تعد الكلمة التي تحتوي على معاني الإنسانية، وكمال الأخلاق وغاية الفضل والجود والكرم فمن توشحها كانت له الظل الظليل حيث يتنسم من شذاها ويعيش معها وبها فيتشرب معانيها السامية ويعي حدودها ويعمل بها فهي خلق الكرام وأروع ما يتحلى به الرجال الفضلاء وشيم العقلاء التي تكتمل بها إنسانية الإنسان ومكارم الأخلاق إنها «المروءة» وقد جاء في لسان العرب «إن المروءة هي كمال الرجولة، والمروءة هي الإنسانية». إن المروءة هي ركن ركين في قوام الأخلاق، وقد سئل سفيان بن عيينه عن المروءة فقال: هي الإنصاف من نفسك، والتفضل على غيرك، ألم تسمع قول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان) النحل الآية 90، فالمروءة لا تتم إلا بهما وهما العدل والإحسان فالعدل هو الإنصاف والإحسان هو التفضل. لا شك أن المروءة هي خلق رفيع وهي لب الإنسانية وصدق اللسان وبذل المعروف وكف الأذى وكمال الرجولة ولعلي عزيزي القارئ الكريم أورد لك في سياق مقالي هذا ما ورد في قصة سيدنا موسى عليه السلام والتي وردت في كتاب الله الكريم ولعل لنا بها أسوة حسنة في ما يخص خصلتي الشهامة والمروءة قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) القصص: 23- 24. إن من تمام المروءة أن يتناسى المرء ما له ويتذكر ما عليه وأن يستكبر الإساءة منه ويستصغرها من غيره، فليس من المروءة أن يكذب الفرد ويظلم ويحقد ويحسد غيره، وعلى العكس تماماً فإن التضحية هي بمثابة جوهر المروءة وهي أن تصنع السعادة وتزرعها بين البشر وأن تجعل اهتمامك دائماً بالخير والبر والصلة وقول الحق والصدق فهي الأساس القويم للمروءة، وهي من الآداب الحسنة والأخلاق العالية، والتي يجب أن تقوى بها النفس البشرية وتعودها على مبدأ الأفعال الجميلة وأن يعمل الفرد منا على الأخذ بخصال الأخلاق الحميدة وترك رديها، وهي من الأفعال والأخلاق التي تقبلها النفوس السليمة، وهي ما تعد بميزان الرجولة، ورجاحة العقل. وقفة: «أحسن المروءة حفظ الود».