قال المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، إن منظمات أميركية تتستر بغطاء الجمعيات الخيرية لتوفير الدعم المالي لنشاطات منظمات الإرهاب اليهودي، التي تتخذ من البؤر الاستيطانية وما يسمى المزارع الرعوية ملاذات آمنة لها في حماية جيش الاحتلال. وأوضح المكتب، في تقرير وصل "الرياض" نسخة منه، أن جمعية حقوقية إسرائيلية تدعى "كيرم نابوت" اتّهمت منظمة "هايوفيل - اليوبيل" الأميركية الإنجيلية بتمويل استيلاء مستوطنين في بؤرة "ايش كوديش" على أرض فلسطينية خاصّة في سهل قرية جالود جنوب شرقي نابلس، وتجريفها، وسرقة التراب الأحمر منها، لصالح مستوطني "فتية التلال" الإرهابيين. وكانت منظمة "هيوفيل" التي تعمل كجمعية خيرية في الولاياتالمتحدة، أطلقت حملة لجمع الأموال لزراعة 3 آلاف شجرة حتى نهاية 2022، على أراض فلسطينية صادرها الاحتلال في الضفة الغربية، بعد أن جندت في السنوات ال15 الأخيرة آلاف المتطوعين لزراعة الأشجار في المستوطنات. وأشار التقرير إلى أن هذه المنظمة الإنجيلية المسيحية مسجّلة في الولاياتالمتحدة كمنظمة غير ربحية، تقدم كما تدعي "خدمة ومساعدة إلى المجتمعات الزراعية في إسرائيل"، ما يعني أن جميع التبرعات لهذا المشروع معفاة من أية التزامات ضريبية. وذكر أن هذه المنظمة استولت كما أفاد أهالي قرية جالود على عشرات الدونمات جنوب القرية بالتعاون مع المستوطنين، وأقامت فيها مقرها الرئيس، وهو في حقيقة الأمر بؤرة استيطانية جديدة. وأضاف أن المنظمة تمارس الخداع على نحو محترف، ويكفي أن تنظر إلى شعارها "النجمة السداسية"، التي تتوسط علم الاحتلال، وتحيطها من جهاتها الأربع مختلف أدوات العمل في الزراعة. وتابع أنها تعمل أيضًا بشكل متواصل على تجنيد سياح إنجيليين، معظمهم من الولاياتالمتحدة لمساعدة المستوطنين الأشد إرهابًا في الضفة الغربية بالاستيلاء على الأراضي الزراعية المملوكة للفلسطينيين، كما حدث في قرية بورين بالتعاون مع مستوطني "هار براخا"، مستغلين وجود الحكومة اليمينية لاستباحة أراضي الفلسطينيين بالمنطقة (ج). صناعة صهيونية يمينية ولم يقف دورها على تنفيذ اعتداءات واستيلاء على أراضي الفلسطينيين، فهي تعمل على تنفيذ برامج سياحية للسائحين الأميركيين الذين يتوجهون بدورهم إلى البؤر الاستيطانية، وما يسمى المزارع الرعوية، التي أقامها المستوطنون على أراضي القرى مثل جالود وقصره وبورين. ولفت المكتب الوطني إلى أن هؤلاء السياح يشاركون المستوطنين في الاستيلاء على عشرات الدونمات ويسيجون معهم بؤرًا استيطانية كما هو الحال مع بؤرة "إيش كودش" الاستيطانية، التي توفر ملاذًا آمنًا بحماية قوات الاحتلال لزعران "شبيبة التلال" و"تدفيع الثمن" في خرقٍ واضح وصريح للقانون. ونوه إلى أن "هيوفيل" ليست الوحيدة التي تدعم الاستيطان والمستوطنين، فهناك العديد من الجمعيات الأميركية التي تدعم الاستيطان بمثل هذه الوسائل، فضلًا عن جمعيات أخرى أسترالية وأوروبية تتمتع بإعفاء ضريبي على أساس أنها جمعيات خيرية وترسل مئات ملايين الدولارات بشكل متواصل لنشاطات مختلفة في المستوطنات. وأضاف أن جزءًا من النشاطات التي تموِّلها تستخدم في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، على أن التبرعات، التي تقدمها هذه الجمعيات العاملة في الولاياتالمتحدة ليست بالأمر الجديد. وبين أن مشكلة المواطن الفلسطيني الذي يعاني من الاستيطان ويسعى لتجفيف موارده عبر وسائل ضغط على من يقوم بتمويله من جمعيات أجنبية أغلبها تعمل في الولاياتالمتحدة، لا يقتصر على هذه الجمعيات، التي تدعي أنها جمعيات خيرية، بينما هي بالواقع صناعة صهيونية يمينية متطرفة بالدرجة الأولى. وتابع أنها تمتد لتشمل شركات سياحية تساهم من خلال نشاطاتها غير القانونية في تشجع المستوطنين وتوسيع المستوطنات وجني الأرباح من وراء أعمال تندرج في إطار جرائم الحرب. من جهة أخرى، حذرت اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين، من نية الاحتلال الإسرائيلي السيطرة التدريجية على المسجد الاقصى المبارك من خلال السيطرة على مصلى باب الرحمة، سيما أنها تستهدف هذا المصلى منذ سنوات وتمنع المصلين بالقوة من الصلاة أو التواجد فيه. وأدانت اللجنة في بيان، الاعتداء الذي اقترفته قوات الاحتلال على مصلى باب الرحمة، وما رافق ذلك من تخريب وتحطيم لمحتوياته. وقال رئيس اللجنة رمزي خوري إن تكرار الاعتداءات والاقتحامات لمصلى باب الرحمة الذي يعد جزءا لا يتجزأ من المسجد الأقصى، تأتي في سياق الحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال ومنظمات المستوطنين على المسجد بهدف فرض أمر واقع والسيطرة عليه. وناشدت اللجنة، كنائس العالم والمؤسسات الدولية ذات الاختصاص، إدانة هذه الجرائم والانتهاكات الاحتلالية للمسجد الأقصى وكافة الأماكن والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة. وطالبت باتخاذ مواقف تجاه تلك الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والمواثيق الدولية التي تحرم المس بتلك المقدسات، ومطالبتها الإسهام في توفير الحماية الدولية العاجلة للأماكن الدينية.