تراجعت مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة الإماراتي إلى أدنى مستوى لها في ثلاثة أسابيع في 7 أغسطس بعد انخفاض نواتج التقطير المتوسطة مثل وقود الطائرات والديزل بنسبة 17 % مقارنة بالأسبوع السابق لتصل إلى 2.199 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ 27 فبراير، وفقًا لمصادر "الرياض"، المستندة على بيانات من منطقة صناعة نفط الفجيرة، أمس الأربعاء 9 أغسطس، في وقت يتنافس سوق الوقود في الشرق الأوسط في الطلب على التكرير والمعالجة بقيادة السعودية، بزعامة عملاقة الطاقة وأكبر منتج ومصدر للنفط الخام في العالم، وأكبر منتج للتكرير والبتروكيميائيات في مختلف أقاليم العام. وأظهرت البيانات، أن إجمالي المخزونات انخفض 6.1 % على مدار الأسبوع و10 % منذ نهاية 2022 إلى 18.516 مليون برميل اعتبارًا من 7 أغسطس، وهو أدنى مستوى منذ 17 يوليو. وعلى مدار الأسبوع، بينما انخفضت مخزونات نواتج التقطير المتوسطة للأسبوع الخامس على التوالي، وهو أعلى مستوى على الإطلاق منذ أن بدأت ستاندرد آند بي جلوبال في تجميع البيانات في عام 2017، ارتفعت نواتج التقطير الخفيفة مثل البنزين والنفتا بنسبة 0.8 % إلى 7.642 مليون برميل، مسجلة بذلك ثالث مكسب أسبوعي على التوالي. وانخفضت مخزونات نواتج التقطير الثقيلة، المستخدمة كزيت وقود لتوليد الطاقة والشحن، بنسبة 8.6 % خلال الأسبوع إلى 8.675 مليون برميل، وهو أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع. وبلغ متوسط صادرات المنتجات النفطية، باستثناء زيت الوقود من الفجيرة، في المتوسط 538 ألف برميل في اليوم في يوليو، وهو أدنى مستوى في شهرين، وفقًا لبيانات ستاندرد آند بورز العالمية للسلع عبر البحار. وأظهرت البيانات أن سنغافورة كانت الوجهة الأولى عند 159 ألف برميل في اليوم، تليها ماليزيا عند 106 آلاف برميل في اليوم. وبلغ متوسط صادرات زيت الوقود 222 ألف برميل في اليوم في يوليو، وهو أكبر رقم منذ نوفمبر. وأظهرت البيانات أن مصر، التي استلمت أول شحنة من هذا النوع منذ نوفمبر من الفجيرة، كانت أكبر متلقٍ لزيت الوقود عند 41 ألف برميل يوميا، ولشهر أغسطس، من المقرر أن تحصل الدولة بالفعل على 60 ألف برميل في اليوم من زيت الوقود من ميناء الإمارات العربية المتحدة. وقال متعاملون إن الطلب على وقود السفن في الميناء تحسن في الأسابيع الأخيرة، مع اتساع علاوات زيت الوقود منخفض الكبريت، وأظهرت البيانات أن علاوة الوقود البحري التي تم تقييمها في الفجيرة ارتفعت بنسبة 0.5 % على علاوة الوقود البحري القياسي في سنغافورة بنسبة 0.5 % إلى 0.5 % من الكبريت إلى متوسط 6.75 دولار / طن متري خلال الفترة من 1 إلى 8 أغسطس من 5.47 دولار / طن متري لشهر يوليو. ومع ذلك، نظرًا لتحسن توافر شحنات زيت الوقود منخفض الكبريت، للتزود بالوقود مؤخرًا، فقد ساعد في تقليل فترات التسليم إلى أقل من يومين، على حد قول موردي الوقود، وتم تفريغ شحنة زيت الوقود منخفض الكبريت بحوالي 447000 برميل، مصدرها مصفاة الزور الكويتية، في الفجيرة في 7 أغسطس، مما يعكس أول شحنة من هذا النوع منذ 29 مايو، وفقًا لبيانات متتبع الشحن، كبلر. لكن، قال متعاملون إن إمدادات زيت الوقود مرتفع الكبريت لا تزال وفيرة، مضيفين أن الموردين حريصون على نقل الشحنات، وقال مورد وقود في الفجيرة "الطلب ليس سيئا لكن المنافسة شديدة للغاية، وفي بعض الأحيان، ظلت مستويات التثبيت التي تم تسليمها أقل بكثير من مستويات الشحن السابقة". وانخفض تقييم شحن 380000 برميل من زيت الوقود مرتفع الكبريت الذي تم تسليمه من الفجيرة على ظهر سفينة 3.5 % في الخليج العربي إلى 2.50 دولار / طن متري في 4 أغسطس، وهو أدنى مستوى في أكثر من ثمانية أشهر، قبل أن يرتفع إلى 4.09 دولار / طن متري في 8 أغسطس، وفقا لبيانات ستاندرد آند بورز العالمية. وانخفضت مخزونات نواتج التقطير الوسطى في الفجيرة بنسبة 29 % حتى الآن في عام 2023. وعلى الرغم من ارتفاع نواتج التقطير الخفيفة بنسبة 2.3 %، فقد انخفضت نواتج التقطير الثقيلة بنسبة 14 % خلال نفس الفترة. إلى ذلك في صعيد متصل، يرى مركز الفجيرة منافسة شديدة مع تطور سوق الوقود في الشرق الأوسط، حيث قال المشاركون في السوق إن سوق التكرير والمعالجة المتطور تدريجيًا في جميع أنحاء الشرق الأوسط مع المزيد من خيارات التزود بالوقود، قد يشكل تحديات على المدى الطويل في مركز التزويد بالوقود في الإمارات بالفجيرة، مضيفين أن المنافسة المتزايدة بين اللاعبين المحليين تقضي على مكانة الفجيرة كمركز وقود. وقال متعاملون إن ظهور خيارات بديلة لإعادة التزود بالوقود في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء الشرق الأوسط والنمو الأخير في نشاط التزويد بالوقود خارج حدود الموانئ قبالة سواحل الفجيرة يمكن أن يشكل مزيدًا من الضغط الهبوطي على سوق الفجيرة، في حين أن الرياح المعاكسة للاقتصاد الكلي أثرت أيضًا على الطلب على الوقود. وقال أحد موردي الوقود في الفجيرة منذ فبراير تباطأ الطلب على زيت الوقود منخفض الكبريت الذي انخفض بمعدل 5 % - 10 % تقريبًا على أساس شهري خلال الأشهر القليلة الماضية. ولعب تباطؤ الاقتصاد الكلي العالمي دورًا أيضًا، كما قال أحد موردي الوقود في الفجيرة، في حين ظلت المخزونات وفيرة إلى حد كبير طوال الوقت. وبلغ إجمالي مبيعات الوقود في الفجيرة 3.617 مليون متر مكعب في الأشهر الستة الأولى من عام 2023، بانخفاض 10.5 % من يناير إلى يونيو 2022 و9 % أقل من نفس الفترة من عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، تراجعت أحجام مبيعات الوقود في الفجيرة لعام 2022 بنسبة 1.5 % من عام 2021 لتصل إلى 8.109 مليون متر مكعب، حسبما أظهرت بيانات ستاندرد آند بي العالمية لمبيعات الوقود منذ عام 2021. وقال تاجر مقيم في الفجيرة "إن مدينتي ينبعوجدة السعوديتين لديهما تاريخ من الإمداد بالوقود لكن هناك حاجة لمزيد من الوقت لإثبات أنهما منافس جاد، بينما لا تزال عمليات التزويد بالوقود في عمان في مراحل التطوير وقد تكون أكثر نشاطا على المدى الطويل". وقالت مصادر في السوق إن أحد موردي الوقود المرخص لهم في الفجيرة نقل بارجة إلى ميناء ينبع السعودي لتزويده بالوقود، وقال تاجر مقيم في الإمارات العربية المتحدة: "سوق الوقود في عمان مهيأ لنمو مطرد على المدى الطويل، مع وجود استراتيجيات بالفعل لتطوير البنى التحتية، مثل التخزين والصنادل، ويمكن أن تبيع ما يصل إلى حوالي 20 ألف طن من وقود السفن في ظل ظروف طلب صحية". وأضاف التاجر أن المنافسة الإقليمية في الشرق الأوسط ستصبح بالتأكيد عاملاً رئيسا. وتتطلب محطة وقود موثوقة تطوير العديد من البنى التحتية الأخرى، وهذا يستهلك الوقت والاستثمارات والالتزامات، ووفقًا لمشاركين في السوق، فإن الموردين المتمركزين في ميناء الشارقة القريب في خورفكان هم على الأرجح المنافسون الأكبر لطلب الفجيرة، جنبًا إلى جنب مع المنافسة الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط. كما أشار التجار إلى أن "الرقابة التنظيمية" حول خورفكان تعتبر أقل صرامة مقارنة بمحور الفجيرة، وهذا يعني أن شحنات زيت الوقود ذات الأصول الخاضعة للعقوبات من المرجح أن تجد طريقها إلى المخازن العائمة الواقعة على طول هذه الموانئ المجاورة. وبالتالي، بدلاً من محاولة الحصول على تراخيص التزويد بالوقود لتوفير الإمدادات في ميناء الفجيرة، يفضل بعض اللاعبين إنشاء خيارات للتزود بالوقود في خورفكان بدلاً من ذلك، بهدف تحويل الطلب على الوقود عن الفجيرة، حسبما أضاف التجار. وقال مورد وقود آخر: "على الرغم من أن بعض مالكي السفن قلقون بشأن أصول شحنات زيت الوقود في الشرق الأوسط، إلا أن التحركات خارج حدود الموانئ آخذة في الازدياد وهي المكان الذي يتوفر فيه الوقود الأرخص". وقال مورد وقود آخر في الفجيرة: "بعض التجار يبيعون بقوة، بل إنهم يقبلون عروض منخفضة من المشترين. وإنهم يستحوذون على جميع الاستفسارات تقريبًا، ونحن غير قادرين على متابعة الأسعار التنافسية"، وقال أول مورد للوقود "هناك بعض الموردين الذين يديرون أيضا صنادل تبديل بين الفجيرة وخورفكان أيضا".
