يصارع الطلب على البتروكيميائيات جملة تحديات جديدة في ظل التشاؤم حيال فرص نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع تكلفة الاقتراض ومعدلات التضخم مما يؤثر على الاستهلاك. ومن المتوقع أن يؤدي استمرار أزمة أسعار الطاقة والمخاطر الجيوسياسية وإغلاق المصانع عالميا إلى بقاء أسعار المنتجات عند مستويات عالية على المدى القريب إلى المتوسط، بحسب تقرير الجزيرة كابيتال الشهري ليونيو. في هذا المشهد، يُرى أن شركات البتروكيميائيات السعودية لا زالت تملك ميزة تنافسية في الحصول على المواد الأولية بأسعار تفضيلية. ومن المتوقع أن يحقق قطاع البتروكيميائيات السعودي نموا في صافي الربح خلال العام 2022 بمعدل من رقم واحد منخفض. بالتالي، يتوقع أن تتمكن الشركات المختارة من تحقيق عوائد جيدة للمستثمر بدعم من منتجاتها المواتية وتقييماتها الجاذبة. وأوصت الجزيرة كابيتال بزيادة المراكز لسهم سابك وينساب وسبكيم. في وقت، تجدد الآمال بتعافي الاقتصاد العالمي من جائحة فيروس كورونا في مواجهة ارتفاع المخاوف حول النمو الاقتصادي العالمي. وبعد تخفيف قيود احتواء فيروس كورونا عالميا ورفع عمليات الإغلاق الصارمة في الصين وخطط التحفيز الاقتصادي، اتجه التركيز إلى حل مشاكل سلاسل الإمداد وتحسين تكاليف الشحن، الأمر الذي يجدد الآمال لصناعة البتروكيميائيات. في المقابل، تأثرت عملية التعافي بسبب انعكاس التوترات الجيوسياسية من الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على التضخم، بالإضافة لضعف توقعات النمو الاقتصادي العالمي. وخفض كل من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من توقعاتهم لنمو الاقتصاد العالمي. كما اتجهت البنوك المركزية حول العالم إلى تشديد السياسة النقدية، الأمر الذي قد يؤثر على الاستهلاك العالمي. وتشير التوقعات بتحقيق قطاع البتروكيميائيات السعودي نمو في صافي ربح العام 2022 بمعدل من رقم واحد منخفض. ويتوقع ارتفاع إجمالي مبيعات شركات البتروكيميائيات تحت تغطية الجزيرة كابيتال، خلال العام 2022 بمعدل 12,0 % عن العام السابق إلى 248,0 مليار ريال، مقابل 221,3 مليار ريال في 2021، بدعم من ارتفاع أسعار المنتجات. من جانب آخر، يتوقع انكماش هامش إجمالي الربح للعام 2022 إلى 30,8 % من 32,1 % في العام السابق، وذلك بسبب ارتفاع أسعار المواد الأولية نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام. بذلك، يتوقع أن يصل صافي ربح القطاع للعام 2022 إلى 39,4 مليار ريال، بنمو 3,6 % عن العام السابق. ومن المرجح تحسن متوسط عائد توزيعات الأرباح للقطاع خلال 2022 إلى 3.3 % مقابل 2.7 % في 2021. ويستطيع المستثمرون الراغبون بتحقيق أرباح اختيار أسهم كل من ينساب بعائد 6.0 %، وسبكيم بعائد 4.9 % وسابك بعائد 4.5 % والمتقدمة بعائد 4.3 %. والتوصية "محايدة" للقطاع ككل مع معنويات إيجابية لشركات مختارة. وقالت الجزيرة كابيتال "نظرتنا العامة لقطاع البتروكيميائيات السعودي محايدة، بينما نفضل أسهم بعض الشركات التي توفر فرص كبيرة بسبب التوقعات الإيجابية لمنتجاتها وميزات حصولها على المواد الأولية وقوة المركز المالي وقدرتها على توزيع الأرباح". ويرى البنك وفقا للعوامل السابقة، بالتوصية بزيادة المراكز لأسهم كل من سابك وينساب وسبكيم، بينما يوصي بالحياد لأسهم كل من سابك للمغذيات الزراعية وكيان السعودية والمتقدمة والتصنيع. وكانت التوقعات بتعافي الاقتصاد العالمي في عام 2022 بعد عامين من الجائحة، لكن استمرار مشاكل سلاسل التوريد وارتفاع أسعار الوقود بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وارتفاع مستويات التضخم ورفع البنوك المركزية أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم أثر على النمو الاقتصادي، حيث خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لعام 2022 للناتج المحلي الإجمالي العالمي بمقدار 80 نقطة أساس إلى 3.6 % في أبريل 2022. وحول أسعار أهم المنتجات البتروكيميائية للعام الجاري فقد بلغ سعر البولي إيثيلين عالي الكثافة 1152 دولارا، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة 1446 دولارا للطن، والبولي بروبيلين 1116 دولارا للطن، واليوريا 681 دولارا للطن والميثانول 349 دولارا للطن، وجلايكول الإيثيلين الأحادي 646 دولارا للطن، والبولي كاربونات 2665 دولارا للطن، وخلات الفينيل الأحادي 2190 دولارا للطن، وميثيل ثالثي بوتيل الإيثيلين 1133 دولارا للطن، والكلوريد متعدد الفاينيل 1245 دولارا للطن. ومن المتوقع تخفيض أكبر للتوصية وفقا لصندوق النقد الدولي. وخفض كل من البنك الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية توقعاتهما مؤخرا للنمو العالمي لعام 2022 بنسب 2.9 % و3.0 % على التوالي. ومن المرجح أن يؤثر تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع معدل التضخم سلبيا على الاستهلاك العالمي للبتروكيميائيات، لكن سيؤدي استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والمخاطر الجيوسياسية إلى بقاء مشاكل الإمداد في ظل أسعار المواد الأولية المرتفعة وإغلاق بعض الطاقات عالمياً مما قد يؤدي إلى ارتفاع متوسط معظم أسعار المنتجات على المدى القريب إلى المتوسط عن العامين 2020 و2021. شركات البتروكيميائيات السعودية لا زالت تملك ميزة تنافسية في الحصول على المواد الأولية بأسعار تفضيلية