مرة أخرى يحاول السيد بايدن وبالتعاون مع وكالة الطاقة الدولية لضخ المزيد من النفط الاحتياطي لتهدئة أسعار النفط التي تجاوزت 100 دولارا منذ بداية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا ووصول متوسط سعر البنزين في الولاياتالمتحدة الى 4.2 دولار للجالون والغير مسبوق، حيث سيتم سحب 180 مليون برميل بمعدل مليون برميل يوميا من الاحتياطي الفدرالي (SPR) على مدى الأشهر الستة المقبلة، بالإضافة الى 60 مليون برميل من مخزونات أعضاء وكالة الطاقة الدولية بإجمالي 240 مليون برميل. وقد ارتفع الإنتاج الأمريكي بمقدار 100 ألف برميل يوميا إلى 11.8 مليون برميل يوميا في 1 مارس والأعلى منذ ديسمبر 2021، وكذلك ارتفع المخزون التجاري الأمريكي ب 2.4 مليون برميل وذلك مقارنة بسحب 3.4 مليون برميل للأسبوع السابق، حسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. ونتيجة لذلك هبط غرب تكساس من 101.96 دولارا الثلاثاء الماضي الى 96.23 دولارا أو 6% الأربعاء الماضي وكذلك برنت من 106.64 دولارا الى 101.07 دولارا أو 5.5%. وواصلت الأسعار تراجعها الخميس الماضي، حيث انخفض غرب تكساس طفيفا الى 96.03 دولارا وبرنت الى 100.58 دولارا. ولكنها عادت الجمعة الماضية، ليرتفع غرب تكساس الى 98.26 دولارا أو 2.3% وبرنت الى 102.78 دولارا أو 2.2%. وهذا جعل أسعار العقود قصيرة الأجل أعلى بكثير من العقود اللاحقة أو طويلة الأجل، مما يشير إلى نقص في العرض على المدى القريب. ورغم موافقة الكونجرس الأمريكي الخميس الماضي على حظر جميع واردات النفط والوقود الروسية، إلا إن هذا الحظر سيدخل حيز التنفيذ في 22 أبريل، حيث استوردت الولاياتالمتحدة ما معدله 100 ألف برميل يوميا من النفط والوقود الروسي في الأسبوع المنتهي في 25 مارس مقارنة ب 70 ألف برميل يوميا في الأسبوع السابق، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. كما إن صادرات النفط والغاز الروسية إلى الاتحاد الأوروبي لم تتغير إلى حد كبير ما عدا دول البلطيق التي حظرت واردات الطاقة الروسية، ومازال الاتحاد الأوربي يستورد 4.5 مليون برميل يوميا من النفط الروسي ومنتجاته ويستهلك 25% من الغاز الطبيعي الروسي من إجمالي استهلاك الطاقة. فان حظر الاتحاد الأوربي للنفط الروسي سيخفض الصادرات الروسية ب 3 ملايين برميل يوميا ويرفع سعر برنت إلى فوق 115 دولارا. فمازالت فرصة الأسواق العالمية متاحة لتحقيق المزيد من المكاسب مع بقاء سعر برنت فوق 100 دولار بدعم من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية واحتمالية تراجع الصادرات الروسية، والتزام أوبك+ باتفاقها، رغم السحب الأمريكي من الاحتياطي وأعضاء وكالة الطاقة الدولية الأخرين وعمليات الأغلاق في شنغهاي. فإن تعظيم مكاسب النفط مازالت في المسار الصاعد في ظل المخاوف بين العوامل الجيوسياسية على المدى القصير وعوامل السوق على المدى الطويل.