"قطار الموت" أو "رولر كوستر" أشهر ما تجد في مدينة الملاهي، يعشقها الكثيرون لأنها تضخ الأدرينالين ضخاً في عروقك، مزيج شيق من الإثارة والخوف، لكن بدايات هذه اللعبة كانت الخوف في الغالب، وربما الرعب! في القرن السادس عشر في روسيا أتت أوائل الفكرة وهي تلال من المنزلقات أو زحاليق الثلج تُصنع من الثلج والخشب، الصعود طويل وشاق على الدرج، ثم تزلق على مكعب ثلج فوقه مقعد بسيط من القش. في أوائل القرن التاسع عشر في فرنسا أضافوا لها عجلات، لكنها كانت تسقط كثيراً ولم تتوقف المركبة أسفل التل! في القرن العشرين تطور قطار الموت ولكنه ظل خطراً، ففي أحدها في نيويورك قُتِل 7 على مدى 5 سنين قبل أن يغلقوها، وكانت مشكلتها أنها تفقد السيطرة وتنطلق بسرعات عالية جداً تقذفها خارجاً، ونقلت صحيفة نيويورك تريبيون خبراً عن أحد هذه الحوادث نجت فيه امرأة بعد أن طارت عربتها وتعلقت هي بالمسار وهي تحمل ابنها بيدها الثانية. لم تكن هذه اللعبة هي الوحيدة في مخاطرها، ففي السابق وقبل التنظيمات الرسمية كان مصممو الملاهي لديهم حرية كاملة في ألعابهم، وتفننوا في جذب الزبائن مهما كانت الطرق خطرة وغير مألوفة، منها استقطاب سياحي في نفس مدينة الملاهي السابقة في نيويورك اسمها "مكافحة الحريق"، عبارة عن إطفائيين يحاولون إخماد نار حقيقية تُشعَل في مبنى حقيقي! لم يكن هناك حدود، كمدير ملاهٍ ومصمم ألعاب لديك الحرية بل ربما الواجب أن تجذب الناس بأي طريقة ممكنة. ذكرني هذا بتجربة لي منذ زمن بعيد في مدينة الملاهي، في تلك اللعبة كأذرع الأخطبوط والتي تدور حول نفسها، والأذرع بالإضافة إلى دورانها تصعد وتنزل، وكانت اللعبة قريبة من سور، فكانت تضرب ليس الجدار والحمد لله ولكن إسفنجة ضخمة ملصقة به امتصت الصدمات، وقتها كانت تجربة لم أرغب أن أكررها طبعاً، لكن قطعاً أفضل بكثير من تلك الأخريات!