون حالته من ثيابه الرثة وشعره المنكوش، وعندما يخيم عليه الليل ينام عند وتحت أقرب سور أرض فضاء أو عماره تحت الإنشاء وهكذا دواليك، عندما تشرق الشمس، إن هؤلاء الأبناء يعيشون ظرفاً إنسانيا خاصاً وقد يواجه أهاليهم صعوبة في احتوائهم والتعامل معهم؛ لكننا جميعا مطالبون بالتعاون من أجلهم؛ فهم من أبناء جلدتنا وحقهم علينا رعايتهم نفسياً وطبياً واجتماعياً؛ فالدولة - أعزها الله - بقيادة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده متعهما الله بالصحة والعافية، حريصون على رعاية المواطن والمواطنة صغيراً وكبيراً ذكراً أو أنثى أو مسنين؛ وعلى الأسر بذل الجهد والتعاون من أجلهم، فتركهم لأنفسهم دون رعاية أو توجيه مضر لهم، ونسأل الله أن يحفظ الجميع ويمتعنا بالصحة والسعادة والاستقرار النفسي، والله الموفق. * عضو هيئة الصحفيين السعوديين