حمّلت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينيين، الحكومة الإسرائيلية نتائج التصعيد وتداعياته الخطيرة على ساحة الصراع، مطالبة الإدارة الأميركية بممارسة ضغط حقيقي عليها لوقفه ولجم المستوطنين ومنظماتهم الإرهابية. وطالبت الخارجية في بيان صحفي وصل "الرياض" نسخة منه، الدول التي تنادي بحل الدولتين بالاعتراف الفوري بدولة فلسطين، ودعم الجهود الفلسطينية المبذولة للحصول على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، واتخاذ ما يلزم من إجراءات سياسية وقانونية لحماية هذا الحل، امتثالاً للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ومرجعيات السلام الدولية. ودانت الخارجية انتهاكات قوات الاحتلال ومليشيات المستوطنين وعناصرهم الإرهابية، المسلحة ضد المواطنين الفلسطينيين وأرضهم ومنازلهم ومركباتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم وجرائمهم، واعتبرتها سياسة إسرائيلية استعمارية توسعية وعنصرية، تتنكر لوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة، التي أقرتها الشرعية الدولية، وتندرج في إطار مخططات حكومة الاحتلال الهادفة إلى ضم الضفة الغربيةالمحتلة بما فيها القدسالشرقية، وتكريس فصلها تماماً عن قطاع غزة، وتدفيع الشعب الفلسطيني أثماناً سياسية باهظة على المستوى السياسي، وتعميق سياسة "تدفيع الثمن" على المستويَين الحياتي والميداني، في محاولة لكسر إرادة الصمود والدفاع عن النفس لدى الشعب الفلسطيني. وقالت: إن الهدف الأساس من التصعيد الحاصل في الانتهاكات والجرائم، الذي بات يسيطر على مشهد حياة المواطن الفلسطيني، هو منع تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض كما يتفاخر بذلك أركان الائتلاف الإسرائيلي اليميني الحاكم، وكما عبر عنه عضو الكنيست الإسرائيلية عن حزب "الصهيونية الدينية" المتطرف تسفي سكوت. خطوات تصعيدية شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية، حملة اقتحامات وتفتيشات في مناطق مختلفة بالضفة الغربيةالمحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين، حيث عملت قوات الاحتلال على أخذ قياسات منزلي منفذي عملية إطلاق النار، التي نفذت قرب مستوطنة "كريات أربع" في الخليل. وأفادت مؤسسات تعنى بشؤون الأسرى، بأن قوات الاحتلال شنت حملة اقتحامات واسعة بالضفة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق، وكذلك تم مداهمة عشرات المنازل وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية، فيما اعتقلت عددا من الفلسطينيين، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بزعم الضلوع في أعمال مقاومة شعبية. واقتحمت قوات الاحتلال منزلي منفذي عملية الخليل من عائلة الشنتير في خلة مناع في مدينة الخليل، حيث أخذت القياسات للمنزلين تمهيدا لهدمهما. وقالت المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان مقتضب إن "قوات الأمن قامت الليلة الماضية بالعمل داخل مدينة الخليل لإحباط "الإرهاب" ولاستجواب مشتبه فيهم، بالإضافة إلى أعمال تمشيط ومسح هندسي لمنزلي منفذي عملية إطلاق النار على شارع 60 بالقرب من مستوطنة كريات أربع". وخلال عملية المسح الهندسي للمنزلين، اندلعت مواجهات خلالها تم رشق قوات الاحتلال بالحجارة وإطلاق الألعاب النارية، وإلقاء الزجاجات الحارقة على الجنود، دون وقوع إصابات في صفوف القوات المقتحمة للخليل، بحسب ما ورد في بيان المتحدث العسكري. واقتحمت قوات الاحتلال بلدات جبع واليامون، وسيلة الظهر في مدينة جنين وشنت حملة مداهمات في تلك المناطق لمنازل الفلسطينيين، من بينها منزل الأسير والقيادي في حركة حماس نزيه أبو عون واعتقلت نجله، ومنزل الأسير المحرر والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي ماهر الأخرس قبل أن تعتقله. كما اعتقلت القيادي في حركة الجهاد الإسلامي صادق أبو الخير عقب اقتحام منزله في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، ومأمون محمد فريحات من بلدة اليامون غرب جنين، وذلك بعد مداهمة منازل ذويهم وتفتيشها، فيما استولت على مركبة من نوع "كادي" تعود للأسير أحمد نمر ملايشة. ودارت مواجهات واشتباكات عنيفة بين الشبان ومسلحين مع قوات الاحتلال، حيث تم استهداف جيبات وآليات الاحتلال بالعبوات محلية الصنع والقنابل الحارقة وصليات الرصاص. ومن محافظة نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال 4 فلسطينيين، خلال مداهمات في عدة مناطق بالمحافظة. وأفاد نادي الأسير بأن قوات الاحتلال اعتقلت المربي بلال اشتية والد الأسيرين معاذ ومالك اشتية، بعد مداهمة منزله في بلدة تل، والأسير المحرر إبراهيم دغلس، من منزله ببلدة برقة. كما اقتحمت بلدة بيتا جنوب نابلس، وداهمت عددا من المنازل والمحال التجارية من بينها منزل الطبيب شهيد معلا، الذي اعتقل قبل يومين، ونفذت فيها عمليات تفتيش وعبثت بمحتوياتها وصادرت تسجيلات كاميرات المراقبة. ومن محافظة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان من طولكرم وصيدا، بينهم أسير محرر ومصاب. يأتي ذلك في وقت يواصل فيه الأسرى الإداريون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، خطواتهم الاحتجاجية وبرنامجهم النضالي، رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري والانتهاكات المتواصلة بحقهم من قبل إدارة السجان. واستكمالاً للخطوات السابقة، أقرَّت لجنة المعتقلين الإداريين في سجن "عوفر" برنامجاً نضالياً، يتمثل في العصيان ورفض قوانين إدارة السجن، وعرقلة نظام الحياة الاعتقالي اليومي. وذكرت اللجنة، وهي منبثقة عن لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، أن هذه الخطوات الاحتجاجية ستنفذ يومياً على مدار أسبوع، استناداً للبرنامج الذي تم إقراراه. وستتصاعد هذه الخطوات لتشمل الأسرى الإداريين في كافة سجون الاحتلال، وفقاً لما أعلنت عنه لجنة المعتقلين الإداريين سابقاً، إلى جانب استمرار العشرات من المعتقلين بمقاطعة محاكم الاحتلال وهي الأداة الأبرز في سياق مواجهة جريمة الاعتقال الإداريّ. في غضون ذلك، يواصل سبعة أسرى إداريين إضرابهم عن الطعام، وأقدمهم الأسيران كايد الفسفوس من مدينة دورا، وسلطان الخلوف من بلدة برقين/ جنين، وذلك لليوم ال(18) على التوالي. ويخوض المعتقل الإداري أسامة دقروق من سلفيت، إضراباً عن الطعام منذ 14 يومًا، إضافة إلى أربعة معتقلين آخرين في زنازين (ريمون) منذ 11 يومًا . ونقلت سلطات الاحتلال، الأسيرين الإداريين المضربين عن الطعام زهدي طلال ومحمد زكارنه "من سجن رامون الى سجن نفحة". ويتجاوز عدد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال، "1200" معتقل إداري، وتشكل تقريبًا ربع الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الصهيونية. جموع غفيرة تحمل جثمان أحد الشهداء (د ب أ)