أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور نايف الحجرف، على ضرورة معالجة التحديات التي تواجه صناعة الحديد ليضطلع القطاع بدوره في تنمية اقتصادات دول المجلس، معتبراً أن المؤتمر يمثل منصة مهمة للمستثمرين في صناعة الحديد والصلب ورجال الأعمال، وفرصة للاطلاع على جهود المملكة في دعم هذا القطاع، مضيفاً أن جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية أدتا إلى انقطاع سلاسل الإمداد وتضرر الاقتصاد العالمي إضافة لأزمة الطاقة. جاء ذلك خلال المؤتمر السعودي الدولي للحديد والصلب بالرياض حيث جرى عقد 5 جلسات عمل تناولت آفاق ومستقبل هذه الصناعة في التنمية الصناعية والاقتصادية والعمرانية. وأضاف الحجرف، أن دول مجلس التعاون تتبنى التعاون والتكامل الإقليمي والدولي لمواجهة هذه التحديات، واستطاعت تقديم نموذج للتعاون والتكامل وفق رؤية قادتها، مشيراً لبروز مجالات جديدة كالحديد والصلب تساهم في تحقيق التنوع الاقتصادي، موضحا، أن قيمة الاستثمار الرأسمالي لدول المجلس في الصناعات التحويلية بلغت 410 مليارات دولار عام 2020، وأعطت قيمة مضافة للاقتصادات الخليجية 150 مليار دولار في العام نفسه، كما أنه ومنذ صدور بيان العلا لقمة قادة دول المجلس في العلا بالسعودية ودول المجلس تعمل على إنجاز الرؤى الاقتصادية لتحقيق التنوع الاقتصادي. من جهته استعرض نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة الزامل، جهود الوزارة في العمل على 3 مجالات استراتيجية لدعم صناعة الحديد والصلب، عبر المحتوى المحلي، والصادرات، وبيئة الاستثمار، كما قام فريق مختص بالوزارة في وضع خطة إصلاح قامت بتحديد 16 سياسة. وأضاف، أن المملكة كما كانت رائدة في الصناعات البتروكيماوية، فإن تميزها في صناعة الحديد والصلب ليس بعيداً، وأن المشاريع الضخمة بالمملكة تفرض تطوير هذه الصناعة، وشركة سابك وأمثالها استثمرت الكثير في تطوير قدراتها في هذه الصناعة. وقال الزامل، لا يوجد سبب يمنع أن تصبح المملكة لاعباً رئيساً في صناعة الحديد والصلب في المستقبل، كما كانت رائدة في صناعة البتروكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي، ونحن على ثقة في أن تكون رائدة كذلك في صناعة الحديد والصلب في دول المجلس. إلى ذلك قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون التعدين المهندس خالد المديفر، إن صناعة الحديد تعد أكبر منتج عالمي من حيث القيمة وأن المملكة تعمل بشكل جاد على تحييد الانبعاثات الكربونية في هذه الصناعة، باعتبار أن المملكة تحتل المرتبة العشرين عالمياً في إنتاج الحديد والصلب، والخامسة في إنتاج حديد التسليح، فيما تشهد السوق السعودية تناميا كبيرا في الطلب، وقال، المملكة تجاوزت مرحلة الانطلاق في رؤية 2030، للدخول في مشاريع عملاقة مثل نيوم وصناعات كبرى، واستراتيجية الهيدروكربون وغيرها من المشاريع العملاقة التي تحتاج كلها إلى صناعة الحديد والصلب. وأضاف المديفر، أن الوزارة قامت بإنشاء المركز الصناعي الوطني، وتأسيس 41 مبادرة لصناعة الحديد لجذب الاستثمارات الأجنبية في هذه الصناعة، للوصول لمضاعفة القدرات الإنتاجية وتقليل الواردات إلى 4 مليارات ريال، مؤكداً أن المملكة نجحت في تجاوز تحديات صناعة حديد التسليح، والطلب إيجابي، متوقعاً تضاعفه من 12 مليار ريال إلى 20 ملياراً، في ظل تغييرات كبرى في صناعات الحديد المسسطح ومنتجات إعادة الدرفلة، مؤكدا، أن رؤية المملكة 2030 استهدفت أن تكون صناعات التنقيب والتعدين في المرتبة الثالثة بعد النفط والغاز، وتركز على سلاسل إمداد آمنة من الاستكشاف إلى إعادة التدوير. وشهد المؤتمر خلال يومه الثاني نشاطاً مكثفاً من البحث والنقاش المعمق عبر أربع جلسات علمية بمشاركة المتحدثين الحكوميين والمديرين التنفيذيين لشركات كبرى في مجال صناعات الحديد والصلب، وتركزت المناقشات حول واقع الصناعة السعودية والخيارات المطروحة لدعمها، إضافة إلى البعدين الإقليمي والدولي لتطورات هذه الصناعة واتجاهاتها المستقبلية، وتناولت الجلسة الثانية للمؤتمر، وضع سوق الحديد والصلب بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما تناولت الجلسة الثالثة "مغيّرو قواعد اللعبة في سوق الحديد والصلب العالمية، أما الجلسة الرابعة والأخيرة بعنوان، سلاسل الإمداد والطاقة والمواد الخام" والتي تطرقت للأزمة التي واجهت سلاسل الإمداد والتوريد للمواد الخام، إضافة لأزمة الطاقة، والتي نجمت عن جائحة كورونا في عامي 2020، و2021، ثم ما أحدثته الحرب الروسية الأوكرانية من تأثير سلبي على صناعة الحديد.